بقلم كريم شفيق
ينعقد المؤتمر الوطني الثامن يومي 6 و 7يوليوز 2014 في نفس المكان المركب الدولي لبوزنيقة من اجل تقييم المرحلة السابقة و رسم افاق جديدة للعمل و انجاز خارطة طريق واضحة المعالم تسير بمنظمتنا الى مزيد من الاشعاع و التطور و جعلها تلعب ادوارها الاساسية في تأطير وتكوين الشباب والدفاع عن مصالحهم و العودة الى مواقعها الاساسية من اجل الدفاع عن ميادئها وقيمها الاساسية والتي هي الحداثة و التقدم والدمقراطية.
فماذا تم انجازه خلال المرحلة السابقة؟ وما هي المعيقات التي حدت من مردودية المنظمة؟ وكيف يمكن تجاوز الهفوات من اجل عودة المنظمة الى مكانها الطبيعي وسط الشباب المغربي في كل اماكن تواجده؟
بعد خروجنا من المؤتمر الوطني السابع للشبيبة الاتحادية وكان انذاك حزينا يعيش على وقع تجادبات كبيرة و خطيرة افرزها نتائج المؤتمر الوطني السادس للحزب و ما بعده و ساهمت في تأجيجها مساهمة حزينا في الحكومات المتعاقبة جعل عمل الشبيبة الاتحادية يتسم بغموض كبير ان على المستوى التنظيمي او على المستوى الاشعاعي و السياسي،
فعلى المستوى التنظيمي فان التركيبة التي طرحتها اللجنة التحضيرية واعتمدها المؤتمر والتي اعطت جهازا تنفيديا متسعا وغير واضح الاختصاصات (مكتب وطني مكون من 31 عضو و سكرتارية من 7 اعضاء) جعلت من الصعب عقد اجتماعات منتظمة و حتى لما تعقد الاجتماعات يطول النقاش في ماهو مسطري اكثر من نقاش حول البرامج ومخططات العمل حتى ولما نعقد العزم على تنفيذ فكرة او برنامج نجد اشكالا في كيفية التنسيق بين الشبيبة و الحزب باعتبار الشبيبة لم يعد لها استقلال مادي ولا موارد قارة، كما ليس لديها ادارة محترفة لتيسير العمل وتنسيقه ،كما ان غياب جهاز تقريري منتخب عن المؤتمر جعل عملية تتبع عمل المكتب الوطني بالعملية العسيرة و افرغت المنظمة من هيئة كانت مصدرا غنيا للنقاش و العمل الرقابي الذي يعطي شرعية وقيمة ديمقراطية لعمل المنظمة. هذا بالاضافة الى عدم الاستقرار الدائم على رأس المنظمة نظرا لتغيير الكاتب العام لاسباب يطول شرحها لكن مرة يكون السبب اخلاقيا لتستمر المنظمة تسير بلا راس لمدة طويلة بعدها يتم انتخاب كاتب عام جديد كان هدفه شخصيا محضا وليس خدمة المنظمة حيث بمجرد وصوله للائحة الوطنية للشباب لم يعقد ولو اجتماعا واحدا للمكتب الوطني و لم يقدم ايةحصيلة تذكر باستثناء بعض مبادرات اعظاء بالمكتب الوطني التي كانت تملئ الفراغ و تغطي العجز الحاصل.
اما على المستوى السياسي فطوال هذه المرحلة لم نقف على موقف سياسي واضح و صريح للمنظمة من مجموعة من القضايا التي شغلت الرأي العام وخاصة المتعلقة منها بالشباب بالرغم من كون بلادنا عرفت محطات مفصلية كان المحرك الرئيسي فيها هم الشباب كان اهمها و اعظمها خروج زبدة الشباب المغربي للشارع كحركة 20 فبراير للمطالبة بالحرية و الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، خرج الشباب الاتحادي لكن المنظمة لم تعطي موقفا رسميا واضحا بل الحزب كان اكثر شبابا في موقفه من موقف المنظمة، بالاضافة الى مجموعة من المحطات المفصلية التي لم نكن موفقين في اعطاء موقفنا منها ما بالك عن انجاز مبادرات للدعم والمساندة.
هذا ولابد ان نقول انه خلال هذه المرحلة كانت مجموعة من المبادرات التي اعادت الوهج للشبيبة الاتحادية نذكر منها برنامج ضيف الشبيبة ومجموعة من الملتقيات و الاوراش والندوات في مختلف ربوع الوطن و عودة العلاقات الدولية الى اهتمامات الشبيبة بعد انقطاع طويل بالاضافة الى الحركية التنظيمية التي لم تنقطع في الفروع و الجهات وهنا نقول انه طوال هذه المدة لم تكن المنظمة تتوفر على خريطة تنظيمية واضحة وانما مبادرات مشتركة بين فروع الشبيبة الاتحادية التي كانت تعرف دينامية و بعض اعضاء المكتب الوطني الذين اشرفو و تابعو العملية التنظيمية بطريقة دورية جعلت الحياة التنظيمية بالمنظمة متحركة و الدماء كانت دائما تضخ فيها.
ان هذه الحصيلة المتواضعة يتحمل مسؤوليتها بالاضافة الى الجهاز التنفيذي (المكتب الوطني) الهيكلة التنظيمية التي لم تكن واضحة المعالم و عدم الاعتماد على برامج عمل و عدم تسطير اهداف مرحلية و اهداف استراتيجية لعمل المنظمة، كذلك عدم وضوح رؤية القيادات الحزبية المتعاقبة والتي كانت تعتبر الشبيبة درعا دعائيا يصلح فقط للمعارك الهامشية و التقاطبات النفعية المصلحية و التي جعلت من المكتب الوطني للشبيبة جهازا متشردما كل طرف فيه تابعا لفلان وعلان وتعطى المواقف بناءا على التبعية و المصلحة الفردية وليس بناءا على الصالح العام والرؤية الشمولية للمنظمة.
السؤال المطروح اليوم هو كيف يمكن للشبيبة الاتحادية تجاوز الوظع الراهن؟
وهل المؤتمر الوطني الثامن قادر على تجاوز العثرات و العودة بالمنظمة الى مكانتها الطبيعية؟
بعد المؤتمر الوطني التاسع للحزب وافراز القيادة الحزبية الجديدة ظهر جليا ان الرغبة كبيرة و جامحة في اعادة الحياة التنظيمية للحزب الى الواجهة وانطلقت الماكينة التنظيمية بتجديد جميع الهياكل الحزبية من فروع وكتابات اقليمية و منظمات موازية وكانت الشبيبة الاتحادية في صلب الاهتمام التنظيمي للقيادة الحزبية فتم عقد المجلس الوطني لاول مرة بعد سبع سنوات وهو الذي كان مفروضا ان يتم عقده مرتين في السنة، نوقشت الوضعية التنظيمية وتم الاتفاق على عقد المؤتمرات الجهوية والتي عرت على الواقع التنظيمي و عرفتنا على امكانياتنا وقدراتنا التنظيمية و الشبابية، اكتشفنا ان الشبيبة الاتحادية لازالت تلك المنظمة التي تزخر بالاطر والموارد البشرية، اكتشفنا ان الشبيبة الاتحادية هي تلك المنظمة التي لها قدرات فكرية و ابداعية كثيرة، اكتشفنا اننا تأخرنا كثيرا في اعطاء الكلمة للشباب في الفروع و الاقاليم للادلاء بدلوهم واعطاء وجهة نظرهم في طريقة تدبير منظمتهم وحزبهم وبانتهاء المؤتمرات الجهوية و وضوح الخريطة التنظيمية اصبح لزاما اعادة ترتيب الاوراق و اعطاء المنظمة امكانيات كبيرة من اجل ابراز قدراتها سواء على المستوى التنظيمي او السياسي والعودة للعمل الى جانب الشباب في المدرسة و الجامعة و المجتمع المدني خاصة وان شبابنا من العناصر القيادية في مختلف هذه المواقع، كما ان طريقة التدبير من الواجب ان تغير جدريا حيث يجب اعطاء الصلاحيات المطلقة للفرع واعادة جهاز مجلس الفرع واحياء القطاعات وتنظيمها بشكل يحررها من التبعية للاجهزة ويجعلها قادرة على الفعل والمبادرة، كما ان صلاحيات الكتابات الجهوية يجب ان تكون واضحة و مرسومة ولا يجب ان تتداخل مع الفروع و مع الجهاز الوطني، واعادة اللجنة المركزية كفضاء للمتابعة و النقاش والمراقبة وانتاج الافكار و البرامج والمخططات التي من شأنها تجميع جهود المنظمة واعادة الروح لها.
والشبيبة الاتحادية في المرحلة المقبلة لتكون في واجهة الاحداث عليها اختراق الوسائل الحديثة للاتصال و التواصل بخلق خلايا تقنية في الفروع و الجهات لمتابعة ما يجري ويدور بها و التواصل مع مرتاديها و جعل الفكر الحداثي المتنور يعود من خلال النقاش العمومي الذي يطرحه شبابنا واعطاء الاقتراحات و البدائل و تكوين الاطر للعودة بالشبيبة الاتحادية الى لعب ادوارها الرئيسية في المجتمع. ان المؤتمر الوطني الثامن للشبيبة ليس فقط محطة لانتخاب اجهرة وانما يجب ان يكون محطة نتوقف عندها لتقييم وتدارس المراحل السابقة و ابراز مكامن الضعف والخلل، ومحطة لصياغة افاق العمل التي سترشد الجيل الجديد لكسب رهان مرحلة اليناء التنظيمي و الفكري الجديد المبني على قيم الانفتاح و التقدم والحداثة.
…………………….
عن موقع صحيفة التحرير
4 يوليوز 2014

‫شاهد أيضًا‬

دراسة نقدية لمجموعة (ولع السباحة في عين الأسد).للقاص (حسن ابراهيم) * د. عدنان عويّد:

التعريف بالقصة القصيرة ودور ومكانة القاص في تشكيل معمارها:      القصة …