قدح ابن كيران في المعارضة يثير الجدل في المغرب
|
رئيس الحكومة يصف المعارضة بـ’المقرفة’ ووزير الخارجية السابق يعتبر أن ابن كيران يستعمل النقد اللاذع وليس الكلام القدحي.
|
عن صحيفة العرب فاطمة الزهراء كريم الله [نُشر في 12/05/2014، العدد: 9556، |
الرباط – أثارت اتهامات رئيس الحكومة المغربية ابن كيران للمعارضة الكثير من الجدل بين الفرقاء، وتتمحور الاتهامات أساسا حول فكرة “الدولة العميقة” المشابهة لفكرة “دولة داخل الدولة”، فخطابات ابن كيران السياسية ترتكز على هذه الفكرة، إذ يعتبر أنّ معارضي الحكومة هم بالضرورة بمثابة المناهضين للديمقراطية والمخالفين
لمواقفه ونهجه قصد تعطيل عمله تحديدا والمسار التنمويّ للبلاد عموما. ورغم الانتقادات التي وجّهت إليه يستمرّ ابن كيران في مهاجمة المعارضة بحدّة والكيل لها بوابل من التهم المجانية.
طالب حكيم بن شماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين المغربي، بتخصيص الجلسة الشهرية المقبلة “لمفهوم الدولة العميقة” في خطاب رئيس الحكومة، وعزا القيادي في حزب “المصباح” ذلك، إلى أن هذا المفهوم أصبح تدريجيا أساسيا ومفصليا في عمل رئيس الحكومة عبدالإله ابن كيران.
واعتبر بن شماس، خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية للمستشارين وأجوبة أعضاء الحكومة، أن مفهوم “الدولة العميقة” تجلى في خطاب رئيس الحكومة حينما أدلى بتصريح بعد الانتخابات الجزئية بمنطقة سيدي افني، قال فيه إن “نتيجة الانتخابات آلت إلى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، لأنه وقع شراء الذمم، وبسبب أذناب السلطة”.
واستطرد بن شماس قائلا:”بغض النظر عن مضمون التصريح الذي يحمل احتقارا لمُواطني سيدي افني، وجب طرح علامة استفهام حول ‘أذناب السلطة’ التي استعملها رئيس الحكومة وتحديدهم بالضبط”. حيث طالب بن شماس، وزير الداخلية محمد حصاد، أن يقدّم توضيحا لما صرح به رئيس الحكومة.
وأضاف بن شماس، أن مفهوم “الدولة العميقة”، يتجلى أيضا من خلال الاتهامات الأخيرة التي وجهها رئيس الحكومة يمينا وشمالا، خصوصا عند مقتل الطالب عبدالرحيم الحسناوي، حيث أنّه هاجم المعارضة، واصفا إياها بنعوت قدحية من قبيل: “المعارضة مقرفة” و”الإدارة الفاسدة”، “المعطلون عندهم خلل عقلي” و”الصحافة تكذب”، وغيرها من الاتهامات.
وطالب رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، بأن يُشيع رئيس الحكومة ثقافة الاستقرار والسلم الاجتماعي، لا أن ينفخ في رماد النار من خلال التلويح باستدعاء حركة 20 فبراير، في ما يشبه “عملية ابتزاز يتعرّض لها المجتمع”.
وردا على ذلك، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية ووزير الخارجية السابق سعد الدين العثماني، في اتصال هاتفي مع “العرب”: “أولا هذا تصريح يدخل في إطار الجدل السياسي الحاصل الآن في المغرب، ونحن في حزب العدالة والتنمية نعتبر منذ 2011، أن ما يجري على الساحة السياسية في البلاد، هو عبارة عن محاولات للتحكم من قبل بعض الأطراف السياسية، ومن بين هذه الأطراف حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يستثمر جميع الإمكانيات؛ سواء المالية أو بعض رجال السلطة، لخلق نوع من الجدل السياسي، والتعقيب على أقوال رئيس الحكومة وأفعاله”.
وأضاف العثماني: “هذا ما يسمى بمحاولة التحكم في المجرى السياسي ومحاولة تعطيل العمل الحكومي، أما بخصوص اتهامهم لعبدالإله ابن كيران بأنّه يستعمل كلمات قدحية في خطاباته، فهذا أمر لا أساس له من الصحة، وهي اتهامات فارغة”.
وأشار وزير الخارجية السابق، إلى “أنّ ابن كيران يستعمل النقد اللاذع وليس الكلام القدحي، وكل التسجيلات التي تؤكد ذلك منشورة، فهذا ليس من شيم رئيس حكومة، ورجل يتمتّع بهذه المكانة”.
من جهة أخرى سجل حزب الأصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية، استمرار خلط رئيس الحكومة بين مسؤولياته الحكومية والحزبية.
كما عبّر في بيان له، عن قلقه إزاء استمرار مؤشرات تخبط الحكومة وتباطئها في إعداد مشاريع القوانين المرتبطة بالاستحقاقات الانتخابية والمشاريع الإصلاحية المهيكلة.
وعبّر الحزب، عن قلقه من استمرار تخبط الدبلوماسية البرلمانية التي لا تزال تشتغل في غياب خطة إستراتيجية محكمة ومدروسة للدفاع عن المصالح العليا للبلاد، حيث دعا مجلس البرلمان إلى تفعيل الخطة التي تمّت المصادقة عليها منذ خمسة أشهر.