كلمة محمد علمي في جلسة التضامن مع الشعب الفلسطيني باسم فريقي الاتحاد الاشتراكي بمجلسي البرلمان
الثلاثاء 22 يوليوز 2014
الموافق 24 رمضان 1435
السيد الرئيس
لا يسعني في بداية تدخلي هذا، باسم الفريق الاشتراكي بالبرلمان، إلا أن أترحم على الشهداء من الأطفال الأبرياء والنساء والمدنيين العزل الذين يتساقطون دفاعا عن حقهم في الحياة، وعن الوطن والكرامة وصونا للشرف ورفعة للحق في مواجهة أبشع جرائم التقتيل والتنكيل الإسرائيلية.
إننا في الفريق الاشتراكي نستحي اليوم من تكرار عبارات التنديد الجوفاء، وتعابير الشجب المسكوكة، ونحن نرى بطولات شعب أعزل علمنا على مر التاريخ دروس المقاومة الصادقة التي تنتصر بالحجر على الرشاش، ويعلمنا اليوم دروسا جديدة في الحفاظ على جذوة المقاومة متقدة صامدة رغم تكالب العدوان وتآمر أذنابه وحلفائه.
السيد الرئيس
لقد اعتبرنا على الدوام القضية الفلسطينية قضية وطنية وأعطيناها الأولوية التي تستحق، ولا يسعني، باسم الفريق الاشتراكي في هذا الإطار، إلا أن أنوه بالمبادرة الملكية التي سارع صاحب الجلالة إلى اتخاذها تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتتبع جلالته للأوضاع عن كثب وإعطاء أوامره لإسعاف الجرحى وإيواء المعطوبين فضلا عن مساعيه الديبلوماسية والإنسانية.
كما أننا نكبر هبة الشعب المغربي بكل فصائله وأطيافه للتعبير عن تضامنه الكامل واللامشروط مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الصهيوني الغاشم والمتوحش، وذلك في مسيرة مليونية بالرباط تتبعها العالم وحيتها القيادة الفلسطينية، وهي المسيرة التي ذابت فيها الفوارق والخلافات في تلاحم شعبي كبير دليلا على صدق المشاعر وقوة التضامن.
السيد الرئيس
إننا نتكلم في هذه الأثناء، والمذبحة مستمرة في حق شعبنا الفلسطيني، والشهداء يتساقطون دفاعا عن الأرض والشرف الفلسطيني، وبالتالي فإننا نوجه نداءنا إلى كل أحرار العالم أن يتحركوا بقوة وكثافة لإجبار مسؤولي العالم الحر على التدخل العاجل لإيقاف المجزرة التي ينفذها الصهاينة في حق الأطفال والنساء والشيوخ وغيرهم من المدنيين العزل.
كما أننا نعتبر التصريحات التي تكيل بمكيالين وتتكلم عن وقف إطلاق النار، مخجلة، فالأحرى أن يتوحد المنتظم الدولي على إيقاف جبروت الترسانة العسكرية الصهيونية التي تمطر غزة بقنابلها وتدك مبانيها ومستشفياتها وأحيائها بمدفعيتها الثقيلة وتمارس التقتيل في حق المدنيين العزل.
السيد الرئيس
لقد اتضح على مر السنين أن إسرائيل تستهتر بالقانون الدولي وبقرارات الأمم المتحدة التي أصبحت عشرات القرارات تخص القضية الفلسطينية جملا يستأنس بها الباحثون وتدبج بها البيانات التنديدية ويتندر بها الصهاينة المعادون للسلام ولحق الشعب الفلسطيني.
وبالتالي فإن المنظومة الدولية أصبحت تعرف اختلالا وتناقضات كبيرة جراء فرضها للقرارات والعقوبات على دول وشعوب في الوقت الذي يتغطرس فيه الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بدعم ومساندة من القوى العظمى.
إن هذا الظلم والقهر والكيل بمكاييل مختلفة هو الذي يؤدي إلى التطرف والكفر بالقانون وبالعدالة وبجدية هيآت الأمم المتحدة وقراراتها. ولعل هذه التناقضات والاختلالات هي التي نرى نتائجها اليوم في العراق وسوريا وغيرها من بؤر التوتر والتطرف والطائفية العمياء التي يذهب ضحيتها الأبرياء وتنهار من جرائها أمم وحضارات عريقة كما نعاين ذلك اليوم في الشام والعراق…
وعليه، فإننا نناشد الضمائر الحية في العالم إلى إيقاف هذا العبث والاستهتار بحق الشعوب في الحياة وحقها في الاختلاف وحق الأمم في حفظ حضاراتها وتراثها الإنساني وبناء نموذجها التنموي بكل استقلالية وحماية ثرواتها الطبيعية ووحدتها الوطنية ضد كل الأطماع الاستغلالية والاستعمارية.
إن قدر قضية شعبنا الفلسطيني أنها كانت تاريخيا في قلب مقاومة الاستعمار والدفاع عن الأمة العربية وصون الحضارة العربية الإسلامية ومواجهة المخططات الاستعمارية لتفتيت الوطن العربي واستغلال ثروات أراضيه وشعوبه…
لكننا اليوم ننبه إلى أن ما يتم من جرائم إبادة في غزة، هو محاولة لمحو الوجود الفلسطيني وسعي صهيوني لسحق المقاومة الفلسطينية الباسلة، وهو ما نعتبر جريمة إنسانية جديدة تنضاف للجرائم المهولة ضد الإنسانية التي سبق للصهاينة تسجيلها على مر التاريخ.