خبراء عسكريون يؤكدون أن دور الجيش المصري لا يقتصر على حماية الأمن القومي للبلاد، بل يشمل كذلك تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي
عت صحيفة العرب /محمد أبو الفضل [نُشر في 10/07/2014، العدد: 9615،
القاهرة – أكد مصدر مسؤول أن قيام الجيش بفتح نحو 1500 متجر لبيع المنتجات الأساسية بأسعار تفضيلية، يأتي لسد الطريق أمام محاولات إخوانية للاتجار بهموم الناس في رمضان، وأمام التجار الجشعين الذين حاولوا استغلال الزيادة الملحوظة في أسعار بعض السلع مؤخرا، والسعي إلى رفعها إلى معدلات تفوق طاقة المواطن البسيط.
وساهم نزول عدد كبير من حافلات الجيش في تسهيل تنقلات المصريين، بعد قيام سائقي سيارات الأجرة وحافلات النقل الصغيرة بزيادة تعريفة نقل الركاب، أو الامتناع عن العمل وفرض شروط تعجيزية.
وأكد المصدر أن قيام الجيش بدوره الاجتماعي لم يأت من فراغ، فقد نهض جهاز الخدمة العامة بأدوار حيوية خلال السنوات الماضية، مثل توزيع معونات غذائية على قطاع كبير من المواطنين في المناطق الفقيرة والعشوائية، حتى لا يشعر سكانها بالمعاناة، وإنهاء عملية تسلل الإخوان إلى قلوبهم.
وكانت الجماعة تقوم بتقديم مساعدات في المواسم والأعياد بذريعة تخفيف الأعباء عن كاهلهم، ثم تبين أنها سياسة متعمدة لكسب الأصوات في الانتخابات لمرشحي الإخوان.
ولقي ما يقوم به الجيش استحسان الكثير من المراقبين، فقال حمدي بخيت الخبير العسكري والاستراتيجي، إن دور القوات المسلحة في دعم البعدين الاجتماعي والاقتصادي في مصر ليس غريبا، وهي تمارسه منذ وقت طويل.
وأكد أنها تعمل على محورين، الأول التخفيف على موازنة الدولة بتوفير وإنتاج احتياجاتها، والثاني دعم حياة المواطن بأسعار وسلع مناسبة أفضل من السوق لمحاربة ارتفاع الأسعار.
وأوضح اللواء بخيت أن القوات المسلحة توفر بعض المواد النادرة، ضاربا المثال بأزمة غياب “الشبة” التي تستخدم في محطات تنقية مياه الشرب، وقامت القوات المسلحة على الفور بإنشاء مصنعين لإنتاج هذه المادة، ولولا وجودها لحدثت أزمة كبيرة.
من جهته، شدد كمال عامر الخبير العسكري والاستراتيجي على أن القوات المسلحة لها دور محدد يتعلق بحماية الأمن القومي المصري الشامل، وجزء من هذه المهمة يتمثل في تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، إلى جانب الأمن العسكري.
وأشار في حديثه مع “العرب” إلى أن المؤسسة العسكرية اكتسبت خبرة من خلال الحروب التي خاضتها في أوقات مختلفة، وتحاول أن تخفف العبء على الدولة لسد احتياجاتها، وتمكنت من توفير جزء من طاقتها غير المستخدمة في القتال لمشروعات الإنتاج وأنشأت جهاز الخدمة الوطنية، وأسست مجموعة شركات للإنتاج ومزارع دواجن ومواشي لتوفير احتياجاتها والفائض تقوم بتوجيهه إلى السوق.
وقال عبدالستار عشرة الخبير الاقتصادي ومستشار اتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية لـ”العرب”: إن تحرك الجيش يساهم في ضبط الأسعار وحماية المواطنين من جشع التجار، مؤكدا أن من يقولون إن هذا ليس دور القوات المسلحة هم الذين ينتقدونها في كل الأحوال، سواء فعلت أم لم تفعل.
يذكر أن غالبية شبكات الطرق والجسور في مصر، يقوم بتنفيذها جهاز الخدمات الهندسية، نظرا إلى أهميتها بالنسبة إلى الأمن القومي، ولدقة المواعيد والمواصفات المعروفة عن المؤسسة العسكرية، والمرجح أن تسند إليها التوسعات الجديدة في هذا المجال، لأنها الأقل تكلفة.