أحمد فردوس / محمد قمر
تنظم جمعية الشعلة للتربية والثقافة باليوسفية بشراكة مع المرصد الوطني لنبذ الإرهاب والتطرف الندوة الوطنية الأولى تحت شعار : ” من أجل نبذ كل أشكال التطرف والعنف ” ،وذلك يوم
الجمعة 16 ماي 2014 ابتداء من الساعة 7 مساء بمؤسسة دار الشباب الأمل ، حيث تندرج هذه الندوة في سياق البرنامج الفكري والثقافي والتربوي المفتوحة أوراشه من طرف الجمعية في وجه
كل الأجيال ، مستحضرين في ذلك كل الأحداث المرتبطة بالظاهرة ، وحتى لا ننسى فإن مدينة اليوسفية كانت قد تركت في فترات سابقة عرضة للتيارات الإسلامية المتطرفة مع سبق الإصرار
والترصد ، بل أن البعض من شرائحها الاجتماعية كانت قد خضعت للتأطير وغسل الدماغ من طرف تيارات تكفيرية ، حيث نستحضر هنا والآن سنتي 1997 / 1998 وبزوغ ما اصطلح عليه إعلاميا ب (
طالبان اليوسفية ) التي شكلت حركتها المحلية من بعض دوي السوابق العدلية في عالم الجريمة ، مما نتج عنه توريط مدينة بكاملها واتهام ساكنتها بالإرهاب والتطرف من طرف عدة مؤسسات
وطنية سواء على مستوى الإداري أو التشغيل أو متابعة الدراسة وما شابه ذلك …..إلى درجة أن البعض من الأسر اضطرت إلى تغيير عناوينها وإقامتها من خلال البطاقة الوطنية / التهمة
المرعبة ، بعد أن غادرت اليوسفية ( الحرف H و HA بالبطاقة الوطنية يشكل عقدة الانتماء للمدينة ) .
حدث هذا بعد تفجيرات 16 ماي الأليمة من سنة 2003 ، التي تورط في أحداثها المأساوية بعض شباب المدينة المغرر بهم من طرف مؤطرين سلفيين جهاديين ، حيث تلت ذلك عدة مضايقات
واستفزازات اجتماعية وأمنية وإعلامية طالت أغلب الشرائح الاجتماعية المنتمية لليوسفية ( تفتيش وسط الحافلات / استفزازات أثناء قضاء أغراض إدارية / الإقصاء خلال البحث عن فرصة شغل
خارج المدينة / الإحساس بالدونية أمام المسئولين ببعض المؤسسات …. متابعة الدراسة / الحرمان من الانتماء لوظائف معينة ……) ، هذه الاعتبارات وأخرى تتحمل فيها الدولة مسئولياتها
المباشرة بمعية المجمع الشريف للفوسفاط خلال سنوات الثمانينيات وتحديدا سنة 1986 بعد الإضراب والاعتصام البطولي للطبقة العاملة المنجمية الفوسفاطية ،( حصار اليسار وفسح المجال
أمام الجماعات الإسلامية ) كل هذه الأمور وضعتنا أمام خيار المساءلة بل كانت كفيلة بتحفيزنا على التفكير وفتح النقاش العمومي بصوت مرتفع لمقاربة ظاهرة العنف والعنف المضاد من عدة زوايا
تربوية وفلسفية واجتماعية ومدنية وحقوقية وبكل تأكيد من الزاوية الدينية ، لأن الحاجة إلى الأمن والتنمية هي حاجة إلى الحرية ، لتكريس قيم السلم والسلام والتسامح والتعايش ، طبعا في
إطار الاختلاف والتعدد والتنوع واحترام الحقوق والواجبات والرأي و الرأي الآخر ، من هنا نساءل أنفسنا بكل موضوعية ؟
ـ ألا يعتبر التمييز الاجتماعي في أقصى تجلياته وصوره الصادمة ، الحاطة من الكرامة الإنسانية عاملا أساسيا في صناعة التطرف وتفريخ ظواهر العنف المتعدد الأشكال ؟؟
ـ هل المقاربات الأمنية التي عولجت بها قضايا الإرهاب وأحداث العنف والشغب …وكذلك ظاهرة التشرميل مؤخرا كانت مقاربات ناجعة وأعطت النتائج المرجوة من طرف صناع القرار ؟؟؟
لمقاربة الظاهرة ومسبباتها ونتائجها تستضيف جمعية الشعلة للتربية والثقافة باليوسفية رفقة المرصد الوطني لنبذ الإرهاب والتطرف ثلة من الأساتذة الباحثين والمفكرين والمهتمين بالقضايا
السياسية والحقوقية والدينية والجمعوية والتربوية .