بقلم /إيمان دلال/ تارودانت

الثلاثاء  22 يوليوز 2014

24 رمضان 1435

خلف المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة الاتحادية نقاشات حادة كان محورها الرئيسي اللجنة المركزية لشبيبة”من مع ومن ضد” فمن العادي أن يكون المنتخبون “مع” وقد تختلف الأسباب بين من يرى نفسه كفوا وله شعبية واسعة تخول له فعلا الظفر بثقة الشباب والشابات، وبين من يرى أن المحاولات التي قامت بها بعض الأطراف لإقصاء أخرى هي التي ساهمت في إنجاحه لأنه كان خارج الصراع، وبين من لم يكلف نفسه عناء التفكير في لماذا وكيف واكتفى بمعرفة النتيجة وربما فكر فيما يتوجب عليه فعله بعدها ليكون فعلا جديرا بالثقة.

ومن غير العادي أن يكون معظم من لم يوفقوا غاضبين وساخطين وربما حتى أصبحوا حاقدين يهاجمون كل من صادفوهم بدون معرفة قصدهم حتى، وبدون حتى أن يقفوا مع أنفسهم أولا ويتساءلوا ألا يمكن أن لا يكونوا قد فازوا بثقة الشباب الاتحادي الصعب الإرضاء، أو أن يكونوا أصلا غير جديرين بتلك المكانة وغير قادرين على تلك المسؤولية وإنما كان يهيأ لهم ذلك.

ولسنا ضد من استنكر النتائج ولا نزعم أن الطرف الأول هو الأحق ولكننا فقط نتساءل ونبحث عن أدلة تساعدنا في القيام بالموقف الأصح، فنحن بين من هم “مع” ومن هم “ضد” ونحن في قرارة أنفسنا ومع من يعرفوننا حق المعرفة لسنا أكثر من طرف محايد يبحث عن حقيقة أصبحت غائبة بين الصادقين والكاذبين.

فنحن بدورنا لم نفرح عندما لم يتم انتخاب بعض الإخوة ممن يستحقون بجدارة أكثر الأماكن صعوبة، من قدموا للاتحاد الكثير فعليا وبعيدا عن النضال الفيسبوكي، من أحب الحزب لفكره واديولوجيته قبل أن يعرفوا حتى مناضليه وبعد أن عرفوهم استمروا.. فلا حق لي أن أنصر طرفا على طرف، ولا حق لي بأن أقول أن النتائج نزيهة أو العكس فمعرفة الغيب عند الله ولا أحد يمكنه أن يعرف ما وقع خلف باب مغلق.

لكن لنا من المعلومات ما يؤكد أن كلا الطرفين (سواء من مع أو من ضد) قبل بداية التصويت قاموا بجميع الوسائل الممكنة لفرض لائحتهم وإنجاحها، وإن فرضنا فعلا أنه تمت خروقات لا تسر الاتحاد كبيت يدافع عن الديموقراطية فإن ما شاهدناه من ردات فعل مباالغ فيها كقذف أعراض زميلات من نفس البيت وكذا شتم القيادات وتبخيس مسيراتهم هو في الحقيقة الأكثر إساءة.

فمنذ متى أصبح الاتحاديون والاتحاديات أو من يتوهمون أنهم كذلك يؤمنون بالموقف الوحيد والرأي الوحيد؟ منذ متى أصبح أبناء بن بركة يهاجمون الأشخاص ولا تكون لهم القدرة على مناقشة الأفكار؟ منذ متى أصبح أبناء عبد الرحيم بوعبيد يتشاجرون على أماكن تافهة ويقومون بضجة وبجدل واسعا وسط الرأي العام ويتركون كل ذا عداوة مع الحزب يرحم على شبيبتنا التي أجابت مؤخرا ولو بطريقة غير سلبية كل من ادعى أن الحزب لا شبيبة له وأننا انتهينا منذ زمن.. منذ متى أصبح شباب حزبنا ينسى المشاكل الحقيقية التي أصبحت تعاني منها “القوات الشعبية” خصوصا في ظل السياسية الحكومية الفاشلة والزيادات الصاروخية؟ منذ متى أصبح الشباب الحر يترك القوى الرجعية تتطاول على قياداتنا وعلى طاقاتنا الفكرية؟

ولست بهذا أصادر حقكم في التمرد ورفض الظلم والدفاع عن الحق وعن الديموقراطية الداخلية أولا، لكني أرى وفقط أن الموضوع أخد أكثر من حجمه وأن المؤتمر بدل أن يكون تنظيميا يناقش القانون الداخلي للشبيبة وبرنامج قوي وآليات جديدة لإرجاع الشبيبة لقوتها الأصلية خصوصا بعد الركود الذي شهدته والذي رغمه أنتجنا طاقات كثيرة نفتخر بها نتج لنا مزيدا من الصراعات والمشاحنات ومزيدا من التفرقة الشيء الذي لن يرضى به أي اتحادي غيور..

ولكل من يصفني بعدم الاستقلالية في المواقف أو بعدم وضوحها وسخافتها أقول: هل هناك موقف أشجع من عدم الترشح للجنة المركزية؟ فأكون بذلك بدل الغير المستقلة التي تدافع عن البعض كما تقولون، “غير المستقلة” تدافع عن نفسها إن انتخبت أو “الجريئة” التي تتذمر وتسب وتشتم إن حدث العكس. ولكل من يصفني بالضعف أقول: أن امتناعي عن التصويت وأنا أدخل باللائحتين معا ولي أن أختار منهما ما أريد له الكثير من المعاني التي تجاهلتموها ثم اعتبرتموه موقفا سخيفا، إليكم أقول أني رأيت في كلا اللائحتين شبابا رائعا يستحق ورأيت أيضا في كلاهما رفقائي وأصدقائي إلا أني لم أرغب في أن أقزم علاقتي بهم وأن أجعلها مبنية على أساس تافه، رغبت في الترفع عن كل هذا وفي نفس الوقت رغبت في معرفة معدن البعض، فكانت النتيجة أن بقي بعضهم كما كان بل زاد احترامهم لي وأن امتنع البعض الآخر عن الحديث معي أو حتى مجرد النظر إلي ووصل الوقاحة بالبعض حد التخفي وراء أسماء مستعارة والتهجم علي بأمور من العجيب قولها دون شعور بالذنب أو تأنيب للضمير أمور لا منطق لها بل هي خارج النقاشات العقلانية والحوارات الجادة، وإن اختصرنا الحديث عنها فهي لن تسر أي اتحادي حقيقي فما بالك أن يدعي الانتماء من يقولها…

لمن وصفوني بسخف مواقفي أقول قبل المؤتمر الجهوي لم أعبر عن رغبتي في الترشيح وقلت لرفاقي أني لن أترشح، وفي المؤتمر أسروا على ذلك ورغم ذلك لم أحمل انتخابي محمل الجد وناقشت أمور وممارسات أخرى “لأني اتحادية وليس لأن لي هدف”. لكل من وصفني بعد الشجاعة له أن يسأل الكاتب الجهوي للشبيبة، وبقية الرفاق لهم أن يشهدوا لي أني لم أتحدث في اجتماع الهيكلة ولم أذكر أني أريد مكانة معينة ولكم أن تتأملوا في ذلك لم أتحدث رغم أني معروفة بكثرة النقاشات وكل هذا فقط لكي لا يحسب علي حبي لنضال الأماكن….

لكل أصدقائي ورفاقي ولكل الاتحاديين والاتحاديات أقول الاختلاف لا يفسد للود قضية وهنيئا لكل من كانت له أخلاق عالية فذاك هو الفوز الحقيقي… أنتم أكبر بكثير من هذه النقاشات التافهة، يكفيني ويكفيكم شرفا أننا أبناء بيت كبير ولنا إرث أكبر يجب علينا أن لا نفرقه لكي يبقى ذا أهمية نحن في حاجة للإتحاد أكثر من أي وقت مضى…

‫شاهد أيضًا‬

دراسة نقدية لمجموعة (ولع السباحة في عين الأسد).للقاص (حسن ابراهيم) * د. عدنان عويّد:

التعريف بالقصة القصيرة ودور ومكانة القاص في تشكيل معمارها:      القصة …