قد تكون بلادنا فعلا تدير ظهرها لنخب بنت مغرب ما بعد الاستقلال لانها نخب اليسار و العدل و الاحسان و نخب القومية و التحرير لتحل محلها نخب الاسلام المنفتح على جشع السياسة و على شباب البورتابل و البارابول و على خريجي المعتقلات المستفيدين من اموال جبر الضرر و على النقابات التي عوضت نضال الطبقات العاملة بالصراع حول اموال بطائق العضوية…
قد تكون جامعتنا بطلبتها و اساتذتها قدمت استقالتها من البحث العلمي و حلقات الفكر و خزانات العلم لتحولها الى صراع الاثنيات و فراغ المدرجات و استقالة الفكر…
قد يكون وطننا بعملة درهمية فقدت تنافسيتها في سوق العملات و كسبت فقط و فقط رهان جودة ورق طباعتها و رونقه…
قد تكون شوارعنا خالية من المتظاهرين و من المحتجين لتحتلها عربات بيع كل شيئ بالتقسيط بمافيه الشرف و الخضر و الالعاب النارية للاطفال…
و قد تكون شوارعنا و طرقنا ازدادت جودة و غزتها السيارات الجديدة و ركنت السيارات القديمة على جنباتها تاكلها الشمس…
قد نكون اغلقنا دور السينما و فتحنا الف سينما بمنازلنا بفضل قرصنة درب غلف…
قد نكون اغلقنا مكتباتنا التي لا نفتحها الا في موسم الدخول المدرسي لنغرقها بالدفاتر القادمة من الخارج ضدا على دفاترنا القديمة – دفتر صونابا -…
قد نكون هجرنا تعليمنا العمومي هربا بفلدات اكبادنا من رجال تعليم انشغلوا بالترقيات في السلالم و في التكليفات و في صراع لجن النقابات, و منشغلون بشراء احدث الحواسيب و البورتابلات و مهوسون بما استجد من اثاث من جمعيات الاعمال الاجتماعية من ديون البناء بمؤسسة محمد الخامس
قد يكون اطبائنا نسو قسمهم و تسارعوا الى تقسيم كعكة الثروات فاصبح الطبيب مستثمرا و سمسارا و عامل بناء
قد نكون تركنا بيوتنا القديمة مع ابائنا و سكنا في مدن الانفتاح العمراني مع العمران و الشعبي و الضحى , فاصابتنا الدوخة حتى بتنا لا نعرف لصلة الرحم مكانا في علاقاتنا الاسرية…
و قد تكون محاكمنا مجرد دهاليز للتلاعب بالفصول القانونية و ياتي بها العدل و الحق بمدى درجة ذكاء و فطنة المحامي و احيانا بدرجة معارفه مع القضاة …
و قد تكون ملاعبنا مجرد فضاء اخضر يلعب فيه شباب مؤجور من طرف رؤساء فرق يبيعون الوهم لجيش من الشباب يتظاهر في المدرجات و يبتكر شعارات و سلوكات اقرب من الادمان منها الى حب الكرة…
و قد يكون فننا فقد دوقه و انخرط في ايقاع الرقص و ايقاع الغرب و ايقاع هز الوسط على حساب اللحن الشجي و الكلمة المعبرة…
قد تكون امهاتنا مسالمات امام بنات يتسابقن للعري في الطرقات باسم الحداثة , او يتسابقن الى الحجاب بمنديل تركي باسم الاسلام المنفتح, فتتجول الام مستورة بلباسها التقليدي المحتشم المغربي الاصيل مع ابنة اما صورة طبق الاصل لمادونا في عريها او الدمية باربيو في حجابها الوهابي…
قد نكون ادمنا جلسات المقاهي و امامنا فنجان قهوة بثمن عشر خبزات او اكثر و هجرنا جلسات الشاي مع الاهل و العشيرة…
قد نكون هجرنا الكتب و انخرطنا في ما انا فيه من تواصل الي او جرائد رتيبة او سيديات مقرصنة…
وقد نكون نحن الى خطب الحسن الثاني وهو يهدد بتلطيخ منازلنا بالذي لا يذكر , و بنشرات مصطفى العلوي مسقط الطائرات , و بالمقالات النارية للمحرر و العلم و انوال و منشورات حركة التحرر العالمية التي تتسلل الى بلادنا بعيدا عن اعين المخابرات…
قد نحن لفلقات المخازنية و ضرب المعلم في اقسام كمعتقلات للتعذيب الجماعي…
قد نتذكر سجونا مظلمة كتازمامارت , اما م سجون اليوم المهيئة بالتلفاز و الغرف خمسة نجوم و الهروب من العقاب…
قد نمارس السياسة و نحن نحن الى القيادة الكاريزمية و الخطب الرصينة العميقة في التفكير و بعد النظر…
قد لا تستهوينا الكتابات اليوم و هي كالاكلات الخفيفة و نحن الى محمد عابد الجابري و المنفلوطي و روايات احسان عبد القدوس و مغامرات اجاتا كريستي…
قد نشفق على ابنائنا من الافلام الكارطونية الغارقة في العنف و اللا واقع و نحن الى كراندايزر و سالي و علي بابا و السندباد…
قد نحن الى مسرحيات الطيب لعلج و اغاني ناس الغيوان و جاري يا جاري لنعيمة سميح و واخويي خويي للطيفة رافت…
………………………….. وقد
…………………………………وقد
……………………………………..وقد
…………………………………………..وقد وقد وقد وقد…
اننا نعيش نستالجيا تقتل الابداع فينا و توهمنا ان زمننا هو زمن النقاء و زمن النضال و زمن المعقول و تارجليت…
لكننا لا نبذل مجهودا ان نعيش واقعنا و نحلله و نغوص في فهمه و نفكر في ما هو ات …
اننا بكل بساطة ماضون في ماضويتنا و العالم يتطور من حولنا الى الاسوء و الى افاق تغلب نستلجيتنا…
اننا ايتها السيدات ايها السادة اعلن الواقع من حولنا وفاتنا و نحن لازلنا نتشبت بالحياة و لسان حالنا يقول
و نحن نحب الحياة اذا ماستطعنا اليها سبيلا
لذلك نحن ان يخاطبنا الملك بكل تلقائية كوالده ذونما حاجة الى قراءة خطب مكتوبة و لا نابه بما جاء فيها…
و نحلم ان يكون شباط و لشكر و بنكيران في نفس كاريزمية علال الفاسي و بوعبيد و الخطيب و عبد السلام ياسين
و نحلم ان يغني البيك بالحان عبد الهادي بلخياط
و الصويري باغاني الحاجة الحمداوية…
و ان يلعب الشماخ بنفس تقنيات العربي بنمبارك و فرس…
اننا بكل بساطة نريد للزمن ان يعود كي نظل فرسانا ,فيما الواقع من حولنا و طريقة تفكير ابنائنا و سياسة ساستنا و حتى طرق الاحتفال في اعراسنا تعري ما فينا و تقول لنا بالفم المليان
اننا فرسان دونكشوتيون لا نؤمن بالتطور , عاجزون عن مواكبة واقعنا و ننعثه بالميوعة…
… اخيرا ان تمكنت من قراءة كل ما كتب اقول لك هنيئا انك تملك ملكة القراءة فيما كثيرون غيرك هجروا اتمام كلامي لانه طويل هههههه
صباحكم مبارك و جمعتكم مباركة
و لولى اني من زمن قديم نسبيا لقلت ان من بعث بهذا الكلام الى عشر اصدقاء سيرى الرسول في المنام كما راه مؤدن المسجد الحرام هههههه