…تتقدم نشرة المحرر باحر التعازي واصدق المواساة في وفاة قيدوم وعميد العمل الجمعوي الوطني الاستاذ الطيبي بنعمر …الذي كان رحمةالله مدرسة في التربية والتاطير والمواطنة الصادقة …نسال الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الاعلى …ونسال لاسرته الصغيرة والكبيرة الصبر الجميل
كلمة الكاتب العام لحركة الطفولة الشعبية د. عبد الإله حسنين…
«في بداية هذه الكلمة, لابد لنا داخل المكتب التنفيذي لحركة الطفولة الشعبية أن نشكر كل الذين من بعيد داخل الوطن أو خارجه، أو عن قريب بحضورهم مراسيم الدفن والنعي والتأبين، أو من خلال مختلف البرقيات والرسائل الإلكترونية التي توصلنا بها، أن نشكرهم باسم عائلة الفقيد عن مواساتهم وأن نتمنى من العلي القدير أن يبعد عنهم الحزن وأن يسكن الفقيد السي الطيبي بنعمر فسيح جناته.
إن أبناء حركة الطفولة الشعبية عبر ربوع المملكة من خلال الفروع الخمسة والخمسون، والجهات العشرة، ومختلف الأجهزة الوطنية الاستشارية والتقريرية والتنفيذية؛ لا بد لهم من الافتخار وهم الذين تربوا وناضلوا في أحضان حركة الطفولة الشعبية، لا بد أن يفتخروا بانتمائهم لمدرسة الفقيه السي الطيبي، مدرسة التطوع والوفاء والاستمرارية على نفس المبادئ، مدرسة الشفافية والتربية على الديمقراطية والقيم النبيلة. إننا نعتز بكوننا نشكل عن طواعية واقتناع استمرارية الأجيال باختلاف تكوينها وتعدد مرجعياتها ودرجة وعيها وانتمائها وعمق إيمانها وتطوعها، ومستوى انخراطها في القضايا الأساسية للمجتمع المغربي وبصفة خاصة قضايا الطفولة والشباب.
لقد كان الفقيد يردد دائما أننا حركة ودينامو هذا المجتمع من الناحية التربوية، وأننا لسنا ناديا مغلقا على الأشخاص والأفكار والنظريات، وأننا لسنا ثكنة عسكرية لتخريج نوع واحد من المؤطرين والمنشطين والمرشدين، وأننا لسنا على استعداد لتكوين شباب تابع لكل من هب ودب من السياسيين؛ بل نحن قطار من الحياة والحركة ولانفتاح، يمكن لمن اختار العمل الجمعوي والفعل التربوي والاستمرارية والاستقلالية أن يركبه بكل طواعية، ويمكن لمن لم تسعفه ظروف تكوينه واستعداده وحضوره أن ينزله عن طواعية.
لقد كان الشهيد المهدي بنبركة محركا لكل الأنشطة والأعمال التي تهم الميدان الوطني وقطاعاته الحيوية بصفة عامة، وحينها انتبه للسي الطيبي بنعمر ووضع ثقته فيه باعتباره المنظر والمتحمس والمشجع لكل المشاريع والأعمال الاجتماعية آنذاك باعتبارها الطريق إلى تنظيم وبناء المجتمع المغربي الحديث العهد الاستقلال. فجاءت مرحلة التأسيس من حيث القوانين والتنظيمات، واستقر الرأي على المبادئ الثلاثة: مساعدة الأطفال المحتاجين والمساهمة في تطور الشعب والرفع من مستواه، والسعي لجعل حركة الطفولة الشعبية ميدانا لتبادل النظريات التربوية، وعلى الكلمات المركبة الثلاثة لاسم الهيئة التربوية, أي حركة الطفولة الشعبية. ويمكن القول أن المناقشات التي استمرت لأكثر من شهرين قبل التأسيس القانوني للحركة كانت النواة الأولى لما يسمى اليوم بالمجتمع المدني.
وعلى مدى 58 سنة, ظل المرحوم وفيا لأفكاره وخصاله وتربيته, فرغم المهام والمسؤوليات الوطنية والدولية التي تحملها على رأس العديد من المنظمات والإدارات والمؤسسات العمومية، ورغم الأفواج من الأطر والمناضلين الذين كان له الفضل في تكوينهم وتأهيلهم وترقيتهم، ورغم السنوات القاسية التي عانى منها على مستوى النظام المغربي، فقد ظل كتوما صامتا يشتغل بعيدا عن الأضواء والبهرجة، وحريصا على الإخلاص لأصدقائه والوفاء لعائلته، والحضور بين مناضلي حركة الطفولة الشعبية حتى بعد أن قرر المناضلون تحميله دون رغبته مسؤولية الرئيس المؤسس.
إن المرحوم الطيبي بنعمر بشهادة الجميع عمل بنفس الحماس والحيوية والمبادئ، وبقي على نفس المواقف والأخلاق من أجل الحفاظ على استقلالية قضية الطفولة عن كل الضغوطات كيفما كان نوعها ومرجعيتها، ومن تم الحفاظ على الاستقلالية التنظيمية لحركة الطفولة الشعبية كإطار تبنى قضية الطفولة منذ الشهور الأولى لاستقلال المغرب بعيدا عن كل ما من شأنه الزج بها في محيط غير محيطها.
رحم الله الفقيه السي الطيبي بنعمر, الرئيس المؤسس لحركة الطفولة الشعبية والمناضل الفذ داخل صفوف الحركة التقدمية الوطنية بكل أطيافها، والمدافع عن قيم التربية الشعبية داخل الوطن وخارجه بحكم ترأسه للفيدرالية الدولية لتبادل الأطفال والمراهقين ودفاعه عن حرية الرأي والتعبير، والمساند للمتقاعدين من الإدارة المغربية زمن ترأسه لرابطة المتقاعدين بالمغرب.
إننا نعاهدك على المضي على نفس النهج ونعدك بأننا على نفس الطريق, سائرون باستقلالية واستمرارية وطواعية, ففي الأوراش التي قدناها طيلة السنوات الأخيرة الدليل الساطع والواضح والأكيد على أنك تركت مدرسة من الأفكار التربوية الحية ومناضلين من الطراز الرفيع.
رحمة الله عليك»
******************
كلمة فتح الله ولعلو التأبينية للمرحوم سي الطيبي بنعمر |
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر،
أخونا سي الطيبي رحمة الله عليك، جئنا هنا أمام قبرك الطاهر مع عائلتك الصغيرة وعائلتك الكبيرة وأصدقائك ومحبيك لنترحم عليك أولا وقبل كل شيء, ولنبرز بالنسبة للأجيال الصاعدة أهمية الأدوار التي قمت بها طيلة حياتك والمهام الكبيرة التي تكلفت بها، وعلى رأسها مهمة المربي والمعلم، لقد تمكنت من متابعة دراستك بفضل اجتهادك الشخصي وتضحيات عائلتك رغم تواضع مداخلها ومصاحبة وتأطير الحركة الوطنية, وهكذا أصبحت من أول المغاربة المتخصصين في الرياضيات مباشرة بعد الشهيد المهدي بنبركة, وهذا ما أدى بك لتصبح من أول الأساتذة المغاربة في الرياضيات, في الوقت الذي لم يكن يلج هاته المهنة إلا الأساتذة الأجانب, فتعلمت على يديك الأجيال الأولى من تلامذة ثانوية مولاي ادريس بفاس, ثم ثانوية مولاي يوسف بالرباط ,حيث كان لي الشرف بأن أكون احد تلامذتك، لكن مباشرة بعد حصول المغرب على استقلاله توجهت إلى واجهة التربية المناضلة الواعدة, حيث كنت المبادر إلى تأسيس حركة الطفولة الشعبية إلى جانب مجموعة من المناضلين وفي مقدمتهم الشهيد المهدي بنبركة, ومنذ ذلك الوقت واسمك مرتبط بالطفولة الشعبية، فالطفولة الشعبية هي الطيبي بنعمر, والطيبي بنعمر هو الطفولة الشعبية. منذ ما يقارب الستين سنة توالت أجيال واجيال على المسؤولية وتسيير هاته المنظمة وبقيت أنت دائما باتفاق بين الجميع الرئيس المؤسس وهي المنظمة التي فتحت الآمال لعشرات الآلاف من الأطفال المنتمين للأحياء الشعبية بالمغرب.
ومن الناحية المهنية, لا ننس أنك تحملت منذ بداية الاستقلال مسؤولية في قطاع النقل على رأس المكتب الوطني للنقل, فقدمت هنا كذلك مثال نموذج الموظف المستقيم النظيف المجتهد والجاد ,وأخيرا لابد أن نبرز خصالك كانسان, إذ كنت رجلا مسلما وطنيا تقدميا وكنت والجميع يعرفك بصمتك وهدوئك وصبرك ، كنت منفتحا على العديد من أصدقائك الكثيرين الذين صاحبوا حياتك كلها وهم يفتخرون بهاته الصداقة وبهاته المحبة رحمة الله عليك وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
****************
كلمة رئيس اتحاد المنظمات التربوية المغربية
عبد المقصود راشدي
تلقى اتحاد المنظمات التربوية المغربية ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة المشمول برحمة الله الفقيد الطيبي بنعمر رئيس ومؤسس حركة الطفولة الشعبية يوم السبت 04 أكتوبر 2014.
ويعتبر الفقيد الراحل من الرعيل الأول للحركة الجمعوية الوطنية ببلادنا وأحد رموزها التاريخية، عمل في صمت، وبتفان كبير وأخلاق عالية طيلة حياته ومسيرته النضالية الجمعوية، مساهما بذلك في إرساء أسس مدرسة جمعوية وطنية، عمل من خلالها على ترسيخ قيم الوطنية الصادقة وتعميق الممارسة الديمقراطية، وتنمية قيم المشاركة الداعمة للحرية والفكر الديمقراطي.
لقد ظل الفقيد رحمه الله منخرطا بقوة في الدفاع عن قضايا الطفولة والشباب، وفي المساهمة في تأهيل أجيال تعاقبت على جمعية حركة الطفولة وعموم الحركة الجمعوية التربوية الوطنية إلى جانب رموز جمعوية وطنية شكلت جزءا من الحركة الوطنية المستنيرة التي يرجع لها الفضل في إرساء دعائم المدرسة الجمعوية المغربية المبنية على قيم التطوع والوطنية والمواطنة.
وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم باسمي ونيابة عن جميع أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد المنظمات التربوية المغربية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى الأخوات والإخوة في المكتب الوطني لجمعية حركة الطفولة الشعبية وعموم أعضاء الجمعية، وإلى جميع أفراد أسرة الفقيد وعموم أصدقائه، بأحر التعازي وأصدق المواساة في هذا المصاب الجلل، راجيا من العلي القدير أن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويسكن الفقيد فسيح الجنان وإنا لله وإليه راجعون.