الولايات المتحدة توجه الدعوة لزعماء 50 دولة أفريقية للمشاركة في قمة واشنطن التي تسجل غياب العاهل المغربي محمد السادس والرئيس المصري
عن صحيفة العرب [نُشر في 01/08/2014]
واشنطن- أعلن مسؤول أميركي الخميس ان الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي لن يشارك في القمة الاميركية-الافريقية التي تستضيفها واشنطن الاسبوع المقبل، وذلك بعدما دعيت مصر في اللحظة الاخيرة لحضور هذه القمة الاولى من نوعها.
وأضاف المسؤول في الادارة الاميركية ان العاهل المغربي الملك محمد السادس سيغيب بدوره عن القمة المقررة من 4 وحتى 6 اغسطس الجاري. وقال ان “الرئيس المصري والعاهل المغربي لن يحضرا القمة”.
وكانت واشنطن اعلنت في البداية انها لن تدعو مصر، التي تعتبر حليفة اساسية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط، لحضور هذه القمة بسبب اطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو 2013، ولكنها عادت في 14 يوليو الفائت واعلنت انها غيرت رأيها ووجهت دعوة الى السيسي لحضور القمة.
ومؤخرا استعادت مصر عضويتها الكاملة في الاتحاد الافريقي، بينما كانت هذه العضوية علقت اثر الاطاحة بمرسي. وقالت واشنطن ان عضوية الاتحاد هي معيار اساسي في اختيار الدول الافريقية التي ستشارك في هذه القمة.
ودعي زعماء 50 دولة افريقية للمشاركة في قمة واشنطن في حين حجبت الدعوة عن اربع دول فقط هي السودان واريتريا وزيمبابوي وجمهورية افريقيا الوسطى.
من ناحية اخرى فان الولايات المتحدة لا تزال حتى الان، قبل ايام معدودة من بدء القمة، غير قادرة على نشر قائمة باسماء رؤساء الدول والحكومات الافارقة الذين سيلبون الدعوة.
وستتناول القمة على التأكيد المخاطر المحدقة بالقارة مثل هجمات بوكو حرام في نيجيريا والحرب الاهلية في جنوب السودان وهجمات حركة الشباب الاسلامية الصومالية في كينيا. غير ان الازمة الصحية المتمثلة في انتشار فيروس ايبولا، قد تفرض نفسها على النقاشات.
وسيطغى على القمة الجانب الاقتصادي ببرنامج يركز على فرص التنمية في القارة التي لا يتجاوز عمر ستين بالمئة من سكانها 35 سنة، وحيث يتجانب النمو نسبته في باقي انحاء العالم (5,4% خلال السنة الجارية و5,8% خلال 2015، وفق صندوق النقد الدولي).
لكن الولايات المتحدة تحتل فقط المرتبة الثالثة من حيث المبادلات التجارية مع افريقيا، بعيدا وراء الاتحاد الاوروبي والصين التي تتهافت على المواد الاولية، وتقف بقوة في المقدمة.
وفي معرض حديثها عن صورة افريقيا التي غالبا ما تقرنها ب”النزاعات والامراض والفقر”، اقرت سوزان رايس، مستشارة الامن القومي في البيت الابيض الاربعاء بان على بلادها ان “تنجز عملا كبيرا كي تحسن نظرة متقادمة غالبا ما تهمش فيها افريقيا”.
وفي هذا السياق هل سيكون اجتماع واشنطن الكبير -الذي استثنيت منه افريقيا الوسطى واريتريا والسودان وزيمبابوي- قبل كل شيء ردا على هجوم بكين القوي؟
وقالت ديبوراه براوتيغام مديرة مبادرة الابحاث حول الصين وافريقيا في جامعة جونز هوبكينز “من الصعب قراءة ذلك بشكل آخر، على الاقل لانها الطريقة نفسها التي استعملها الصينيون”. وتساءلت حول مدى الاستعداد لمثل هذه القمم، مذكرة بان المنتدى حول التعاون الصيني الافريقي الذي نظم في بكين في 2006 في ابهة كبيرة، سبقته ست سنوات من استعدادات حثيثة.
وطرح على جدول الاعمال تمديد برنامج “آغوا” الاميركي الذي يمنح امتيازات لبعض المنتوجات الافريقية، الى ما بعد 2015 ومبادرة “باور افريكا” الرامي من خلال اشراك وكالات حكومية والقطاع الخاص، الى مضاعفة عدد المستفيدين من الكهرباء في دول افريقيا جنوب الصحراء.
وبعد اليوم الاول الذي سيخصص للرهانات الصحية والتغييرات الاقليمية، سيجمع “منتدى اعمال” الثلاثاء مسؤولين سياسيين والقطاع الخاص لا سيما بحضور الرئيس السابق بيل كلينتون قبل يوم مخصص للقاءات ذات طابع سياسي اكثر وضوحا حول “السلام والاستقرار الاقليمي”.
ولم يبرمج اي لقاء ثنائي بين الرئيس الاميركي وهذا الرئيس او ذاك من نظرائه الافارقة على ان تقام مأدبة عشاء مساء الثلاثاء في البيت الابيض.
ويرى بيتر فام من “اتلانتك كونسيل” انه اذا كانت هذه القمة تكتسي اهمية في علاقة اوباما بالقارة التي يتحدر منها ابوه، فيجب ايضا الانتباه الى ان ما تترقبه افريقيا من اول رئيس اميركي اسود “مبالغ فيه كثيرا” وانه ليس مسؤولا عن ذلك.
وقال “لا شيء في تاريخه السياسي ولا في ما قاله خلال حملته ينبئ بمبادرات او اختراقات كبيرة” حول افريقيا معتبرا ان “آخرين هم من اثاروا تلك الترقبات”.