انسحاب المعارضة في البرلمان المغربي احتجاجا على كلمات جارحة |
رؤساء الفرق الحزبية في البرلمان المغربي يطالبون وزير الشؤون العامة والحكامة بالاعتذار عن تصريحات جارحة. |
العرب فاطمة الزهراء كريم الله [نُشر في 22/05/2014، العدد: 9566، |
الرباط – أثارت تصريحات الوزير المغربي للشؤون العامّة والحكامة، محمد الوفا، ضجّة كبرى في البرلمان المغربي، خلال جلسة أسئلة شفوية بالمجلس أمس الأوّل، ممّا أدّى إلى رفع الجلسة وانسحاب المعارضة بعد تفوّه الوزير بكلمة نابية ضدّ أحد النوّاب.
وجدّت الحادثة حين عندما طالب محمد الوفا نائبا عن حزب الاتحاد الدستوري، وهو ياسين الراضي، بالتنازل عن جزء من ثروته للشعب المغربي، ردّا على انتقاد هذا النائب الرفع المستمر للأسعار في البلاد. وهو ما أثار حفيظة نوّاب المعارضة، فاندفعوا إلى مطالبة الوزير بسحب تصريحاته والاعتذار أو الانسحاب من الجلسة.
وكان الراضي، أصغر نوّاب البرلمان، قد قال مخاطبا الوزير “هل يمكنك أن تضع نفسك في مكان الشعب المغربي، وأن تحاول العيش لمدة شهر بالحدّ الأدنى للأجور في ظلّ هذا الارتفاع المهول في الأسعار الذي تعرفه بلادنا؟”.
كما وجّه الراضي انتقادات لاذعة إلى الحكومة حول الموضوع نفسه، مشيرا إلى أنها لابدّ أن تحمل لقب “بطولة العالم في زيادة الأسعار” حسب تعبيره.
ومن جانبه، ردّ الوزير الوفا بانفعال قائلا: “أنا لا أكذب على الشعب ولا أتقاضى الحدّ الأدنى للأجور، لكن هل يمكنك أنت أن تساعد الفقراء وتعطيهم جزءا من الثروات الهائلة التي تملكها؟”.
وعقب النائب عن فريق العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، قائلا: “لا يمكن لمن ولد وفي فمه معلقة من ذهب، ومن يملك مئات الهكتارات من الأراضي الزراعيّة ومنهم من دبر مرحلة الثمانينات أن يتحدث الآن”.
وقد جدّت بعد ذلك ملاسنات عدّة بين نوّاب المعارضة والوزير الوفا الذي بدا منفعلا وتفوّه بكلمة نابية تنال من النائب محمد صبحي عن فريق حزب الاستقلال.
وقرّر رؤساء الفرق الحزبية استئناف جلسة ترأسها النائب عبد اللطيف وهبي، واستمرت لمدة ساعة، مطالبين محمد الوفا بالاعتذار، وعندما تناول الوفا الكلمة قال: “إذا كان كلامي يفهم منه أنه أساء لأحد فهذا لم يكن قصدي نهائيا، لكنني أجبت عن الموضوع الذي نحن بصدده”.
في المقابل لم ترق لممثلي أحزاب المعارضة صيغة الاعتذار التي قدّمها محمد الوفا، رافضين استئناف الجلسة إلى حين تقديم الوزير اعتذار “واضح وصريح”.
وفي هذا الصدد قالت رئيسة فريق “حزب الأصالة والمعاصرة” ميلودة حازب في تصريح لـ”العرب”: “ما قاله الوزير ليس اعتذارا على الإهانة التي طالت النائب”، مضيفة إنّه “من حقّ الوزير ألّا يعتذر، ومن حقّنا كنوّاب ألا نكمل الجلسة نظرا إلى الإهانة التي تعرضنا لها” حسب تعبيرها.
وقال رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان: “محمد الوفا جانب الصواب، ومن أجل ردّ الأمور إلى نصابها لابد من اعتذار وقصدنا واضح، مضيفا أنّه على الوزير أن يقدّم اعتذارا صريحا ولن نتحدّث عن الكلمة النابية التي تفوّه بها بحق النائب، لكن فقط بشأن تصريحاته فيما يخص نائب الاتحاد الدستوري.