في 13غشت 2014
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب النهج الديمقراطي القاعدي
بيان شهادة
ها هو النهج الديمقراطي القاعدي، الفصيل الثوري الماركسي اللينيني، ووفاء لعهد جديد متجدد ، عهد تاريخي لشعبنا ولشهدائه نقدم شهيدا آخر، ينضاف إلى قافلة شهداء التحرر والانعتاق، يقدم أحد أغلى و أحلى وأجمل مناضليه إخلاصا لقضية شعبنا المقاوم ، إنه الرفيق والشهيد مصطفى مزياني الذي استرخص دمائه في سبيل خلاص الفقراء والمحرومين بوطننا الجريح ، الرفيق الذي قاوم 72 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام من معركة الأمعاء الفارغة ليسقط شهيدا ويعلن ميلاده الجديد حوالي الساعة الرابعة مساءا من يوم الأربعاء 13 غشت 2014.
مصطفى مزياني شهيد النهج الديمقراطي القاعدي والشعب المغربي، المناضل العظيم، والثائر البطل، اصطفاه هذا الشعب ليكون من خيرة أبناءه القلائل ليجسد قمة الصمود والعطاء والتضحية، ليكون نبراسا وقدوة، لرفاقه ورفيقاته، وللأجيال الحالية والقادمة من المناضلين من أبناء هذا الشعب، ليكون إدانة موشومة بالدم، وصرخة مدوية في وجه من آمنوا بنهاية التاريخ، وطبلوا وزمروا “للعهد الجديد” و”الانتقال الديمقراطي” وأخلفوا عهد الشهداء، وأحرقوا الصفحات، ليؤكد بأن شعبنا شعب معطاء يحبل بالأحرار والشرفاء، لقد وقف رفيقنا وشهيدنا مزياني شامخا، متحديا لنظام القمع والإرهاب، استشهد وهو كذلك، مدينا له ولأجهزته القمعية ولقوى الغدر والظلام، وللقوى السياسية الرجعية والإصلاحية وللذين طردوه وحرموه عن مقعد في فصول الدراسة، وحرموه من أحد أقدس حقوق الإنسان، الحق في التعليم، وللذين شردوه وجرموه واعتقلوه وعذبوه، وللذين أجهزوا على حقه في الحياة وأهملوه بسجن العار “عين قادوس” وبمستشفيات العار “ابن الخطيب” و”المركب الاستشفائي الجامعي” بفاس.
إن استشهاد رفيقنا مزياني جاء في سياق الواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لشعبنا، بشكل لم يعد بالإمكان تقبله أو الإبقاء عليه، حيث البؤس والفقر والمعاناة، والانهيار المادي والمعنوي، وانهيار القدرة الشرائية للجماهير المسحوقة، والحرمان من الحقوق المقدسة للإنسان في التعليم والصحة والسكن، والشغل،… وانعدام أبسط مظاهر الحريات نتيجة الهجوم الشرس للنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي بدعم من أسياده الامبرياليين والصهاينة وبإسهام من القوى الظلامية والقوى الرجعية والإصلاحية والقيادات النقابية المافيوزية التي حولت النقابات إلى سوط مسلط على رقاب الطبقة العاملة، وعموم الكادحين، وبإسهام كذلك من طحالب المجتمع “المدني”، “الحقوقي”، والإعلام الرجعي بمؤسساته ومنابره، الذين يساهمون بشكل أو بآخر، في تمرير مخططات النظام، يوفرون له الغطاء لشرعنة جرائمه.
إن استشهاد رفيقنا الغالي مصطفى مزياني، جاء في سياق تعمق أزمة النظام الرجعي العميل، بالموازاة مع تنامي مقاومة الجماهير الشعبية وحركاتها المناضلة، والتي تقدم أداءها النضالي والسياسي مع انتفاضة 20فبراير المجيدة، بشكل سار معه لزاما على النظام نهج أسلوب التآمر، كنهج صهيوني لتوفير الشروط الأنسب للإجهاز على ما تبقى من المكتسبات التاريخية لشعبنا، ولاجتثاث قلاع النضال والصمود، بعدما عجز عن ذلك بآلياته وأدواته المعهودة: القمع، الاعتقال، المحاكمات الصوري…وكان من الطبيعي أن تنال الحركة الطلابية بحكم موقعها المتقدم نضاليا، بفضل النهج الديمقراطي القاعدي، نصيبها الأوفر من مسلسل التآمر.
هكذا جاءت مؤامرة 24أبريل 2014، التي شملت العديد من المواقع الجامعية، وظهر المهراز بالخصوص، موقع الشهيد مصطفى مزياني، المؤامرة الصهيونية التي حيكت بدقة من طرف استخبارات النظام، ومن طرف من يقفون في الظل، والمتحكمين في خيوط اللعبة، وأوكلت مهمة التنفيذ للقوى الظلامية، بحكم رهاناتها وهي تقف على رأس حكومة النظام، وبحكم احترافها للإجرام وسفك الدماء، ولكونها خلقت في الأصل لتلعب هذه الأدوار ، وفي فصل آخر من فصول المؤامرة أنتجت القوى الظلامية (حزب العدالة والتنمية) قرارا سياسيا وارتكبت جريمة أخرى، تمثلت في طرد الرفيقين مصطفى مزياني وعبد النبي شعول متخذة مجلس كلية العلوم المشبوه مطية لذلك.
أمام حجم المؤامرة التي أريد منها أن تكون إعلانا لتدشين مرحلة جديدة تصبح معها الجامعة المغربية مرتعا خصبا ومفتوحا أمام لوبيات المال والاستثمار، بعد إقبار التوجه المكافح للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، النهج الديمقراطي القاعدي، هذا الأخير بقي في حاجة ماسة إلى أبسط ذرات المقاومة والصمود، وإلى خيرة أبناءه والمتعاطفين معه، من أجل تجاوز هذه اللحظة العصيبة التي لن يكون تجاوزها إلا بالبدل والجهد والعطاء النضالي والتضحيات الجسيمة، وكان هذا هو خيار رفيقنا/شهيدنا مصطفى مزياني، الذي باشر معركة الأمعاء الفارغة يوم 03يونيو2014، واعتقل بالمستشفى يوم 07يوليوز2014، ولم ينل الاعتقال من عزيمته بل واصل معركته، ليعلن ميلاده الجديد بالمركب الاستشفائي الجامعي بفاس وهو في يومه 72من الإضراب المفتوح عن الطعام، وهو نفس خيار رفاقه المعتقلين السياسيين الذين التحقوا بالمعركة يوم 10غشت2014.
إننا كنهج ديمقراطي قاعدي، إذ ننعي رفيقنا وشهيدنا مصطفى مزياني، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي
– تعازينا الحارة لعائلة رفيقنا وشهيدنا مصطفى مزياني ولرفاقه ورفيقاته، ولأصدقاءه وللجماهير الطلابية ولكافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي.
– إدانتنا للاغتيال السياسي المنظم الذي تعرض له رفيقنا مزياني من طرف النظام وأجهزته القمعية والقوى الظلامية وإدارة السجن السيء الذكر عين قادوس وإدارة كل من مستشفى “ابن الخطيب” و”المركب الاستشفائي الجامعي
– دعوتنا كافة مناضلي ومناضلات الشعب المغربي إلى الاستمرار في تفجير المعارك النضالية وتجذير وتطوير الفعل النضالي إخلاصا لنهج شهيدنا مصطفى مزياني وكافة شهداء الشعب المغربي
– دعوتنا مناضلي ومناضلات الشعب المغربي إلى الحضور الوازن والمكثف في تشييع جنازة الشهيد إخلاصا له ودعما لعائلته المفجوعة.
– استمرارنا على نهج شهيدنا مصطفى مزياني، نهج شهدائنا الأبرار
عاش النهج الديمقراطي القاعدي
عاشت نضالات شعبنا الكاد
المجد والخلود لشهيدنا مصطفى مزياني، ولكافة شهدائنا الأبرار
من يكرم الشهيد يتبع خطاه
على نهجك رفيقنا مزياني نسير، لنفك قيد وطننا الجريح
…………………………………………………………………………………………………………………………………………………….
المعتقل السياسي مصطفى مزياني… نبراس يحترق/ضوء في العتمة!
البديل الجذري
الحوار المتمدن-العدد: 4516 – 2014 / 7 / 18
التحق مصطفى مزياني بالجامعة ككل أبناء جيله آملا في التحصيل والمعرفة، مفعم بالحيوية وحب الحياة، كله أمل في مستقبل تسطع فيه شمس الحرية ويشع منه نور العلم. منذ الوهلة الأولى انضم إلى الجهة التي وجد فيها ضالته، وتعكس طموحاته كمقهور. ولأول مرة أصبح قادرا على تبديد غموض شعور الحگرة والظلم، بأن اتخذ تصورا واضحا وشكلا واعيا قادرا على فهمه وتأطيره ضمن استراتيجية متميزة المعالم… تهدف القضاء على كل التمايزات والرفع من قيمة الإنسان أولا وأخيرا. فاتسعت أحلامه، وكبرت أمانيه، فاخترقت جدران الرجعية وكسرت قيود الفكر وأرست ترانيم الحرية في ذهنه وممارسته.
وبالطبع هو الوعي الذي يحارب ويحاصر من طرف زمرة من الماسكين بتلابيب القرار والمتحكمين بخيرات البلاد ونفوس العباد… والذين ليس في مصلحتهم أبدا أن تتغير الأوضاع. يقتاتون على الجهل، ويصفدون كل أحلام البسطاء ويغتالون أحلام الأبرياء.
وكضريبة على تبنيه هذا الوعي فقد حوصر وسجن… بعدما طرد من طاولة الدرس!
دخل عن وعي ومسؤولية في معركته البطولية… معركة الأمعاء الفارغة، لأنه يؤمن بشرعية القضية، لإيمانه بالغد المشرق، لإيمانه بأن الحرية لا تقدم على الأطباق الذهبية، لإيمانه أن طريقها تمر من تحت نيران القصف، معبدة بالمرارة والأشواك.
ونتيجة لذلك، أصبح وجهه نحيلا وأكثر طولا بعدما غطته الصفرة وكأن الدم لم يعد يُضخ بشكل كاف لكي يصل إليه، بل وكل أعضائه الأخرى، شاحب مثل من به سقم مزمن. عينان غارقتان داخل جحرهما الجاحظ لا ينفتحان إلا بمجهود وتثاقل.. على الذقن لحية ذات أسبوعين على الأقل… كل ذلك زاد من إبراز الضعف والوهن الذي يعاني منه… حتى أصبح جسدا ذابلا لا يقوى على الحراك.
يدخل في نوبات غيبوبة بشكل دوري، مؤخرا بدأت تطول وتتمدد مع مرور الوقت. ربما هي إشارات أو “ميساجات” واضحة من هذا الجسم الذي نخره التعب والجوع… قد يكون تنبؤ بقرب حدوث الفاجعة.
لا يقدر على النهوض، أُنهكت قواه وخارت من جراء هذا الصوم الطويل، صوم الموت، بعدما أتعبه التعسف والجور، بعدما جرد من كل حقوقه والذي كان آخرها الحق في طلب العلم…
وبعدما جرب كل شيء للمطالبة بحقه المشروع… قرر الإقلاع عن كل شيء من أجل حقه المشروع! متيقنا بأن التضحية والمعاناة، ثمن وضريبة الحق، ولا سبيل لذلك غير التضحية،
حتى أن شرب الماء والسكر أصبح يقرفه، ويشمئز منه، رائحته تثيره، فينتابه الدوار والغثيان… يتقيأ المرارة، إفرازات ذات ألوان مرجانية تارة وخضراء فاقعة تارة أخرى. مرارة الألم… مرارة الحق الذي ينتزع على حافة الموت!
من حضن أمه اختطفوه ومن ورائها عنّفوه ومن حنانها حرموه… سكبت دمعتها التي أحرقت وجنتها وجزوا قلبها حرقة على كبدها. من وسط رفاقه اعتقلوه، وفي المخافر عذبوه… وفي عتمة الزنزانة بكل ازدراء صلبوه. لكن جيش الرفاق سكان الزنازن الأقدمون بالأذرع احتضنوه وبالقبل حجبوه…
خلف القضبان، مصفدة يداه ومعصوبة عيناه.. لكن، عقله وقلبه ظلا حرين طليقين…
هي تلك معاناة الوعي حينما يتمرد!
فلنقاوم الإجرام من داخل الزنازن ومن خارجها..
ولنتوحد لخدمة قضية الشهيد والمعتقل.. قضية شعب..
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M
منقول عن الحوار المتمدن
…………………………………