المحامي النقيب الحبيب الطلابي
بصمة في حياة نقيب :المحامي النقيب الحبيب طلابي: أول مرافعة لي كانت في ملف سياسي .
لم تكن أول مرافعة في حياة الحبيب طلابي، نقيب هيأة المحامين بخريبكة عادية، ولم تخص ملفا من الملفات التي يمكن أن يصادفها أي محام في بداية مشواره العملي، كانت تلك القضية مختلفة بما تحمله الكلمة من معنى الاختلاف.
فالملف الذي انتدب من قبل بنسعيد أيت ايدر، الأمين العام لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، كان يخص مؤازرة الراحل حسين كوار مدير نشر جريدة أنوال، التي جرى إغلاقها ، بناء على قرار إداري من وزير الداخلية آنذاك، إدريس البصري، بسبب الموقف من دستور 1996.
يحكي الطلابي عن ذلك الملف بكل حماس، وكان الأمر يخص ملفا حديثا لم يمر على مرافعته فيه سوى ساعات قليلة، في حين أن الأمر يخص ملفا يرجع إلى 1996، إذ يقول “كانت تنتابني، وأنا بقاعة المحكمة رهبة شديدة، من قيمة الملف الذي انتدبت للمرافعة فيه، بالإضافة إلى هيأة الدفاع التي كانت مكونة من فطاحلة المهنة على رأسهم النقيب عبد الرحمان بنعمرو والنقيب عبد الرحيم الجامعي والنقيب أحمد بنجلون”.
أمام حساسية الملف، والوضع الذي كانت تعيشه البلاد، حاول النقيب في مرافعته في ذلك الملف التركيز على الظرفية السياسية وارتباطها بموضوع المتابع، باعتبار أنها سياسية أكثر منها قضائية، بالنظر إلى أن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، هي الحزب الوحيد الذي لم يصوت على دستور 1996، هذا الربط بين الظرفية السياسية والمحاكمة، لاقت اهتمام هيأة الدفاع كلها التي كانت ساعتها مكونة من عشرة محامين، وشد انتباههم الكيفية التي كان يترافع بها محام في بداية حياته المهنية، وعملية الربط بين الأحداث والمحاكمة رغم أنه كان ساعتها أصغر محام يرافع في ذلك الملف، مباشرة بعد انتهائه من المرافعة تقدم نحوه النقي الجامعي، والذي أثنى عليه قائلا، “المهنة مازالت بخير ومستقبلها مضمون مع شباب مثلك”، تلك العبارة شكلت وساما على صدر الطلابي، الذي عرف أنه لم يعد مسموحا له التهاون في ممارسة أنبل مهنة، والتي تخص الدفاع عن الحقوق.
لم يكن دخول الحبيب الطلابي إلى مهنة المحاماة بالسهل، فقد شكل ماضيه السياسي واعتقاله في تلك الفترة، نوعا من “البلوكاج”، بعد أن رفض ساعتها الوكيل العام لاستئنافية خريبكة قبول تسجيله بهيأة المحامين بخريبكة، ليقدم الطلب نفسه لهيأة المحامين بالرباط، ويتم قبوله بالنظر إلى أن تلك النقابة شهدت حالات مشابهة لمحامين كانوا، في وقت سابق، معتقلين سياسيين.
ما يميز تاريخ النقيب الطلابي، هو تاريخه السياسي الذي بدأه مبكرا، ولم يمنعه عن مواصلة دراسته حتى بالسجن الذي حصل فيه على شهادة الباكلوريا، خلال فترة اعتقاله.
يعود الطلابي بذكرياته إلى يوم المرافعة الأولى، إذ حاول أن يكون من الأوائل الذين يصلون إلى المحكمة الابتدائية بالرباط التي شهدت محاكمة الحسين كوار، وشهدت في الوقت نفسه طوقا أمنيا مكثفا لمنع دخول مناضلي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي حجت بكثرة إلى الرباط من جميع المدن، لم يسمح ساعتها سوى للصحافيين والمحامين بدخول قاعة المحكمة، التي شهدت مرافعات قوية في ملف سياسي بامتياز، وسطرت المسار المهني للنقيب الطلابي، إذ أصبح يميل إلى التعامل بكثرة مع هذا النوع من الملفات.
كريمة مصلي
..
الشبيبة الاسلامية وراء محاولة اغتيال المنياويعمر بنجلون… الاغتيال اللغز .
قيل الكثير عن اغتيال القيادي عمر بنجلون، إلى درجة أن الروايات حول ظروف اغتياله تنوعت وتضاربت، فالإسلاميون نقحوا وقائعها لتخفيف حدة اتهامهم بالقتل والإرهاب، واليساريون جعلوا رواياتهم إنجيلا مقدسا لا تقبل نصا يخالفها، وفي الوقت نفسه سيفا مسلطا على الحركات الإسلامية وكل التيارات المعادية لهم.
سيقول قائل ما الجديد الذي سيعرض في هذه الحلقات حول اغتيال عمر بنجلون، الجواب أنها رواية الدولة ممثلة في جهاز الشرطة والقضاء، أي أن الأحداث مأخوذة من محاضر الشرطة القضائية ومحاضر جلسات الحكم، وبالتالي ضمان طرف ستكون روايته محايدة.
كما أن رواية الدولة مكنت من رفع الحجاب عن التفاصيل الكاملة لمحاولة اغتيال سابقة لقيادي يساري، كاد يسقط قبل عمر بنجلون لولا المشيئة الإلهية، ويتعلق الأمر بعبد الرحيم المنياوي القيادي في التقدم والاشتراكية.
تبقى ميزة محاضر الشرطة أنها تضمنت تصريحات واعترافات كافة المتهمين لكل تفاصيل اغتيال بنجلون. صحيح أن بعضهم طعن فيها، إلا أنه بعد مرور السنوات اعترف أن ما جاء فيها هو الحقيقة بعينها.
قبل اغتيال عمر بنجلون بأشهر، تعرض عبد الرحيم المنياوي، قيادي في التقدم والاشتراكية إلى محاولة اغتيال بالبيضاء. ظلت الجريمة لغزا يحير عناصر الشرطة إلى أن اغتيل عمر بنجلون، وقتها انجلت الحقيقة وعلم الجميع أسماء الفاعلين، الذين تبين أنهم أعضاء في الشبيبة الإسلامية.
وتعود تفاصيل محاولة الاغتيال، حسب محاضر الشرطة القضائية، إلى21 أكتوبر 1975 حوالي الساعة الثانية إلا ربعا زوال، حين تعرض عبد الرحيم المنياوي أستاذ بثانوية مولاي عبد الله لهجوم واعتداء من قبل جماعة من الأشخاص عند نزوله من الحافلة في اتجاه ثانوية ذاته ، حيث تعرض للكمات من قبل المهاجمين، قبل أن يطعنه احدهم بسكين في بطنه.
كانت العملية محبوكة بإتقان، إلى درجة أن الشرطة عجزت عن تحديد هوية الفاعلين، ما جعلها تسجل الجريمة ضد مجهول، رغم أن قادة من اليسار اتهموا عناصر من الشبيبة الإسلامية بمحاولة اغتيال المنياوي، لأنهم تحرشوا في وقت سابق بالعديد من الرموز والمنتسبين إلى اليسار في الثانويات والكليات.
وظلت محاولة اغتيال المنياوي لغزا لدى الشرطة، إلى أن حل تاريخ 18 دجنبر 1975 ، عندما سيغتال القيادي الاتحادي عمر بنجلون، الذي كان يشغل وقتها مدير جريدة المحرر أمام منزله بشارع كامي ديمولان بالدار البيضاء، من طرف جماعة من الأشخاص هاجموه حين كان يهم بفتح باب سيارته المتوقفة أمام منزله، وقد توفي متأثرا بجروح في رأسه وبطنه.
شاءت الأقدار أن يفتضح أمر المتورطين هذه المرة، إذ رغم التخطيط الجيد للعملية، إلا أن أمورا لم تكن في حسبان المنفذين أوقعتهم تباعا في يد الشرطة، بعد إيقاف أحد المنفذين وهو سعد أحمد، الذي طارده أحد المارة، وأوقفه شرطي كان مارا بالصدفة من مكان الجريمة، ليدل الشرطة على بقية المتهمين والأعمال التي اقترفوها.
جاء في محاضر الضابطة القضائية أن المتهم أحمد سعد، اعترف بانتمائه إلى منظمة دينية يسيرها عبد العزيز النعماني، الذي كان وقتها طالبا بكلية الحقوق بالرباط، إذ يجتمعون إما بالحي أو منزل حسن جابر أو مصطفى خزار أو بالمساجد، وكانوا أول الأمر يطرقون مواضيع دينية تتعلق بمبادئ الإسلام المقدسة، إلى أن شرع النعماني يستدرجهم شيئا فشيئا إلى مواضيع سياسية تتعلق ببعض الشخصيات اليسارية التي كان يعرفها وينعتها بأعداء الدين، ما جعله ينجح في تأليبهم ضد الشخصيات المذكورة وشرع في إعدادهم نفسيا للقيام بعمليات ضدهم.
كما اعترف سعد حسب المحاضر أن النعماني كان يحدثهم عن مسيري الجمعية الدينية، فألحوا في عقد لقاء معهم، وهو ما تحقق بمنزل مصطفى حزار، إذ تعرفوا على مؤسس الجمعية عبد الكريم مطيع والقيادي كمال إبراهيم اللذين ألقيا عليهم دروسا دينية ونصحوهم بوحدة الصف، والامتثال لتعليمات النعماني.
بعدها سيتم التخطيط لاغتيال القيادي في التقدم والاشتراكية عبد الرحيم المنياوي، إذ يوضح أحمد سعد للشرطة القضائية أن العملية جاءت بإيعاز من النعماني، الذي وضع خطة لضمان نجاحها، إذ سيطوع ستة أعضاء من الشبيبة الإسلامية، وزعوا على مجموعتين، وهم سعد أحمد وخشان وعمر اوزكلة، الذين هاجموا الضحية، وطعنه حشان بسلاح أبيض في بطنه، فيما كان دور كل من عمر حليم ومحمد مستقيم وحسن جابر التدخل لحماية وضمان فرار الأولين.
وبعد تنفيذ العملية، اجتمع أفراد الجماعة بمنزل حسن جابري في الثامنة مساء وقدمت تفاصيل العملية للنعماني.
وتابع أفراد خلية النعماني نشاطهم تحت غطاء تلقي دروس دينية خصوصية بمنازل بعض الأعضاء، فبدأت الإرهاصات الأولى لتنفيذ عملية ثانية، ستستهدف هذه المرة القيادي الاتحادي عمر بنجلون، كما الأمر للمنياوي، نعت النعماني عمر بنجلون بالكافر وشرع في التحريض ضده، لأنه عدو للجمعية ويستعمل جريدته لتهديم مبادئ الإسلام.
خرج المتهمون بخلاصة أنه يجب تأديب القيادي الاتحادي على مواقفه «الكافرة»، ووضعت خطة لذلك بعد عدة اجتماعات كان يرأسها النعماني وتم الاتفاق أن يكون منزله مكانا لتنفيذ الجريمة.
قامت المجموعة بعدة محاولات لاغتيال بنجلون، إلا أنها باءت بالفشل إلى أن نفذت بتاريخ 18 دجنبر على الساعة الثالثة بعد الزوال، إذ تولى أحمد سعد مفاجأة الضحية بضربتين على رأسه بقضيب حديدي، في حين طعنه مصطفى خزار بسكين في صدره وخشان بموسى صغيرة في ظهره، أما المتهمون حليم عمر والكندي حسن وشعيب أحمد فقد كان دورهم إعداد الدراجات النارية لحمل زملائهم المهاجمين والفرار.
وبعد الاستماع إلى المتهم، وكشف أسماء أعضاء جماعته، تمكنت عناصر الشرطة من إيقافهم تباعا وفي فترات مختلفة، باستثناء عبد العزيز النعماني وعبد الكريم مطيع اللذين فرا وغادرا أرض الوطن.
مصطفى لطفي
..
عمر بنجلون… الاغتيال اللغز: المتهمون يعترفون بقتل بنجلون أمام الضابطة القضائية .
بعد استماع الضابطة القضائية إلى أحمد سعد، شنت حملات اعتقالات لإيقاف باقي المتورطين، الذين كشف المتهم أسماءهم، فتم اعتقال جميع أعضاء خلية عبد العزيز النعماني، باستثناء الأخير وعبد الكريم مطيع اللذين غادرا أرض الوطن، بعد اغتيال بنجلون مباشرة. بدأت حملة الاستنطاقات في حق المتهمين، إذ في محضر الضابطة القضائية، اعترف مصطفى خزار بطعن الضحية عمر بنجلون بسكين في بطنه، وأكد التفاصيل التي أدلى بها سعد أحمد بشأن الانتماء إلى خلية النعماني الدينية والإعداد للجريمة وتنفيذها، إلا أنه أنكر مشاركته في الاعتداء على عبد الرحيم المنياوي، وتبين أنه تعرض أثناء فراره إلى حادثة سير أصيب بسببها بجروح.
من جهته، اعترف خشان بمشاركته في محاولة قتل المنياوي مع كل من سعد أحمد، وحليم عمر أوزكلة ومستقيم محمد، وبمشاركته في قتل عمر بنجلون مع كل من سعد أحمد وخزار مصطفى وشعيب أحمد والكندي حسن وحليم عمر والنعماني عبد العزيز، وأكد انتماءه إلى خلية عبد العزيز النعماني، وأن الأخير كان يتلقى التعليمات من كل من الحاج كمال والحاج مطيع اللذين حضرا اجتماعا واحدا من اجتماعاتهم.
واعترف المتهم عمر أوزكلة بانتمائه إلى خلية النعمان، ومشاركته أفراد الجماعة المذكورة في تخطيط وإعداد الاعتداء على المنياوي، وشارك في تنفيذها مع كل من سعد أحمد وخشان وحليم عمر ومستقيم محمد، كما شارك في تخطيط وإعداد الاعتداء على عمر بنجلون مع كل من سعد أحمد وخزار مصطفى وحليم عمر وشعيب أحمد ومستقيم محمد والكندي حسن، غير أنه لم يشارك في تنفيذها لأن عمله حال دون ذلك.
وفي ما يتعلق بعبد الكريم مطيع وإبراهيم كمال، صرح بأنه سمع لأول مرة باسمهما من عبد العزيز النعماني الذي دعاه إلى حضور الدرس الذي يعطيانه بدار الشبا، ولكنه لم يحضر لأي درس من دروسهما.
واعترف حليم عمر بانتمائه إلى جماعة عبد العزيزا لنعماني، وبمشاركته في التحضير لعملية الاعتداء على كل من المنياوي وبنجلون، وبين أن دوره أثناء الاعتداء على المنياوي هو نقل سعد أحمد، ومساعدته على الفرار على متن الدراجة النارية من نوع “بوجو” المملوكة لأحمد شوقي بعد ارتكاب الجريمة، وقد نفذ ذلك بالفعل.
وفي ما يتعلق بعمر ينجلون، بين المتهم أنه قام بدور الترصد لتنقلاته عدة أيام، وكلف كذلك بحمل سعد أحمد على متن دراجة “هوندا”، ومساعدته على الفرار، بعد ارتكاب الجريمة، غير أن سعد أحمد طورد من قبل سائق شاحنة ،وفهم أنه ألقي عليه القبض فتركه، ولحق بخزار فوجده مصابا بجرح في معصمه إثر اصطدامه بسيارة ونقله عند شخص بحي القريعة ليقوم بمداواته، لأنه امتنع عن الذهاب إلى قسم المستعجلات.
وأكد أن أحمد العمري ومحمد شوقي لم يكونا على علم بالاعتداء على عمر بنجلون.
واعترف محمد مستقيم بانتمائه إلى جماعة النعماني، وبالتحضير لعملية الاعتداء على عبد الرحيم المنياوي ومشاركته في تنفيذ الاعتداء، وأن دوره كان القيام بالحراسة، وفي ما يتعلق بالاعتداء على عمر بنجلون صرح أن جميع أفراد الخلية اتفقوا على قتله بإيعاز من النعماني، وتم تحديد دوره في الحراسة كذلك، غير أنه لم يشارك في تنفيذها.
وبخصوص عبد الكريم مطيع وإبراهيم كمال، صرح أن النعماني قدمهما لهم بناء على طلبهم على أنهما من قادة الجمعية الدينية (الشبيبة الإسلامية) التي ينتمون إليها، وأضاف أنه لا يعتقد أنهما على علم بتصرفات النعماني. وصرح أنه بعد الاعتداء على المنياوي، جلب النعماني دراجة نارية من نوع (هوندا) للجمعية وسجل أوراق ملكيتها في اسم خشان.
واعترف حسن كندي بانتمائه إلى جماعة النعماني، وبالاتفاق على قتل عمر بنجلون بعد مناقشة تناولت شخصيته المعادية للإسلام ومشاركته في تحضير وتنفيذ الاعتداء عليه، وقد كلف بمهمة نقل أحد المعتدين وتقريبهم من مكان الجريمة.
فيما أنكر المتهم أحمد العمري مشاركته في الاعتداء على أي شخص، وأن معرفته للمتهمين خشان ومصطفى خزار وعمر حليم ومحمد شوقي وعمر أوزكلة، توطدت بالتقائه معهم بالمسجد، وبتاريخ اغتيال عمر بنجلون صادف خزار راكبا بالمقعد الخلفي لدراجة نارية يقودها حليم، وطلب منه الأخير مفتاح “براكته” فمكنه منه، وعندما ذهب إلى البراكة وجدهما صحبة شوقي محمد فذهب إلى الحمام، وعند عودته وجدهم نائمين بعد أن تناولوا العشاء في غيبته، وقد لاحظ بأن يد خزار كانت منتفخة وأخبر بأنه صدم من طرف سيارة. وفي الصباح، داهمتهم الشرطة وألقت عليه القبض معهم.
..
عمر بنجلون… الاغتيال اللغز : تصـريحات الضحيـة والشهـود تـورط المتهمـين .
واصلت الضابطة القضائية الاستماع إلى باقي المتهمين الذين كشفوا عن تفاصيل جديدة في عملية اغتيال عمر بنجلون، رغم محاولة البعض إنكار تورطه في الجريمة، كما الأمر للمتهم محمد شوقي الذي أنكر مشاركته في الاعتداء على أي شخص، وصرح بأن عمر حليم صديقه، وأنه كان
يذهب في طلبه بدكان أحمد سعد، ليتوجها معا إلى المسجد، وسبق أن شاهد عبد العزيز النعماني بالدكان، ولا علاقة له بنشاط أي واحد من أفراد الجماعة، مبرزا أنه بتاريخ اغتيال عمر بنجلون، التقى بعمر حليم رفقة خزار والعمري، فاستدعاه لتناول العشاء معهم في براكة، فقبل الدعوة. وفي ما يخص دراجته النارية، فقد كان يعيرها باعتياد لحليم عمر، ولا علم له بأنه استعملها لغرض إجرامي.
وأكد أحمد شعيب بعد إيقافه، انتماءه إلى جماعة أحمد سعد ومصطفى خزار وخشان باقي المتهمين، وقدموا له على أساس أنهم ينتمون إلى الشبيبة الإسلامية، ووضح أن سعد أحمد الذي تولى تعليمه مبادئ الدين الإسلامي، هو الذي ألبه مع باقي أفراد الجماعة على قتل عمر ينجلون، باعتباره يعادي الإسلام، وشارك في التحضير والتنفيذ لتصفيته، وتولى دور نقل أحمد سعد، بعد تنفيذ العملية على متن دراجة نارية من نوع “بوجو “زرقاء اللون، غير أنه تعذر عليه ذلك، بعد أن اصطدم سعد بسيارة وفر هاربا بمفرده. وأضاف أنه توجه بعد العملية إلى القنيطرة، حيث قضى شهرين، ثم إلى طنجة، حيث قضى ثلاثة أشهر، ثم رجع إلى البيضاء، وانتقل للسكن بناحية الهراويين قيادة تيط مليل.
أما في ما يخص القيادي إبراهيم كمال، حسب المحضر الشرطة القضائية، فتبين لرجال الشرطة أنه أسس مع الحاج مطيع جمعية الشبيبة الإسلامية، واستغلاها لمحاربة بعض المعارضين لهما، وأن عبد الكريم مطيع اختار عبد العزيز النعماني، الذي يعترف له بأنه أنقذ حياته الدراسية ليكلفه بمهمة تكوين وتأطير خلية تقوم بالاعتداء على كل من عبد الرحيم المنياوي وعمر بنجلون.
من جانب آخر، جاء في المحضر أن الشرطة حجزت بمحلات كل من سعد أحمد وخزار وخشان وأوزكلة والعمري عدة كتب ومناشير تتعلق بمواضيع دينية.
وبعد الاستماع إلى المتهمين، وتدوين تصريحاتهم في محاضر رسمية، استمعت الضابطة القضائية إلى عبد الرحيم المنياوي، القيادي في التقدم والاشتراكية والاتحاد المغربي للشغل، الذي تعرض لمحاولة اغتيال من قبل المتهمين، إذ صرح أنه عندما تلقى لكمتين، وجد نفسه أمام شخصين يعتديان عليه ،لم يستطع أن يتعرف على أوصافهما، وعندما تلقى طعنة بسكين، سلبت منه محفظته.
وبعدها استمعت الضابطة للشهود، إذ صرح عبد الرحيم بنكيران بخصوص محاولة اغتيال المنياوي، أنه شاهد شخصين على متن دراجة نارية حمراء، ونزل أحدهما من الدراجة وهجم على المنياوي محاولا خطف محفظته، وأمام المقاومة، وجه طعنة إلى جسده بسكين ولحق برفيقخ، وفرا على متن دراجة نارية، ولم يستطع نظرا لظروف الاعتداء أن يتفرس في وجهتهما.
وأكد كل من الشاهدين نزهة عسيلة ومصطفى القادري مشاهدتهما للمنياوي يسقط مضرجا في دمائه بعد الاعتداء عليه.
أما في قضية عمر بنجلون، فصرح الشاهد علال حفاظ أنه شاهد على بعد بضع عشرات الأمتار شخصا يقصد الضحية بنجلون الذي كان يهم بفتح باب سيارته، ويصوب له ضربة على رأسه من الخلف بقضيب حديدي، سقط إثرها على الأرض، فطارده بدراجته النارية إلى أن ساعده في إلقاء القبض عليه شخص آخر.
وصرح الشرطي الشاهد بوشعيب بن مالحة أنه شاهد المعتدي هاربا، مطاردا بشخص آخر يصرخ بأنه اعتدى على الضحية، فشارك في مطاردته إلى أن ألقي عليه القبض، وصرح بأنه شاهد في يده أول الأمر قضيبا حديديا.
أما الشاهد ميلود الحرشي، فأكد أنه بتاريخ 18 دجنبر 1975 بعد الزوال قصده شخصان على متن دراجة نارية حمراء، أحدهما هو المتهم مصطفى خزار، وذلك ليسعفه ،بسبب جرح بليغ في ذراعه الأيمن، وأخبراه بأنه سقط من درج، فضمد له جرحه وأوصاهما بعيادة قسم المستعجلات.
مصطفى لطفي
..
صدرت بجريدة الصباح
شهر يوليوز 2014