الداعية يوسف الكودة لـ’العرب’: الإخوان تاجروا بالشريعة، مستغلين عاطفة شعب أغلبه يدين بالإسلام، فحكموهم وخدعوهم لما يزيد على نصف قرن.

عن صحيفة العرب أميرة الحبر [نُشر في 19/07/2014، العدد: 9624،

لندن – شن رئيس حزب الوسط الإسلامي المعارض في السودان الداعية المعروف يوسف الكودة هجوما عنيفا على حكومة الإخوان المسلمين والرئيس البشير.

ووصف تجربتهم في الحكم بالفاشلة، قائلا إنها أساءت إلى الإسلام، وتسببت في ضرر بالغ طال كل مناحي الحياة في السودان على الصعيد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والديني.

وأضاف الكودة في تصريح خاص لـ”العرب” أن الإسلام الذي يحكمون باسمه لم “يتضرر في تاريخه مثلما تضرر إبان حكمهم، فهؤلاء الإسلام منهم براء”.

وتابع: إنهم تجار دين تاجروا بالشريعة الإسلامية وتطبيقها أيما متاجرة، مستغلين عاطفة شعب أغلبه يدين بالإسلام، فحكموهم وخدعوهم لما يزيد على نصف قرن، وكأنهم مفوضون من الله كلما علا صوت ضدهم رموه بالكفر واتهموه بأنه ضد شريعة الله سبحانه وتعالى.

وأكد الكودة أن أفعال هؤلاء المتأسلمين بعيدة تماما عن الإسلام شكلا وموضوعا، فهم قوم فاسدون وسارقون، أذاقوا الشعب السوداني الأمرين بحصر كل شيء بين أيديهم، فلا قاضي إلا منهم ولا شرطي ولا جندي من الكلية الحربية إلا منهم ولا وظيفة رفيعة إلا لأفرادهم ما أفسد الخدمة المدنية وعطّل كامل دواليب العمل.

يشار إلى أن يوسف الكودة من دعاة الإسلام المعتدل، أسس حزب الوسط الإسلامي، وانضم إلى المعارضة السودانية الداعية إلى التغيير، ووقع مع قوى المعارضة المسلحة وثيقة الفجر الجديد، بهدف تغيير نظام الخرطوم، مما ألب عليه الحكومة وثارت ضده هيئة علماء المسلمين (في السودان) التي هو أحد أعضائها، وقامت بتكفيره مما دفعه إلى الاستقالة منها واتهامها بالإفتاء لصالح السلطان.

ويقول الكودة عن حزبه إن “الوسطية هي الاعتدال ويمكن كذلك أن نقول هي العدل لكن أنا دائما أعرفها بأنها هي الموقف الشرعي الصحيح من كل قضية”.

وأشار المعارض الإسلامي إلى أن ما يحدث من فساد واستغلال للمال العام من قبل أعضاء الحزب الحاكم في السودان، دون مساءلة أو محاسبة لأحد منهم، يؤكد تماما أن هؤلاء جاؤوا فقط ليتقاسموا أموال هذا الشعب، كما تقسم الغنائم على المنتصرين في القتال.

ولفت إلى أنهم عندما جاؤوا إلى السلطة كانوا من أسر فقيرة نعرفها، وتزاملنا معا في المراحل الأولية وفي الجامعات، ولكن الآن افتتنوا بالسلطة والمال تماما، فصاروا يمتلكون البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة، وتجد أحواض السباحة على المنتزهات والحدائق داخل المنازل الكبيرة.

وأشار كودة إلى أن هذا بسبب نقص إيمانهم، وهو ما قادهم إلى الفساد الذي أصبحت رائحته تزكم الأنوف.

وتابع: في ظل حكمهم وإدارتهم للبلاد اشتعلت الحروب في كل السودان، في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وجنوب كردفان وفي الشمال، وفقدت البلاد ما يقارب ثلث مساحتها بفصل الجنوب.

وحذر الكودة بشدة من الإخوان المراوغين، وتصديق كذبهم عندما يتحدثون عن إرادة مزورة وغير حقيقية لحوار كاذب، ووعد لبسط الحريات بغرض تطويل أمد حكمهم.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…