انتظرناه رئيس الحكومة… فجاءنا رئيس الحومة!
عبد الحميد بن داوود
– ما الذي ينتظره المغاربة البسطاء من حكومة كان حزبها الأغلبي قد أتخمهم وعودا بلا حدود، قبل أن يُبرحهم ضرائب، ويسلط عليهم من الزيادات فوق ما لا يطيقه لا زيد ولا يزيد؟
– ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة زادت في عدد العاطلين، وقلصت الاستثمار، وجمدت التوظيف، وأغرقت البلاد والعباد في الدين الداخلي والخارجي وما بينهما من بين، دون أن يبان من ذلك شيء لا على البلاد ولا على العباد؟
– ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة كل هم حزبها الأغلبي هو خدمة الحزب لا الشعب، فإن كان يمة من خدمة للحكومة هاته، فهي الخدمة في الشعب والمواطن بالزيادات والضرائب والمزايدات الكلامية الببغاوية؟!
– ما الذي ينتظره المواطن البسيط من حكومة بعد أن قالت ربنا الله، وهُنت واستكانت وتواكلت، وتحولت إلى حكومة تصريف الأقوال، وتسويد الأحوال؟
– ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة تحل الأزمات بالتأزيم، وتحول الهزائم الى انتصارات بالتحليل والتحريم؟
– ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة كل رأسمالها الكلام، وكل سياستها هروب إلى الأمام، فإن لم تحقق اليوم شيئا، ولم تحقق غدا شيئا، فانتظروا حتى الختام؟!
– ما الذي ينتظره المغاربة الفقراء، من حكومة »راميد وهم اليوم جميعا واقفون يترحكمون على المغفور لها شهادة الضعف؟
– ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة تزعم الإصلاح، حتى إذا ما سُئلت: وأين الإصلاح قالت:: باح!
– ما الذي ينتظره المواطن المغربي من حكومة تزعم
محاربة الفساد والاستبداد، وحزبها الأغلبي يمارس الاستبداد، أما الفساد فقد عم السهل والصعب والبحر والجبل، حتى هيمن وساد؟!
ما الذي ينتظره المغاربة من حكومة شرملت المواطن، وزادت عليه الحليب والدقيق والسكر، وقلته في الزيت قليا وشيا وحرقا، وكأنه يعيش في دولة الحرق والكانون، لا في دولة الحق والقانون؟!
ما الذي ينتظره المواطن المغلوب على جيبه، من رئيس حكومة قلبه مع حزبه، وسيفه علي شعبه؟!
ما الذي قد ننتظره من بنزيدان، وقد انتظرناه رئيس الحكومة، فجاءنا رئيس الحومة، حومته الحزبية الصغيرة والضيقة نصا وفصا وحرفيا وبالمطلق المغلق؟!
– ما الذي قد ينتظره المغاربة من حكومة خالية على عروشها، خاوية على نعوشها، وكل همها تحريك اللسان وتفقير الإنسان؟
– ما الذي قد ينتظره المنتظر من حكومة عطلت كل الانتظارات، وأغلقت شقوق الأمل، وفتحت الأفق على المهاوي، والحلم على الكوابيس؟
ما الذي قد ينتظره المغاربة من حكومة تهدم العمل لتشيد فوق أنقاضه القول، حتى حق عليها القول إنها حكومة الشفوي؟!
لا انتظارات للمغاربة من حكومة هذه بعض سماتها وصفاتها، لذلك يكاد يشبه وضع المغاربة اليوم، إزاء حكومتهم، وضع شخص أعزل محاصر في الزاوية، والضربات تنزل عليه من كل حدب وصوب، ومن شرق وغرب، وهو يراوغ للإفلات منها، لكن تعاقبها وتلاحقها يجعلانه يزداد انقباضا وانكماشا تحت وطأتها، لذلك يكور رأسه بين قبضتي يديه، ويضم مرفقيه الى صدره ويترقب وينتظر
متى ستزيد الحكومة في ثمن البوطاغاز؟
متى ستزيد الحكومة في سعر الخبز؟
متى ستذهب هذه الحكومة الى حال سبيلها إن كان لها ثمة من سبيل؟!