كشف تقرير أممي أن 20 ألف جزائري اختاروا الاستقرار النهائي في المغرب خلال السنة الماضية. وجاء المغرب ضمن الخمس دول الأولى التي فضل الجزائريون الاستقرار فيها منذ مطلع التسعينات جراء العشرية الدموية التي مر بها هذا البلد.
أفاد تقرير لمكتب الهجرة الدولي، التابع للأمم المتحدة، أن المغرب من الوجهات المفضلة للمهاجرين الجزائريين حيث بلغ عددهم 20 ألف في السنة الماضية، وبالتالي أصبح ينافس الوجهات التقليدية لهؤلاء المهاجرين كفرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
وأوضح التقرير أن “الجزائريين هاجروا إلى المغرب بحثا عن الأمن ومستوى عيش أفضل إذ أن العشرية الدموية التي هزت الجزائر وحالة عدم الاستقرار التي يعرفها البلد جعلت العديدين يبحثون عن ملجأ آمن”.
ويفيد التقرير أن أكثر من 60 ألف أجنبي جعلوا من المغرب مستقرا لهم خلال نفس الفترة، ويتوزعون على مختلف مدن المملكة، بينهم سعوديون قدر عددهم بعشرة آلاف، يقيمون بشكل دائم في هذا البلد، إضافة إلى جاليات عربية أخرى تتكون خصوصا من السوريين والعراقيين الذين بلغ عددهم معا 15 ألفا.
للمزيد: إسبانيون يهاجرون إلى المغرب بحثا عن فرص عمل
وجاء المغرب ضمن الخمس دول الأولى التي فضل الجزائريون اللجوء إليها مطلع التسعينات من القرن الماضي. ودفعت الأحداث الدموية التي مر بها البلد 670 ألف جزائري إلى الهجرة نحو الخارج. وأكد التقرير أن المغرب تحول من بلد لتصدير الهجرة إلى بلد لاستقبال المهاجرين.
تزايد وتيرة هجرة الجزائريين نحو المغرب
في تعليق منه على إقبال المهاجرين الجزائريين على المغرب، قال سعيد هادف، الباحث الجزائري في الشأن المغاربي، المقيم في المملكة، “قد دأب الجزائريون منذ القدم على اللجوء إلى المغرب من أجل الاستقرار في فترة الهيمنة العثمانية وبعد الغزو الفرنسي، كما أن المغاربة يستقرون بالجزائر، وهذا أمر طبيعي بسبب قرب الجوار والمشترك الثقافي”.
وأضاف أن “هناك تزايد في وتيرة هجرة الجزائريين من أجل الاستقرار في المغرب للأسباب التالية: الاستقرار الذي يميز البلد عن باقي بلدان الجوار، القرب الجغرافي، التدهور الأمني الإقليمي، التدهور الاقتصادي في أوروبا، وتعقد مسألة العيش فيها بالنسبة للمهاجرين العرب، جراء عوامل عديدة”.
وأوضح هادف أن “الفوارق الثقافية بين الجزائريين والمغاربة تكاد تنعدم، وبالتالي فإن الاندماج في المجتمع المغربي يصبح سهلا على هذه الشريحة، وإذا كان هناك إطار يجمع بعض الجزائريين أنفسهم في المملكة في الغالب هو الإطار العائلي”.
وحول المهن التي يمارسها أفراد الجالية الجزائرية في المغرب، قال هادف “هناك مجالات الاستثمار والتجارة”، موضحا أنهم يمتهنون في الغالب الأعمال الحرة.
المغرب بلد تعايش ديني
بشأن النظرة التي يحملها المغاربة عن هذه الهجرة، قال عبد المجيد بن الطاهر، الصحافي في “أسبوعية الوطن” المغربية، “أعتقد أن المغاربة لا ينظرون إلى حركات الهجرة، الفردية أو الجماعية نحو بلادهم، لأي جنسية من الجنسيات من مختلف مناطق العالم، بعين العنصرية، لأسباب متعددة منها لأن المغرب على مر التاريخ شكل قطب جذب لتعايش الديانات”.
وأضاف بن الطاهر أن المملكة “احتضنت تاريخيا كل الأجناس نظرا لموقعها الجيوستراتيجي، ولأن المغرب بلد استقرار بالمعنى الأمني والسياسي”.
بوعلام غبشي
23 شتنبر 2014