وللوصول الى ذلك لابد أن تصل خيرات وثروات الدولة الى كل افراد المجتمع بنحو عادل …من اجل الحد من الفوارق الطبقية والقضاء على الفقر …وليس تبريره بخطابات تتخفى وراء التاويل السلبي للنصوص الشرعية باغفال جلي لاهداف الاسلام الجوهرية المتجلية في سياسة الخليفتين عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز اللذين بعدلهما وتوزيعهما للثروات لم يتبق فقير واحد بالدولة الاسلامية بما فيهم الفقراء من الديانات الاخرى …
اننا اذا قرانا واقع الناس ببلادنا للبحث عن العدالة المتحدث عنها وسالنا اسئلة بسيطة من مثل …هل كل الشعب متعلم ؟ وهل كل المتعلمين يحظون بنفس فرص الجودة في كل مناطق الوطن ؟ وهل كل الراغبين في اتمام دراساتهم يجدون جامعات قادرة على استيعابهم و تعليمهم في الظروف الاكاديمية المشرفة التي ما فتئ الاساتذة يطالبون بها ؟ وهل كل من تعلم واتم دراساته يجد له مكانا في بلاده للمساهمة في الانتاج والعمل ؟
وهل كل الناس بالبلد يعملون ؟ وهل الذين يعملون يتقاضون اجرا يكفيهم لادنى الحاجيات من سكن وماكل وعلاج وتعليم و..؟ وهل الذين لا يعملون ولا يجدون من يعولهم يوجد لهم نصيب من المال العام ؟ …وهل كل الناس يستطيعون الوصول الى كل انواع العلاج لكل الامراض ..؟…الخ
…ان الاموال والموارد والثروات التي تسيرها الحكومات هي لله وهم مستخلفون فيها تطويرا ورعاية وتدبيرا وانفاقا بعدل وهم مساءلون عنها امام الله والناس في الدنيا والاخرة …لهذا فالرقابة عندنا في الاسلام والعديد من المذاهب ذاث بعد اخلاقي وتقوم على الاخلاص والنية والعمل الصادقين …وهي عندنا باعتبار ايماننا بالله والمصير اليه للحساب استحضار لرقابته سبحانه وتعالى التي تطال السر والعلن القول والفعل …﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء ﴾ سورة آل عمران