البوليساريو تتواطأ مع الجهاديين لتأزيم الأوضاع في الصحراء
|
مراقبون يرون أنّ البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر تتواطأ مع الجهاديّين وتستنجد بهم كي تعطّل مسار
الحوار في قضية الصحراء المغربية. |
عن العرب [نُشر في 14/05/2014، العدد: 9558، |
واشنطن – حقّق المغرب نصرا كبيرا في قضية الصحراء، عندما قرّر مجلس الأمن تجديد بعثة المينورسو دون توسيع مهامها، وهو ما أرجعه المحلّلون إلى التزام المملكة وسعيها إلى تطوير منظومة حقوق الإنسان على كامل ترابها. وتمكنّ المغرب من حصد إجماع دولي بأهمية مقترح الحكم الذاتيّ في أقاليمه الصحراوية، وهو ما زاد من عزلة جبهة البوليساريو الانفصالية التي استنجدت بالتنظيمات الجهاديّة كي تدعمها من أجل تعطيل مسار الحوار لحل النزاع الإقليمي.
حذر المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك، أمس الأول بواشنطن، من أن الجماعات الإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والصحراء أصبحت مناصرة لدعاة الانفصال، كما يدل على ذلك الانخراط الفعلي لما لا يقل عن 100 عضو من البوليساريو في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وحركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا.
ويرى مراقبون أنّ البوليساريو المدعومة من قبل الجزائر تتواطؤ مع الجهاديّين وتستنجد بهم كي تعطّل مسار الحوار في قضية الصحراء المغربية.
وأكد التامك، في لقاء نظمته مجموعة التفكير الأميركيّة حول مقاربة المغرب في مجال مكافحة التطرف العنيف، أنّ “هذا التحالف أصبح مقلقا أكثر من أي وقت مضى، حيث أن شبكات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا أصبحت أكثر انتشارا، إذ تتلاقى مع جماعة بوكو حرام بنيجيريا، الّتي أقدمت على اختطاف أزيد من 200 فتاة، وكذلك جماعة الشباب بالصومال التي تبنت الهجوم الذي استهدف مركزا تجاريا بنيروبي”.
ودعا في هذا الإطار، إلى مبادرة دولية أكثر نجاعة في مجال مكافحة الإرهاب، تحرص على ألا تستفيد مختلف الفروع المحلية لتنظيم القاعدة من الاضطرابات التي تولدت عن “الربيع العربي” للتغلغل في بلدان المنطقة، مؤكدا على أهمية الانخراط بشكل ثابت في تعزيز الديمقراطية والحداثة.
وشدد التامك، في هذا الصدد، على ضرورة إعادة النظر في السياسات التربوية والدينية من خلال اعتماد مقاربة تقوم على الاعتدال والتسامح، وتوسيع القوانين والتشريعات المتعلقة بمكافحة كافة أشكال الدعم المالي للإرهاب، وتكثيف تبادل المعلومات الاستخباراتية وتكوين القوات الخاصة. وأبرز التامك، الذي ترأس بشكل مشترك فريق العمل المكلف بالجانب الأمني في الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، “الانخراط الملموس″ للمغرب، تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، في مجال مكافحة الإرهاب مع بلدان المنطقة من أجل استبعاد أي “تفجير” لمنطقة الساحل. وأشار، في هذا السياق، إلى التعاون في المجال الديني من خلال تكوين المغرب لما لا يقل عن 500 إمام مالي، مبرزا أن بُلدانًا أخرى ككوت ديفوار والنيجر وليبيا وتونس وغينيا كوناكري طلبت من المغرب أن يُمكّن أئمتها من نفس هذا التكوين. وفي سياق متّصل بقضية الصحراء المغربية، وافق مجلس الأمن على مقترح بان كي مون، القاضي بتعيين الكندية كيم بولدوك في منصب رئيسة البعثة الأممية في الصحراء، المينورسو، لتشغل المهمة التي اضطلع بها الألماني وولف غانغ فايسبرود، والّذي ستنتهي ولايته نهاية الشهر المقبل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قد بعث برسالة إلى رئيس مجلس الأمن، ورد فيها “أود أن أبلغكم اعتزامي تعيين كيم بولدوك لتكون ممثلتي الخاصة لمنطقة الصحراء، كرئيسة للبعثة، لتحل محل وولفغانغ ويسبرود فيبر، الّذي ستنتهي فترة انتدابه في 31 يوليوز المقبل”، معربا عن “ امتنانه للألماني على تفانيه وقيادته لهذه البعثة بكفاءة”. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ العلاقة بين السلطات المغربية والمسؤول الأممي الألماني اتّسمت بالفتور، خاصّة وأنّه قام بالعديد من الزيارات إلى مخيمات تندوف ليستمع إلى قيادات البوليساريو دون أن يقوم بزيارات مماثلة إلى المغرب حتى تتضّح له الرؤية بخصوص هذا النزاع. يذكر أنّ المغرب، بادر باقتراح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية كحل لإنهاء النزاع، يمنح منطقة الصحراء حكما ذاتيا موسعا في إطار السيادة المغربية. وقد لاقت هذه المبادرة دعما دوليا واسعا غير أنّ إصرار جبهة البوليساريو على خيار الاستقلال ورفضها التفاوض حول المقترح المغربي، تسبب في تصاعد الأزمة السياسية. |