مصطفى المتوكل /تارودانت
الخميس 20 نونبر 2014
عن ابي هريرة رضي اله عنه قال ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم …(من حسن اسلام المرءتركه مالايعنيه…)
وعنه قال قال رسول الله ( ص)….(من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت …)
عجيب امر بعض المتكلمين من الذين يقدمون انفسهم على انهم يفهمون في علوم الدين او السياسة كانت في البر اوالبحر او الجو وحتى في “الغيب “…بل ذهب بهم ظنهم الى انهم مفوض لهم ان يغرقوا في التحليل بالمزاج و الهوى وسوء النية كل من يصادفون بالمشهد العام فان كان من اهل ديارهم او يحسبونه كذلك من اصدقائهم اختاروا له من قواميس المدح والاطراء واستعاروا من مناقب اولياء الله الصالحين ماشاؤوا ليجعلوا من يريدون وكانه منهم كما يتوهمون انفسهم ويريدون ايهام الناس بوهمهم …وان كان من يعرفون حق المعرفة و من مصلحتهم الكيد له ومحاربته ..الا ويختاون من قواميس السب والقذف والكلام الجارح والتشكيك ما عن لهم وارتاح له حقدهم …وعندما يحسون بانهم اشبعوا بعضا من شهوتهم ينحطون بمستوى التدني الفكري والاخلاقي.. ليحشروا انفسهم في شؤون الاخرين بل ويخولون لانفسهم صلاحيات “الافتاء ” ليس في امور تكفير مخالفيهم فقط كما فعل الخوارج ضد خيرة الناس والرجال وهذا ما فعله البعض منهم لمواجهة واباحة قتل الشهيد عمر بنجلون ..اوكما فعل بعض الحكام الظلمة وانصارهم من بني اميه ليجـيـزوا ويبيحوا قتل سيدنا الحسين وسبي احفاد النبي وحفيداته والكيد لكل من خالف ولم يخضع لهوى من ومن ؟؟ …
…ان ما نراه اليوم من تهور في الممارسات السياسية والعديد من التصريحات العشوائية شكلا ومضمونا ..واللئيمة نية وقصدا يجعلنا نطرح اكثر من علامة استفهام عن ما الذي يسعى اليه كل هؤلاء الذين لايغمض لهم جفن ولا يهنا لهم بال ولا يشعرون بنشوة الا بعد توجيه كيل من السباب والنميمة والتحريف والاساءات الى حزب الاتحاد الاشتراكي ..بحيث ابانوا بوعي منهم او بدونه ان ما يزعجهم وما يشغلهم ليس بناء دولة الحق والقانون والدفاع عن الديموقراطية وحماية الشعب من الفقر والتفقير .. في المشهد العام والخاص وفي التدبير الرسمي او المجتمعي ..بل يشغلهم الحــزب الذي قدم الشهداء والتضحيات الجسام وملا المنافي.. ولم يخضع ولم ينهزم بعد كل الهجمات ضده كانت بالرصاص او المؤامرات او بالمحاكمات او بالقمع والترهيب .. بل يخرج منتصرا واكثر استعدادا لاكمال المسير ..واكثر استعدادا واصرارا للمزيد من العطاء والتضحية …
…ولنطرح الاسئلة المشروعة التالية ..اليست الاحزاب السياسية بيوت لها اصحابها وسكانها واهلها وحماتها وانظمتها وافكارها ..؟
اليست لبيوت الاحزاب حرمة ؟؟ …
اليس خوض غير المنتمي لبيت ما في شؤون اهل الدار وقراراتهم وسياساتهم وطريقة عيشهم بمثابة تهجم لا اخلاقي و فضول محرم شرعا وعقلا وعرفا …؟؟
…ان الفضول في القول يعد انزلاقا في الاخلاق وانحرافا عن الطريق وهو الباب الرئيسي للنميمة والغيبة المنهي عنها ..وهم بذلك يسعون الى اشعال الفتن والحروب لتحقيق ماربهم…. فصدق عليهم قوله تعالى ” لا خير في كثير من نجواهم…”النساء
فمرة يهجمون باسم الدين ..ومرة باسم السياسة واخرى بانتحال صفة الناصح الذي هو في الحقيقة ناطح للحق ومحام عن الطالح من المواقف والقرارات التي تصدر عنهم وتعنيهم وحتى التي لاصلة لهم بها …
سُئِلَ أميرُ المؤمنين في حديث عبدالله بن المبارَك ..: مَن الناس؟ /فقال: العلماء. .. / فقيل: فمَن الملوك؟.. / قال: الزُّهَّاد.. / قيل: فمَن السَّفِلَة؟../ قال: الذين يأكُلون الدُّنيا بالدِّين..
وعن جابر رضي اله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ..”ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا .وان ابغضكم الي وابعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون …قالوا يارسول الله قد علمنا الثرثاون والمتشدقون ..فما المتفيقهون ؟ قال المتكبرون ..”
..والثرثار كما هو معلوم هو الكثير الكلام؛ والمتشدق هو من يتطاول على الناس في الكلام بمناسبة وبدونها …
ومن هنا جاز لنا القول بضرورة التمييز بين ما تزينه الشياطين للناس للايقاع بهم وجرهم الى المهالك ..وبين من يخلص في النصح ممن لهم الحق في ذلك وليس من يحشرون انفسهم بالتدخل فيما شؤون لاتعنيهم بغرض الاستفزاز والالهاء وتضليل الناس ولو لمرحلة لهم فيها مارب انتهازية ونفعية ..وبعد ذلك فالطوفان الذي يلوحون به اهون عندهم …؟؟
ان الحشريين عبر التاريخ يسعون فقط للنصب كاسلوب من اساليب الاستقطاب الضالة والمضلة …والحشرية صفة تطلق على الأشخاص الذين يتدخلون في الأمور الخاصة والداخلية للاخرين كانوا افرادا او جماعات ، والتي قد تصل لدرجة الالحاح المتعمد والمبتدل في التطفل والتدخل السافر …ويصف علماء النفس والاجتماع شخصية “الحشريين” بأنهم يعانون من حالة مرضية ناجمة عن فراغ روحي وحقد وكراهية للاخر واحساس بالنقص ..وانهم لايستطيعون التحكم في نزواتهم بعقلهم ومن هنا يعتبرون متهورين …
…فلقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الافتتاحي للمقالة … أن ترك ما لا يعني من أسباب حسن إسلام المرء فقسم بذلك الناس في الاسلام الى قسمين .. منهم المحسن في إسلامه ومنهم المسيء ..ونحن نسال الله للمسيئين ان يعودوا لرشدهم ويتوبوا لربهم ويتفرغوا لشؤونهم الداخلية عوض اكل لحوم الناس واللغو ..
…ويتكامل الحديث مع قوله تعالى مادحا عباده المؤمنين بقوله : { والذين هم عن اللغو معرضون }سورة” المؤمنون”.. فوصف سبحانه وتعالى المؤمنين بالإعراض عن اللغو الذي هو الباطل…
ويقول تعالى .. “ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد …”
…وفي الحديث ان معاد بن جبل سال رسول الله (ص)اسئله في حديث منها … : يا رسولَ اللهِ أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟ قال : فأخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لسانَه ، ثمَّ وضع إصبعَه عليه ، فاسترجع معاذٌ ، فقال : يا رسولَ اللهِ أنؤاخَذُ بما نقولُ كلَّه , ويُكتبُ علينا ؟ قال : فضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم منكِبَ معاذٍ مِرارًا ، فقال : ثكِلتك أمُّك يا معاذَ بنَ جبلٍ وهل يُكِبُّ النَّاسَ على مناخرِهم في نارِ جهنَّمَ إلَّا حصائدُ ألسنتِهم
..ونقول لهؤلاء ومن يسير على “نهجهم ” ما قال عقبة بن عامر لرسول الله صلى الله عليه و سلم:
ما النجاة يا رسول الله؟
فقال:(يا عقبة أمسك عليك لسانك و ليسعك بيتك و ابك على خطيئتك) ..
والسلام علي من اتبع الهدى وامسك عليه لسانه ..