الحرب الأميركية في العراق أحيت خلايا التيار السلفي الجهادي، كما ظهر جيل قيادي جديد نال فيه العديد مكانا هاما في مشروع دولة العراق الإسلامية.

 

عن صحيفة العرب هيثم مناع [نُشر في 02/08/2014، العدد: 9636،

لندن – «منذ تشكيل الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حاولت المستطاع حتى يجري تناول هذه الظاهرة بشكل موضوعي ومواجهتها بعقلانية سياسية وخطاب تنويري واستراتيجية واضحة تعتمد القيم الديمقراطية المدنية وترفض المهادنة في كل انتهاك ينال من كرامة وحقوق الإنسان، في رفض لاختزالها في مؤامرة إيرانية أو مالكية أو في مجرد جماعة تعمل بإمرة المخابرات السورية، إلا أن قول الشاعر غلب «لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي».

يقدّم الحقوقي السوري هيثم منّاع تحليلا مختلفا عن مصادر “قوة” تنظيم الدولة الإسلامية، مركّزا على رأس المال البشري للتنظيم وذلك في دراسة صدرت عن المعهد السكندنافي لحقوق الإنسان تحت عنوان “خلافة داعش من هجرات الوهم إلى بحيرات الدم (الجزء الأول)”. (نشر الفصل الأول منها في صحيفة العرب في 30 /07 /2014، العدد: 9633)

في هذا الفصل ركّز هيثم مناع على نشأة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، المعروف اختصارا بـ”داعش”، وتداعيات ظهوره في العراق وسوريا وامتداد خطره وتهديده ليصل إلى الغرب، وخصوصا البلاد الأوروبية، التي باتت مصدّرا رئيسيا لعناصر هذا التنظيم المصنّف على قائمة الجماعات الإرهابية.

يؤكّد هيثم منّاع أن سرّ هذه الجماعة ومعقل قوتها يكمنان في معرفة الأشخاص الذين يقودون التنظيم بشكل مباشر.

يقول منّاع في ختام الفصل الأول من الدراسة، الذي حمل عنوان “فضيلة داعش”، “لقد توصلنا من متابعة تجربة داعش، من خلايا الزرقاوي إلى خلافة البغدادي، إلى ضرورة تناول التجربة عبر الأشخاص بعد أن تبيّن لنا تأثير الأشخاص على طبيعة وتركيب ووظيفة الإيديولوجيا التي يعلنون عنها. فمن الصعب اعتبار تأثير الإيديولوجيا على مكونات أصحاب القرار في هذه التجربة حاسما. ولعل هذا ما يفسر الغلو المتعمّد والمشهدي الذي يحمل في طياته كل عناصر الهدم دون امتلاك أي تصور خلاق لإعادة البناء بغض النظر عن نمط الحياة المطلوب في هذا البناء”.

بيبليوغرافيا داعش

جاء الفصل الثاني من دراسة هيثم منّاع أشبه بالبيبليوغرافيا التي تتناول بالتفصيل أبرز الأسماء التي ساهمت في تطور ظاهرة “الدولة الإسلامية” منذ نشأة نواتها مع أبي مصعب الزرقاوي.

أبو مصعب الزرقاوي: جاء هذا الاسم في مقدّمة الأسماء المطروحة، وعنه كتب منّاع: “اسمه أحمد فاضل نزال الخلايلة، أردني من الزرقاء. لا يتحدث أصحابه عن الفترة التي سبقت وصوله إلى أفغانستان في 1989. رغم أهميتها الكبيرة في التكوين النفسي لهذا الشاب الذي ولد في عائلة من عشرة أبناء في 1966. توفي والده وهو في سن المراهقة فترك الدراسة لينضم إلى عصابة أشقياء وكان أول حكم قضائي عليه بتهمة حيازة المخدرات والاعتداء الجنسي وعمره 19 عاما. في عام 1989. سافر الزرقاوي إلى أفغانستان للانضمام إلى ما يعرف اليوم بالأفغان العرب ضد الغزو السوفيتي، لكن السوفييت كانوا يغادرون بالفعل في الوقت الذي وصل إليه. وهناك التقى بأبي محمد المقدسي الذي شكل بالنسبة إليه أول معلم سلفي جهادي.

أسس الزرقاوي ما سمي بتنظيم “التوحيد والجهاد” وظل يتزعمه حتى مقتله في يونيو 2006. يعتمد موقفا تكفيريا من الشيعة. كذلك كان يتحدث بحقد عن الديمقراطية ويعتبرها سبيل المجرمين. بايع تنظيمه أسامة بن لادن في 2004 وصار اسم التنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين”.

بعد مقتله في غارة أميركية، تولت قيادات عراقية ميدانية قيادة التنظيم معتمدة سياسة الاستشهاد للمهاجرين والتمكين للعراقيين. وحاول تنظيم القاعدة في العراق جمع شتات الجماعات الجهادية من خلال إعلان مجلس شورى المجاهدين في العراق، وتم اختيار عبدالله رشيد البغدادي لإمارة المجلس، وضم المجلس كلا من تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين وجيش الطائفة المنصورة وسرايا أنصار التوحيد وسرايا الجهاد الإسلامي وسرايا الغرباء، إضافةُ إلى كتائب الأهوال وجيش أهل السنة والجماعة، وكان الغرض المعلن للمجلس “إدارة الصراع في مواجهة الاحتلال الأميركي وما وصفهم بالعملاء والمرتدين”. ولكن سرعان ما تم حله في منتصف أكتوبر من العام نفسه، لصالح النواة الصلبة المحيطة بأبي عمر البغدادي التي اعتبرت نفسها الأكثر تأهيلا شرعا وجهادا لإعادة تأسيس الخلافة الإسلامية.

أبو عمر البغدادي: حامد داوود محمد خليل الزاوي من عام 1964. ولد وعاش في الأنبار. تخرج من كلية الشرطة في بغداد. (…) تواصل مع أبي محمد اللبناني وأبي أنس الشامي وانضم عبرهما إلى جماعة التوحيد والجهاد. ويقول أبو أسامة العراقي في وصف أسلوب عمله “كان لا يقبل انضمام أي جندي إلى التنظيم إلا بعد معرفة عقيدته واختباره وكان يرفض انضمام من يحمل فكرا وطنيا ويقاتل من أجل الديمقراطية”. في 30 ديسمبر 2007 دعا أسامة بن لادن إلى مبايعة أبي عمر البغدادي أميرا على “دولة العراق الإسلامية” وكانت معظم التشكيلات السلفية الجهادية في العراق قد بايعته. في يوم الاثنين 19 /4 /2010، أعلنت قوات الاحتلال الأميركية عن مقتل أبي عمر البغدادي وأبي حمزة المصري.

«عرقنة» الدولة الإسلامية

يشير هيثم منّاع في دراسته إلى أن النقاشات والمراجعات في سجن بوكا و معسكر اعتقال (التي تحتفظ بها الولايات المتحدة العسكرية في محيط مدينة أم قصر في العراق) وكذلك عمليات الانتساب والاستقطاب في الأنبار وصلاح الدين لعبت دورا كبيرا في ضرورة “عرقنة” مشروع دولة العراق الإسلامية وضرورة وجود كوادر عراقية في كل مواقع المسؤولية مع الاستفادة القصوى من المقاتلين غير العراقيين. وكانوا يركّزون على التعبئة المذهبية وتغيير نمط تفكير الناس في شعائرهم وعقائدهم.

وينقل هيثم منّاع، في هذا السياق، عن أحد المخطوفين من قبل التنظيم قوله في شهادة له “خلال أشهر لم أسمع عندهم موضوعا خارج التعبئة المذهبية ورفض الاحتلال”.

هنا يمكن الحديث عن جيل قيادي جديد نال فيه العديد من ضباط الجيش العراقي السابقين والعديد ممن همشتهم سياسة “ترتيب أوضاع البيت الشيعي في الدولة” مكانا هاما ليس فقط في التنظيم العسكري وإنما في مجلس الشورى، أيضا (يذكر هيثم منّاع للمثل لا للحصر ممن التحق بالتنظيم كل من العقيد حجي بكري) واسمه الحقيقي سمير الخليفاوي ( والعقيد أبي عبد الرحمن البيلاوي) واسمه الحقيقي عدنان إسماعيل نجم (والعميد محمد الندى الجبوري (الملقب بالراعي) والعميد إبراهيم الجنابي والعقيد عدنان لطيف السويداوي (أبو مهند) والعقيد فاضل عبدالله العفري (أبو مسلم) والعقيد فاضل العيثاوي (أبو إلياس) والعقيد عاصي العبيدي والعقيد مازن نهير والمقدم نبيل عريبي المعيني (أبو عفيف) والمقدم محمد محمود الحيالي (أبو بلال) والمقدم ميسر علي موسى عبدالله الجبوري (أبو ماريا القحطاني) والأخير صار شرعي عام جبهة النصرة)..

مع هذا الجيل، يقول هيثم منّاع، “دخل في قاموس التنظيم موضوع ‘عراقية القيادة’ وقضية التمويل المتعدد المصادر والعمليات العسكرية ذات المردود الاقتصادي وجمع الإتاوات وسرقة موارد الدولة وخطف الرهائن وتهديد رجال الأعمال في أرزاقهم إن لم يدفعوا إتاوات يحمون بها حياتهم. كذلك استنفار رجال أعمال سلفيين من داخل وخارج العراق والاستفادة من الطاقات المالية لأشخاص من النظام السابق لتغطية تكاليف ومصاريف التنظيم المتعددة إلخ”.

مشروع الدولة

 

الفصل الثالث من دراسة هيثم منّاع، حمل عنوان “مشروع الدولة”، وفيه يتطرّق إلى:

 

أبو بكر البغدادي: زعيم تنظيم “داعش” الذي نصّب نفسه خليفة الدولة الإسلامية، اسمه الحقيقي إبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري السامرائي، ولد في الجلام من محافظة سامراء العراقية عام 1971. وهو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد، أعد أطروحة دكتوراه حول التجويد، عمل أستاذا ومعلما وداعية. في زمن النظام العراقي السابق كان إماما وخطيبا.

مر البغدادي قبل تزعمه لتنظيم “داعش” على العديد من التنظيمات السلفية الجهادية في العراق، فأنشأ أول تنظيم أسماه “جيش أهل السنة والجماعة”، ونَشَّط عملياته في بغداد وسامراء وديالى وبعض المناطق السنية الأخرى، اعتقلته قوات التحالف بتاريخ 04/ 01/ 2004، وأطلق سراحه في شهر ديسمبر عام 2006 . انضم إلى مجلس شورى المجاهدين. جمعته بأبي عمر البغدادي علاقة وثيقة، فكان يعتبر اليد اليمنى له والرجل الثالث في التنظيم.

تابع أبو بكر البغدادي عملية بناء نواة عسكرية صلبة من العراقيين معتمدا على حجي بكر وعبد الرحمن البيلاوي وعدد من الضباط السابقين الذين احتلوا مفاتيح مفصلية في التنظيم. وقد حرص على منح غير العراقيين دورا أساسيا في التركيبة الشرعية لتأمين الضخ الدائم للتنظيم بالمهاجرين.

يعتمد البغدادي في مشروعه على ستة عناصر نضجت خلال عملية استعادة تنظيم “داعش” لبناء نفسه بعد تجربة الصحوات:

* الأول: الاستفادة القصوى من خبرة ضباط الجيش العراقي السابق الذين أصبحوا في موقع تحديد السياسات العسكرية.

* الثاني: تأمين موارد مالية ضخمة تسمح للتنظيم بامتلاك القدرة على تحقيق برنامجه.

* الثالث: اعتماد الإعلام وسيلة مركزية من وسائل النصر والتأكيد عبر الإعلام على صورة الجبروت والقسوة والرهبة لتحييد وإخضاع كل المخالفين لمشروع الخلافة.

* الرابع: اتباع سياسة المفاوضات مع العشائر والبنيات الاجتماعية المحلية مستفيدا من درس “الصحوات”.

* الخامس: عدم التهاون مع أي تنظيم جهادي يريد التعاون مع “داعش” على قاعدة الندية (البيعة أو القتال).

* السادس: الغلو في التعامل مع أي مجموعات سكانية غير “سنية” لتطهير أماكن تواجد التنظيم ممن يمكن أن يشكل قاعدة احتجاج أو رفض لممارسات التنظيم

أبو عبد الرحمن البيلاوي: اسمه الحقيقي عدنان إسماعيل نجم يلقب أيضا بأبي أسامة البيلاوي وأبي البراء، من مواليد 1973 في محافظة الأنبار. كان الساعد الأيمن لأبي مصعب الزرقاوي. أعد الانتحاري الذي نفذ عملية الطارمية التي استهدفت وزارة العدل، وأشرف على عمليات الهجوم على التجمعات الانتخابية واستهداف الجوامع والكنائس والحسينيات وأربعينيات الحسين.

في العام 2007، تم اعتقاله وسجن في سجن بوكا، وبعد خمسة أعوام تم تسليمه إلى السلطات العراقية التي أودعته سجن أبو غريب. في يوليو 2013، استطاع الهرب بعد هجوم تنظيم القاعدة على أبوغريب. ذهب بعدها مباشرة إلى الأراضي السورية، وتولى قيادة عدة عمليات لتنظيم “داعش” ضد القوات النظامية. ثم عاد بعد ذلك إلى العراق بعد شن الجيش العراقي عملياته العسكرية في محافظة الأنبار (غرب العراق)، ضد مسلحي “داعش”.

في 5 يونيو 2014، أعلن الجيش العراقي مقتله بحزام ناسف إثر مداهمة منزله في محافظة نينوى. وتؤكد العديد من الشهادات أنه مهندس فكرة السيطرة على الموصل للانطلاق منها إلى بغداد. وشكل احتلال العراق بالنسبة إليه زلزالا على الصعيدين الشخصي والسياسي، الأمر الذي دفعه إلى التواصل مع المجموعات المسلحة الأكثر تطرفا.

العقيد حجي بكر: اليد اليمنى لأبي بكر البغدادي حتى مطلع 2014 واسمه الحقيقي سمير عبد حمد العبيدي الدليمي وعرف بأسماء حركية كثيرة مثل أبي بلال المشهداني وحجي بكر. ولد في الخالدية (الأنبار) في مطلع الستينات. التحق بالكلية العسكرية وتخرج ضابطا وتدرّج بالرتب حتى وصل إلى مرتبة عقيد قبيل الاحتلال الأميركي. بايع أبا مصعب الزرقاوي مع عدد من الضباط السابقين. اعتقل ووضع في سجن بوكا.

كلّف مبكرا بمتابعة إنتاج السلاح الكيميائي وتطوير الأسلحة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. قتل في سوريا في شهر يناير 2014 في مواجهات بين جبهتي النصرة والإسلامية مع “داعش” في مدينة الأتارب شمال حلب. المعلومات التي حصلنا عليها تؤكد دوره الكبير في انتساب واندماج عدد كبير من الضباط البعثيين في صفوف “داعش”. ويمكن القول إن الهيكل العسكري الذي أقامه مع البيلاوي ما زال يشكل النواة الصلبة لتنظيم “داعش” العسكري.

أبو أيمن العراقي: أو أبو مهند السويداوي، أهم مسؤول لـ”داعش” في سوريا اليوم، من منتسبي الجيش في عهد الرئيس السابق صدام حسين، إذ كان ضابطا برتبة مقدم، عضو أول مجلس عسكري لـ”داعش” والمكون من 3 أشخاص. كانت كنيته في العراق أبا مهند السويداوي. من مواليد 1965.اعتقل من قبل قوات الاحتلال عام 2007 وأطلق سراحه من سجن بوكا عام 2010. كان المسؤول العسكري الأول في مدينة إدلب وجبل اللاذقية وريف حلب.

وفق شهادات مقاتلين من كتيبة المعز بن عبد السلام “كان تحت تصرف أبي أيمن العراقي إمكانيات مالية كبيرة. وفي شهادة لإسلامي قابل أبا أيمن عدة مرات كتب يقول “اعتبر أبو أيمن كل من يتعامل مع الائتلاف والجيش الحر أو المعارضة العلمانية أو يرفض مبايعة ‘داعش’ أو يتلقى التمويل والسلاح من الإقليم أو الغرب كافرا وقد قام بقتل أبي بصير بعد اجتماعه بنائب لبناني من كتلة المستقبل وكان يتحدث عن قائمة من مئة شخص للاغتيال والقتل”.

أبو علي الأنباري: من أهم قيادات التنظيم. اسمه علاء قَرداش التركماني. ولد في تلعفر من أسرة تركمانية. استخدم ألقابا عدة، منها أبو جاسم العراقي وأبو عمر قرداش وأبو علي الأنباري. كان مدرسا لمادة الفيزياء. مع الغزو الأميركي للعراق، التحق بجماعة أنصار الإسلام، وبعد فترة قصيرة انفصل عن التنظيم، ويقال إنه طرد بعد إدانته بتهم مالية وإدارية. التحق بعدها بقاعدة الجهاد. ثم التحق بتنظيم دولة العراق الإسلامية، وبدأ نجمه في الصعود منذ تولي أبي بكر البغدادي إمارة التنظيم.

كان يعتبر عين البغدادي المخلصة داخل جبهة النصرة قبل الخلاف وكان يرفع التقارير إلى زعيمه البغدادي بخصوص تصرفات الجولاني وجبهة النصرة وحال دون قتل الجولاني على يد أبي أيمن العراقي بدعوى أن الأوضاع لا تتحمل ذلك. تسلم مهمات أساسية في الرقة خاصة بعد التذمر العام من سلوك أبي لقمان الذي تولى أمر الرقة لزمن طويل. وينسب له التخطيط لعملية اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.

أبو محمد العدناني: في ريف إدلب، ومن مواليد عام 1977 اسمه الحقيقي هو طه صبحي فلاحة. تأثر بالسلفية الجهادية مبكرا ويقول الداعشيون إنه بايع الزرقاوي قبل احتلال العراق مع 35 شخصا للقتال في سوريا إلا أنه التحق بالعراق بعد دخول قوات التحالف والتحق بالزرقاوي هناك. كان العدناني من أوائل الملتحقين بالقاعدة في العراق، وممن عاصر ما يسمى في الخطاب الداعشي بالحقب الثلاث (التوحيد والجهاد، القاعدة، الدولة)، ومن الأعضاء المبكرين في مجلس شورى المجاهدين.

شكل أحد المشاركين في السياسة القائمة على اعتماد العمليات الانتحارية والتفجيرات في المدن أساسا، الأمر الذي جرى التعبير عنه في مطلع نوفمبر بالهجوم على كنيسة النجاة في بغداد.

أبو حمزة المهاجر: يلقب أيضا (أبو أيوب المصري): هو عبد المنعم عز الدين علي البدوي (1968 – 2010)، ولد في مصر بمحافظة سوهاج، انضم إلى الجماعة الجهادية التي أسسها أيمن الظواهري في عام 1982، وعمل مساعدا شخصيا للظواهري. تنقل بين أفغانستان حيث تخصص في صناعة المتفجرات، واليمن حيث عمل في التعليم باسم مستعار.

رصد برنامج مكافآت العدل التابع للخارجية الأميركية في 2006 خمسة مليون دولار لإلقاء القبض عليه إلا أن هذا المبلغ تراجع إلى مئة ألف دولار في مؤشر واضح على تراجع الأهمية الميدانية ليس فقط لأبي حمزة المصري وإنما أيضا للمقاتلين غير العراقيين في هيكلة وقيادة العمليات العسكرية في دولة العراق الإسلامية. قتل في قصف مروحيات أميركية جنوبي غرب تكريت في 19 /04 /2010.

عمر الشيشاني (طرخان باترشفيلي): وُلد في عام 1986 في قرية بيركياني في وادي بنكيسي في جورجيا. خدم في الجيش الجورجي الخدمة الإلزامية بين 2006 – 2007. شارك في المعارك مع الجيش الجورجي ضد روسيا في 2008، أصيب بمرض السل في عام 2010 وسرح من الخدمة. في سبتمبر 2010 سجن بتهمة شراء أسلحة وحكم بالسجن ثلاث سنوات وأطلق سراحه لتدهور حالته الصحية. قاد مجموعات صغيرة تجمعت وتوحدت في كتائب المهاجرين. ولعب دورا هاما في ضم قطاعات من المهاجرين من القوقاز وغيرها إلى تنظيم “داعش” الذي كلفه بقيادة المنطقة الشمالية. وقف إلى جانب العدناني يوم إعلان “الخلافة”. إضافة إلى العمليات العسكرية التي شارك فيها يقوم الشاشاني بزيارة سجناء دولة البغدادي ومناصحتهم ووضع قوائم للذين يستحقون التوبة ومن يستحق الإعدام ميدانيا أو البقاء.

ضباط الجيش المنحل: يشكل ضباط الجيش العراقي (الذي أصدر الحاكم الأميركي السابق في العراق بول بريمر قرارا بحلّه في 2003) مركّب القوة العسكرية والأمنية الأساسية في “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. ويقول هيثم منّاع في هذا الجزء: “لقد تمكنا من ترميم قائمة من أكثر من مائتي عنصر من ضباط وصف ضباط الجيش تولوا مسؤوليات عسكرية وولايات منذ ولادة دولة العراق الإسلامية حتى اليوم، قتل منهم قرابة النصف في العراق وسوريا. ولا يعود توقفنا عند هذه الكتلة الأساسية والنواة العسكرية الصلبة للتنظيم فقط إلى دورها العسكري وإنما إلى قناعتنا بأنها قد وضعت بصماتها على الإيديولوجيا والموقف الشرعي والموقف السياسي والغلو في مواجهة مكونات المجتمع الطبيعية.

من التجربة السورية

أبو لقمان: علي الحمود الشواخ أمير الدولة الإسلامية في الرقة، يوصف بأنه رجل التنظيم الأول في سوريا بعد أمير الجماعة وقائدها أبي بكر البغدادي. وهو من مواليد 1973. تخرج الحمود من جامعة حلب عام 1999 حائزا على شهادة في الحقوق، وعمل في مهنة التدريس ثلاث سنوات (بريف الرقة) وكان من ضمن السوريين الذين توجهوا لمشاركة العراقيين في حربهم ضد القوات الأميركية.

سجن علي الشواخ في العام 2004، وأفرج عنه في مايو 2011، وكان من ضمن من شملهم العفو أمثال قادة جيش الإسلام وصقور الشام وأحرار الشام: زهران علوش وعيسى الشيخ وحسان عبود. تسلم الحمود إمارة الرقة بعد السيطرة عليها، قبل أن يصبح الرجل الأول للتنظيم في المنطقة (أعلن عن مقتله في 7 /1 /2014 من خصومه). وهو المسؤول عن كل عمليات الإعدام التي جرت في الرقة، وأهمها إعدام أبي سعد الحضرمي أمير جبهة النصرة.

 

خلف الذياب الحلوس: اسمه داخل التنظيم “أبو مصعب الحلوس”، اسمه بين أبناء قريته وعمومته “أبو ذياب”. كان مقررا أن يكون أمير التنظيم في الرقة، لكن قدوم أبي لقمان أضاع عليه الفرصة، هو إلى الآن ناقم عليه. حاول الانشقاق عن تنظيم الدولة الإسلامية وإنشاء أنصار الشريعة، إلا أن أبا لقمان أرسل له تهديدا بالقتل، فعدل عن قراره.

أبو عمر الملاكم: عراقي الجنسية، هرب من سجن تسفيرات في تكريت – العراق، ودخل الأراضي السورية بطلب من البغدادي ليكون المراقب الأول على الجبهة آنذاك، بعدها ذهب إلى إدلب وحلب وتنقل بينهما، فقد إحدى قدميه ويستعمل قدما اصطناعية، واختصاصه تفجير عن بعد.

محمود الخضر: اسمه داخل التنظيم “أبو ناصر الأمني”، أحد أهم ثلاثة اشتهروا بالقتل والدموية في الرقة مع أبي لقمان وأبي محمد الجزراوي، عمره قرابة الثلاثين، غير معروف إلا من أشخاص معدودين من تنظيم الدولة الإسلامية. لديه كل الوثائق حول الاغتيالات والمعلومات الأمنية، وتصب عنده كل الخيوط دائما، يلبس قناعا وعلى القناع قناع آخر شفاف كي لا يعرف من عيونه، دائم الحرص على عدم التكلم لكي لا يعرف من صوته ويرتدي قفازات لكي لا يعرف من لون بشرته.

أبو عبد الرحمن الأمني: سوري يدعى علي السهو، طالب هندسة زراعية من دير الزور. وقد أعلنت المعارضة السورية المسلحة عن مقتله في 30 /4 /2014 في المواجهات بين فصائل الجيش الحر المعارضة وجبهة النصرة مع “داعش”.

أبو علي الشرعي: فواز محمد الحسن العلي، من أبناء ناحية الكرامة في ريف الرقة الشرقي، سجن عدة سنوات خلال تسعينات القرن الماضي ثم خرج بعدها ليعمل في المملكة العربية السعودية ثم يعود إلى سوريا عاملا عاديا. لم يعرف له أي نشاط عسكري أو مدني في الحراك الشعبي قبل أن يبرز بعد إعلان تنظيم “داعش” وانشقاقه عن جبهة النصرة. إضافة إلى غموضه وغرابة تسميته قاضيا شرعيا عرف أبو علي بدمويته الشديدة،

شكل الغزو الأميركي للعراق سنة 2003 نقطة فارقة في تاريخ التنظيمات التي تتبنى الفكر الجهادي السلفي المتشدد والتكفيري. وكان سببا في ظهور جيل جديد من “الجهاديين”، الذين تتجاوز اليوم خطورتهم وتهديداتهم الأمنية الرقعة الجغرافية إلى دول الجوار وفي مناطق متفرقة أخرى عبر العالم.

أبرز مراحل تطور داعش
حركة التوحيد والجهاد

◄ مجلس شورى المجاهدين

◄ تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين

◄ دولة العراق الإسلامية

◄ الدولة الإسلامية في العراق والشام

◄ الدولة الإسلامية

 

‫شاهد أيضًا‬

دراسات في مناهج النقد الأدبي – نظريّة أو منهج الانعكاس .* د . عدنان عويّد

مدخل:      مفهوم نظريّة الأدب: تُعرف نظريّة الأدب بأنّها “مجموعة…