هذا “الغول” المسمى داعش هو في نهاية التحليل نتاج قرون من ” اغتيال العقل” في المجتمعات الإسلامية .. هو الإبن الشرعي لهيمنة فهم نصي جامد للدين الإسلامي كرسه فقهاء السلاطين اللذين رسخوا نمطا من التدين

يقوم على الطاعة وتعطيل العقل لصالح النقل ,وعلى جبرية تسلب الإنسان حريته ومسؤوليته على أفعاله , وعلى احتقار المرأة , وعلى التكفير لمن هم من ملة أخرى ..الخ إنه فهم شرعن _ وما زال _ لمختلف اشكال العنف في مواجهة أي اجتهاد عقلاني من داخل العقيدة والشريعة , كلامي أو فلسفي , كما جعل من تاريخ السلطة السياسية تاريخ الجور والإستبداد والظلم والحروب باسم قضاء الله وقدره .. في ظل استمرار هيمنة هذا الفهم للدين الإسلامي ظلت اجتهادات مفكري الإسلام على مر العصور تتغيا تأسيس نمط جديد من التدين يقوم على العقل والحرية والإنفتاح على العصر ومعطياته المتغيرة في كافة المجالات , وتهدف إلى تأصيل القيم الإنسانية الكونية : قيم العقل والحرية والتسامح والمواطنة ..الخ وقد ووجهت _ وما زالت_ مختلف تلك الإجتهادات من طرف الدوغمائية الاصولية المحافظة والمدعومة بسلاح الجهل والفقر وتكنولوجيا الإتصال , بالتكفير والإغتيالات والمحاكمات وتطليق الزوج من زوجته غصبا ( حالة المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد ) والنفي ..الخ داعش وليدة هذا المناخ ” الحضاري” لأمة الإسلام “, وليدة ” الجهل المؤسس” والمكرس بسلطة مال بدو الجزيرة العربية ونفطهم ومذارسهم ووعاظهم اللذين من معطفهم تخرج فيالق الجهاديين والمتطرفين ليحولوا ” جهلهم المؤسس ” إلى حرب ” مقدسة” ضد كل ما ينتمي الى العصر و ضد الذات نفسها… أليس سؤال الإصلاح الديني إذن هو السؤال المركزي الذي يواجه النخب الثقافية والسياسية والعلمية , ويرهن مستقبل مجتمعاتنا ..

 

عن صفحة فيس بوك الخاصة بالاخ عبد الجليل طليمات

imagesCAQ4PY08

الاثنين ” نونبر 2014

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…