انا اتحفظ واعترض بشكل جوهري وفلسفي وسياسي على الغموض والتعسف في استعمال بعض المصطلحات ذاث الصلة بالتصنيفات السياسوية من قبيل ” يمين…يسار” ..و..”مرجعيتنا …مرجعيتكم..” ذلك بان يتحدث البعض قائلا ..”ان مرجعيتنا تختلف عن مرجعيتكم” ..او يقول اخر ..” ان مرجعيتنا تتعارض مع مرجعيتكم “. ..وعندما نتامل بعمق كما يقول الشرع والقانون في القصد او النية من وراء استعمال تلك الكلمة فاننا سنقف على مغالطات خطيرة وتناقضات هدامة مغلفة بسوء النية والايحاءات الاتهامية التي تجعل المواطن العادي يفهم مما يقال بان احد المتحدثين مسلم والاخر غير ذلك ..واذا اضفنا ما يروج في المجالس والنوادي الخاصة بصيغة مبطنة او معلنة بالعروض والمحاضرات والفتاوى والخطب المنبرية فان الوضع يقود بتدرج سريع نحو فتن كقطع الليل المظلم لا ينجوا منها الا من انجاه الله ..او اعتزل كما فعل ابو ذر الغفاري عندما عمت فتنة مشابهة لما نسمع هناك وهناك واحيانا هنا ..
ان هذا الايحاء التعسفي والتحريضي يقتضي ان نطرح المسلمات التالية..
1) ان المغاربة كلهم مسلمون باستثناء المسيحيين واليهود المغاربة ومن تجرا من الناس واعلن انه غير مسلم
2)ان الحركة الوطنية وعلى راسها الاتحاد الاشتراكي مرجعيتها الام المتاصلة في الماضي والحاضر والمستقبل هي الاسلام الذي لن نقبل بغيره دينا لنا
3) ان”المرجعية” مفهوم حمال اوجه وفضفاض يجب تدقيقه بفصله في شقه الديني عن الشق الايديولوجي والسياسي وذلك باعمال الوضوح والابتعاد عن التغليط والتحريض والتاليب ضد القوى السياسية المغربية من اية جهة كانت سواء بالاتهام بالالحاد او الارهاب او التطرف يسارا او يمينا
4) ان كلمتي اليمين واليسار في الاستعمال السياسي لاعلاقة لهما بما يريد البعض افهام الناس من ان اصحاب اليمين هم اصحاب الجنة واصحاب اليسار هم من اصحاب النار وهذا كذب على الله ورسوله قبل الكذب على الناس
…فان يقول العض بصيغة التاكيد الانفعالي بان مرجعيته تختلف عن مرجعية ثيار اخر وهو يقصد الاسلام فانه يقول ضمنيا وعلنيا
بمستويات تختلف باختلاف سياق الكلام بان مخاطبه غير مسلم
وان يقول الاخر وهو يجهل ..بان مرجعيته تختلف عن مرجعية محاوره دون ان يدقق قصده مجيبا على كلام مخاطبه عن المرجعية
نفسها ..فانه يبدوا للمستمع انه على نقيض الذي مرجعيته اسلامية اي انه غير مسلم … وهنا استثني الذين يعنون بكلامهم
انهم لادينيون
…لهذا يجب التاكيد لمن يتعمد التشكيك او يحتاج الى تنبيه صارم شرعا وفقها وقانونا ..ان المجتمع المغربي مسلم وان قواه الحية السياسية مسلمة الا من اعلن غير ذلك دينا ءاخر او لادين له وجهر بتبرئه من ديننا …
.
اننا كمغاربة لانختلف في المرجعية الاسلامية ..ولكن نختلف في المرجعيات الوضعية المتعلقة بالاقتصاد وتدبير الشان العام والمال والسياسة الدولية والبناء المجتمعي وتحديد الاولويات ..هل نعتمد سياسة التوزيع العادل للخيرات الوطنية على الافراد والجماعات والجهات والمناطق مع الابتعاد عن البورجوازية العفنة الانتهازية وتشجيع البورجوازية الوطنية المواطنة وهذا هو جوهر الاشتراكية؟؟… او ان نميل الى المنظومة الراسمالية الليبرالية التي يكون من نتائجها ان لم تكن ديموقراطية ووطنية وعادلة ان تخلق راسمالية طفيلية اقطاعية متعفنة ؟؟..او نعتمد التسلط والديكتاورية تحت اي غطاء كان باسم الاشتراكية او الراسمالية او باسم الدولة الدينية مثل بعض الدول بالمشرق العربي والاسلامي فنسئ الى كل اتلقيم النبيلة والى الحضارة برمتها .. …
واجمل القول بان على الجميع ان ينتبه للاستعمالات الزلقة لامثال تلك الكلمات والتصنيفات والتي يعمل البعض جاهدا من اجل بثها في الذهنية العامة ببلدنا وباقي البلدان الاسلامية …فالذي ينفي عن الاخرين مرجعيتهم الام الاصلية والتي هي الاسلام فقد اتهم الناس في دينهم وايمانهم وهذا السلوك منهي عنه ومحرم شرعا لانه منتج لمفاسد شرعية ودنيوية كثيرة …والذي يعتبر كل مغربي او انسان مسلم بانه غير ديموقراطي فقد اساء الاستعمال وعمم ما يحتاج الى تخصيص
فلنعمل جميعا بوطننا من اجل شعبنا بشفافية ومصداقية وتنافسية سياسية ناضجة ومتخلقة فالله لاينظر الى المظاهر ولكن ينظر الى القلوب التي في الصدور ..والشعب يجب ان لا ندخله فيما اختص الله سبحانه به دون غبر حتى لايصدق علينا قوله صلى الله عليه وسلم ” هلا شققت عن قلبه لتعلم اقال لااله الا الله ايمانا ام خوفا ..اوكما قال رسول الله …قلت واختم المقال بان علينا كمواطنين ان ننظر الى البرامج والاعمال والسياسات وليس الى غير ذلك
مصطفى المتوكل …تارودانت ..10 دجنبر 2011″