عن صحيفة العرب [نُشر في 29/09/2014، العدد: 9694،
طهران – ساق تقرير لوكالة “فارس” الإيرانية للأنباء نقلا عن مصدر أمني إيراني، أمس الأحد، مؤشرات تدل على وجود تعاون تركي مع تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف.
فقد أوضح المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه أن الحكومة التركية لاتزال ترتبط بعلاقات متميزة بكبار القادة في التنظيم ومنهم زعيمه أبو بكر البغدادي.
ولفت المصدر نفسه إلى أن الصفقة التركية مع “داعش” بخصوص الرهائن الأتراك كانت ثمرة لخمسة لقاءات عقدت سرا بين الجانبين، حسب قوله، لكنه لم يحدد توقيتها، وذلك قبل الاتفاق
على إطلاق سراح المختطفين الأتراك مقابل عدم مشاركة أنقرة في التحالف الدولي ضده وعدم استخدام قواعدها الجوية لضربه وهو ما طمأنت الحكومة التركية به.
وأشار، في السياق نفسه، إلى أن تركيا غضت الطرف عن نقل 50 مليون دولار قدمتها قطر دعما للتنظيم المتشدد حيث قامت بتأمين إيصاله إليه عبر إحدى رحالتها للخطوط الجوية من
الدوحة إلى أنقرة.
وكانت العديد من التقارير تحدثت، في وقت سابق، عن دعم تركيا للتنظيم من خلال الدعم اللوجستي وسهولة حركة المصابين منه للاستشفاء داخل أراضيها دون مراقبة مشددة.
وتأتي هذه المعلومات على الرغم من خضوع الحكومة التركية قبل أيام للضغط الغربي للانضمام للتحالف الدولي بعد أن رفضته قبل ذلك بتعلة رهائنها لدى “داعش”.
فقد أحجمت تركيا عن لعب دور قيادي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية، إلا أن مسؤولين ذكروا، الأسبوع الماضي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
يجري مفاوضات بشأن طبيعية الدور التركي قبل أن يطرح كمشروع قانون على البرلمان في الثاني من الشهر المقبل للمصادقة عليه.
وقد ألقت هذه التصريحات، وفق محللين، بظلال من الشكوك على الدور التركي في محاربة هذا التنظيم الأصولي وطرح تساؤلات حول علاقة أنقرة بالتنظيم خصوصاً بعد صفقة إطلاق سراح
مختطفيها لدى داعش والتي وصفت بـ”المريبة”.
وما يزيد من تلك الريبة ما تداوله ناشطون، الأسبوع الفارط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول تنقل إثنين من عناصر “داعش” بكل حرية وسط إسطنبول.