البرلماني المغربي يقول إن مجلس أوروبا اعترف لأول مرة بأن الجزائر طرف في نزاع الصحراء، مؤكدا أن العلاقات بين الشعبين المغربي والجزائري متميزة.

 منقول عن  صحيفة العرب 

فاطمة الزهراء كريم الله [نُشر في 11/08/2014، العدد: 9645

 

 

الرباط – في حواره مع “العرب” تحدّث البرلماني المغربي المهدي بن سعيد عن أبرز القضايا التي تسعى المملكة إلى معالجتها مثل قضية الوحدة الترابية حيث صرّح محدّثنا أن الجزائر طرف في النزاع وطرف في المشكل وأن البرلمانيين المغاربة يسعون دائما إلى توضيح رؤية المغرب بخصوص النزاع الصحراوي. كما تحدث بن سعيد عن حكومة ابن كيران الإسلامية وعن دور البرلمان في الحياة السياسية.

عبّر المهدي بن سعيد، رئيس لجنة الخارجية والدفاع الوطني بمجلس النواب المغربي والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، عن ارتياحه لاعتراف مجلس أوروبا لأوّل مرّة بأنّ “الجزائر هي طرف في نزاع الصحراء وطرف في المشكل”.

وأوضح بن سعيد، في حوار مع “العرب”، أنّه “كان هناك تيار من أقصى اليسار الأوروبي يساند الأطروحة الوهمية للبوليساريو، ونحن في هذا الصدد نحاول مع برلمانيين فرنسيين وإيطاليين وإنكليز توضيح رؤية المغرب، وفعلا تم ذلك بفضل الجهود التي تقوم بها الفرق البرلمانية المغربية بالتنسيق مع دبلوماسيين مغاربة في مجلس أوروبا لمواجهة الأكاذيب وتحريف الحقائق ضد المغرب”.

كما شدّد البرلماني المغربي، الذي يُعدّ أيضا مؤسّس رابطة الشباب الديمقراطي، على “تكثيف الجهود بتكتل مغاربة العالم ذوي القرار السياسي في البلدان الأوروبية للدفاع عن قضيته الوطنية من خارج المغرب ومن داخل البرلمان الأوروبي والأميركي”.

في المقابل، وصف بن سعيد العلاقات القائمة بين ملك المغرب والشعب المغربي والشعب الجزائري بـ”علاقات متميّزة جدا”، قائلا “نحن نؤكد على أنه ليس لدينا أدنى مشكل مع الشعب الجزائري، فمشكلتنا هي مع الحكومة الجزائرية ومع النظام الجزائري نفسه”.

وأضاف “هذا الإشكال لا يمكن حله من طرف المغرب وحده، هناك ثلاثة أطراف لحلّ هذا النزاع الحاصل بين المغرب والجزائر، وهي تقوية دبلوماسية المغرب خارجيا، والنقطة الثانية هي وجوب أن يعرف الشعب الجزائري أنّ فتح الحدود مع المغرب يمكن أن يحسّن من الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلدين وباقي دول المغرب العربي”.

وفي هذا الصدد، عبّر عن ارتياحه لمضامين الخطاب الملكي الأخير، معتبرا أنّه خطاب قوي، يحمل دلالات دبلوماسية مهمة من خلال دعوة الملك محمد السادس إلى فتح الحدود مع الجزائر وإقامة اتحاد مغاربي.

واستطرد “يجب أن يصل الشعب الجزائري إلى قناعة كبيرة جدا في ضرورة إقامة هذا الاتحاد المغاربي، ثم النقطة الثالثة تتمثل في أنّ الدول العظمى ليس من صالحها أن ترى اتحادا مغاربيا قويا يشمل دول كلّ دول المنطقة، وبالتالي إذا نجحنا في إعادة بناء الاتحاد المغاربي، فإنّه يمكن أن يكون في حد ذاته دعما لباقي البلدان الأفريقية”.

وعن قراءته للتطوّرات الجيوسياسية في المنطقة في ظل التهديدات الإرهابية التي تلقتها المملكة، قال: “المغرب مقارنة مع باقي البلدان العربية يعمّه نوع من الأمن والاستقرار، ومن الطبيعي أن يكون للمغرب تخوف من الخطر الإرهابي، لكن المملكة لها عين ساهرة تحرص على تطويق هذه التخوّفات، ببذل كل جهودها للتدخّل السريع من أجل مواجهة خطر أصبح يهدّد جميع الدول العربية”.

وردا على الانتقادات القائلة بأنّ لجنة الخارجية والدفاع الوطني في البرلمان، التي يترأسها، تعاني من الجمود والتخاذل قال بن سعيد: “بكل روح رياضية يمكنني القول إنّ اللجنة كانت فعلا تعاني من بعض الهفوات والجمود، ولكن اليوم ومنذ تولينا رئاستها قبل شهرين ونصف، حققنا إنجازات عديدة، وصوّتنا على أكثر من 20 مقترحا قانونيا، وتواصلنا يوميا مع وزارة الخارجية والتعاون واستقبلنا وزير الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار مرّات عدّة”.

كما أشار إلى المهمّة الاستطلاعية التي قامت بها اللجنة إلى مدينة طنجة، شمال المغرب، لمراقبة أوضاع مغاربة الخارج ودخولهم إلى البلاد، فضلا عن استقبال عدد من السفراء الأجانب وكذلك بعض الجمعيات الممثلة للمغاربة المقيمين بالخارج والمشاكل التي يعانون منها. وهذا بالإضافة إلى الانخراط في الدبلوماسية الاقتصادية التي رسمها الملك محمد السادس دعما للاستثمار الأجنبي في المغرب. وقال بن سعيد إنّ تلك الإنجازات “تم تحقيقها داخل لجنة الخارجية والدفاع الوطني في مدة شهرين ونصف وهو في حد ذاته مؤشر قوي يعبّر عن سعي اللجنة إلى النهوض من الجمود والخمول الذي كانت عليه لتعود إلى دورها الريادي والحقيقي”.

ومع ذلك، استدرك بن سعيد أنّ “القانون الداخلي للبرلمان لا يعطينا صلاحيات قويّة في مجال الدبلوماسية البرلمانية عكس برلمانات الدول الأخرى، حيث تكون الدبلوماسية البرلمانية من اختصاص اللجنة، فنحن اليوم في المغرب نطالب بأن تكون الشؤون الخارجية والعلاقات الدبلوماسية من اختصاص اللجنة”.

وطالب المتحدث بتغيير الرؤية التقليدية التي ورثناها بحيث أن رئيس البرلمان هو من يتكفل بالشؤون الخارجية، وهذا غير موجود في باقي البرلمانات الأخرى.

وردّا على الاتهامات التي وجهها “حزب العدالة والتنمية” الإسلامي، المتزعّم للائتلاف الحكومي، إلى “حزب الأصالة والمعاصرة” بأنّه ينتمي إلى الدولة العميقة، قال بن سعيد في حواره مع “العرب”: “إذا كان حزب العدالة والتنمية يقول عن حزبنا بأنه ينتمي إلى الدولة العميقة فإنّ حزبهم ينتمي إلى نظام دولي اسمه الإخوان المسلمون، وكلّ شخص يتحمّل مسؤوليته”.

وردّا على استفسارنا عن إمكانية إجراء تحالف بين “حزب الأصالة والمعاصرة” وحزبي “الاستقلال” و”الاتحاد الاشتراكي”، اكتفى بن سعيد بالقول إنّ ما يجمع حزبه بباقي الأحزاب المعارضة هو التنسيق في إطار المعارضة من خلال الإجماع والتصويت على بعض الــقوانين.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…