الحكومة تنتهك حرمة البرلمان
بقلم بديعة الراضي
شخصيا لم أستغرب ما تفوه به الوزير محمد الوفا داخل قبة البرلمان ضد برلماني من فريق معارض كان يؤدي مهمته الرقابية في إلقاء سؤال على السلطة التنفيذية بالطريقة التي يرى أنها قادرة على ترجمة ما يريد أن يوصله إلى الرأي العام والى الحكومة في جلسة منقولة مباشرة على القناة العمومية . وبدا لي الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة منسجما مع نفسه ومخلصا جدا للدور المنوط به في ترجمة ما تسعى له الحكومة وعلى رأسها الممثل لفرع الإخوان بالمغرب و العضو الفاعل في حركة الإصلاح و التوحيد، رئيس حكومتنا الموقرة السيد عبد الإله بنكيران. وهو الدور الذي يتقنه جدا محمد الوفا الوزير المكلف بمهمة من رئيسه في الكتيبة بعدما اشتراه بمقعد وزاري عشية انسحاب حزب الاستقلال من مهزلة التدبير الحكومي المبنية على الفرقعات الاعلامية للهروب من المهام المكلفة بها وعلى رأسها تفعييل الدستور من أجل استكمال الأوراش الهامة التي فتحت من أجل مغرب ديمقراطي في ظل بناء الدولة الحديثة. ولم تكتف لغة وحركات الوزير المستعمل بالفعل والقوة لدى الدوائر الإخوانية في فرع المغرب- وهذه حدوده كورقة مرحلية ستنتهي بمجرد أداء مهامها- بالإشارة بالأصبع الخمسة كي لا تختلط الإشارة بالأصبع الأربعة التي استنفدت مهامها في الزمن الماضي القريب ، بل إن الوزير الظاهرة يستخدم جسده للتعبير في طريقة جلوسه ووقوفه وانحنائه بضحكات تكشف عن آخر أنيابه غير مبالي أن المغاربة يتألمون من عرض ساخر من طرف حكومة أبهرهم فيها الحزب العددي بالوعود الجميلة في الحفاظ على قوت يومهم وضمان العيش الكريم تحت يافطة العدالة الاجتماعية التي تحولت في المدة التي يحكم فيها رئيس العار عبد الإله بنكيران الى قهر فعلي مع سبق الإصرار والترصد. فعلا لم أستغرب ما قام به محمد الوفا داخل قبة البرلمان، لأن اللعبة كشفت نظرا لسوء استعمال البهلوان لقناعه، مما أحكم الحبل حول عنقه في جلسة برلمانية تحولت من جلسة دستورية إلى جلسة تعكس قدرة الحكومة ونجاحها في ضرب السلطة التشريعية لصالح السلطة التنفيذية التي تريد محاورة نفسها و تكميم أفواه المعارضة لكي لا ينكشف أمرها بتعرية الخلل الحاصل في مستوى التدبير المتدني جدا أمام طموحات المغاربة في جعل مغربهم صفا الى جانب الدول المتقدمة. لم أستغرب هرطقات الوفا لأني استحضرت كل تلك السيناريوهات التي وزع أدوارها رئيس حكومتنا بين عبد الله بوانو و أفتاتي وباقي التابعين في حزبه وفي أغلبيته في مختلف المنابر في الاعلام والبرلمان والتجمعات العلنية والسرية، من أجل خلط الأوراق كي لا يراقب البرلمان الحكومة التي أغرقت البلد في الديون ورفعت نسبة الفقر ووسعت دائرة البطالة وضربت القدرة الشرائية وكرست منظومة صحية لا تستوعب حجم التحديات المطروحة،و راكمت الغبار على ﺍﻟﻔﺼﻞ 86 الذي يلزمها ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ . واليوم وقد خالفت الحكومة الدستور، وضيعت زمن المغاربة في المرافعات التي توظف فيها الدين من أجل التقرب لدوائرها خارج الوطن، وعوض إنكبابها على ما تبقى ﻣﻦ زمن ولايتها بإخراج القوانين التنظيمية المتبقية، و التي تهم الامازيغية و المعارضة البرلمانية و لجان تقصي الحقائق و قانون تنظيم و تسيير عمل الحكومة و مجلس الوصاية و المحكمة الدستورية و النظام الاساسي للقضاة إلى غير ذلك من الخرائط القانونية التي ينص عليها الدستور،فإن جماعة بنكيران تتوجه الى تهديد المغاربة بالإنسحاب من الحكومة معللة ذلك بعودة شبح يريد أن ينتزع منها مقعد الحكم وذلك هو جنون الإخوان في الشرق والغرب، لأنه وبكل بساطة يسعون إلى احتكار الكرسي والهيمنة على كل السلط من أجل إقامة دولة لا توجد إلا في عقلياتهم المتسلطة. لهذا تنتهك اليوم حرمة البرلمان أمام الرأي العام وبخطة يستعمل فيها محمد الوفا بكثير من التوظيف الأرعن لموقعه في الحكومة .
لنشرة المحرر …بديعة الراضي
21 ماي 2014