المغرب يتوفر على إمكانيات ضخمة من الصخور النفطية تتجاوز 50 مليار برميل
بن خضرا في القمة المغربية حول النفط والغاز .. 34 شركة تعمل بالمغرب في مجال الاستكشاف النفطي في إطار 131 رخصة
عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
عبد الصمد الكباص
9 ماي 2014
عرفت أشغال الاستكشاف النفطي وكذا الاستثمارات في هذا المجال بالمغرب، نموا ملحوظا خلال السنوات السبع الأخيرة ، حيث أن 34 شركة تعمل حاليا بالمغرب في إطار 131 رخصة استكشاف برية وبحرية، 5 عقود دراسات استطلاعية و9 امتيازات استغلال و3 مذكرات تفاهم بالإضافة إلى عقود أخرى قيد المفاوضات.
هذه المعطيات وردت على لسان أمينة بن خضراء المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربونات و المعادن، خلال القمة المغربية حول النفط و الغاز التي افتتحت يوم الأربعاء 7 ماي 2014 .
وأوضحت بأنه بحكم تنامي الاحتياجات السكانية والصناعية، سيعرف الطلب على الطاقة الأولية نموا ملحوظا سيصل إلى ثلاثة أضعاف بحلول سنة 2030 كما سيرتفع الطلب على الكهرباء ليبلغ 4 أضعافه. ولذلك واستجابة لمطلب لتلبية حاجيات البلاد المستقبلية، ارتكزت الاستراتيجية الطاقية الجديدة المعتمدة منذ مارس 2009 على خمسة محاور أساسية تتمثل في تأمين مصادر التزويد وتنويعها بمختلف أنواع الطاقة المقبولة اجتماعيا وإيكولوجيا، وتوفير الحصول على الطاقة لجميع شرائح المجتمع بأسعار معقولة ،إنعاش النجاعة الطاقية، ضمان التكامل الإقليمي من خلال دمج الطاقة ما بين الأسواق الأورو متوسطية وبلدان الجنوب. ، إضافة إلى تعبئة مصادر الطاقة المحلية والطاقة المتجددة وكذا تكثيف التنقيب عن الهيدروكاربورات والصخور النفطية.
هذه الأهداف الطموحة والواقعية ،في آن واحد ، على حد تعبير أمينة بن خضراء ، من شأنها أن تؤدي إلى بناء مزيج طاقي متوازن يجمع بين الطاقة الأحفورية النظيفة والطاقات المتجددة. لهذا الغرض ، قام المغرب باتخاذ خيار الدعم الكامل لجلب الاستثمارات الخارجية في هذا المجال.
ودعت بن خضراء جميع الفاعلين في مجال استكشاف النفط والغاز للاستفادة من موارد المغرب عبر شراكات مبنية على اقتسام التجارب ومرتكزة على أهداف ومساع مشتركة واحترام متبادل. مؤكدة أن هناك عدة مكونات جعلت من المغرب وجهة آمنة للاستثمارات ومكنت من جذب مجموعة من الشركات المتعددة الجنسية المتخصصة في مجال استكشاف النفط والغاز ، ومن هذه المكونات : اقتصاد متنام، استقرار اجتماعي وسياسي، بنية تحتية جيدة، أحواض واعدة غير مستكشفة، إطار تنظيمي وجبائي محفز، استراتيجية ترويجية تفاعلية مؤطرة من طرف المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن…
وحسب بن خضرا، فقد شهدت سنتا 2013 و2014 مرحلة غير مسبوقة من النمو ، فخلال سنة 2013: تم إنجاز 5451 كلم من المقاطع الاهتزازية ثلاثية الأبعاد و654 كلم من الخطوط الاهتزازية ثنائية الأبعاد وحفر 4 آبار و8 ثقوب واستثمار 2.4 مليار درهم من طرف الشركاء. وخلال سنة 2014: تم إنجاز 11500 كلم من المقاطع الاهتزازية ثلاثية الأبعاد و9245 كلم من الخطوط الاهتزازية ثنائية الأبعاد و حفر 27 بئرا مع استثمار 5 ملايير درهم من طرف الشركاء.
صناعة الاستكشاف النفطي بالمغرب بلغت اليوم مرحلة نضج جديدة تتميز بآفاق مفتوحة جديدة وقواعد وبيانات حديثة وتركيبات نفطية واعدة قيد التطوير ، تؤكد أمينة بن خضرا» فقد بدأنا للتو أشغال البحث في منطقة بحرية واعدة حُفر بها عدد قليل من الآبار حتى الآن. حيث لم يتم الاختبار المعمق لأي من الأهداف الملحية. كما لم يتم اختبار الأهداف البرية العميقة، وخصوصا بمنطقة الريف والأطلس والأهداف الملحية المتواجدة بعدد من الأحواض الرسوبية. فحيثما تمت عمليات الاستكشاف بطريقة مثلى، اكتشفت الهيدروكاربورات.»
وحسب المعطيات التي قدمتها أمينة بن خضرا، فقد مكنت المقاطع والخطوط الاهتزازية ثنائية وثلاثية الأبعاد من تحديد تركيبات ومكامن واعدة ضمن المنظومة النفطية. ولقد أظهرت الآبار المنجزة بالمحيط الأطلسي تواجد آثار للزيوت وطبقات رملية رقيقة تؤشر على تواجد رمال سيليسية بالمناطق القارية.
وأثبتت عمليات مراجعة بنيات الصخور والعمليات البعدية للحفر، بنيات ملائمة بالمناطق البحرية العميقة. كما تم التعرف على تركيبات واعدة بطبقات العصر الطباشيري والجوراسي. وتتوفر بعض هذه التركيبات على تراكمات زيتية تثير اهتمام الشركات النفطية.
على مستوى المناطق البرية، تم تطوير مجموعة من البنيات والمكامن الواعدة في معظم الأحواض. ويتم التطرق لتفاصيل أكثر في عرض تقني سيتم تقديمه لاحقا.
وبهدف جذب استثمارات أكثر، توضح بن خضرا، يعمد المكتب إلى العمل بشكل وثيق مع خبراء التنقيب لإعادة تقييم التركيبات الواعدة و جلب أفكار جديدة للرفع من مستوى استكشاف الأحواض الرسوبية المغربية.
وبينت أن المغرب يتوفر على إمكانيات ضخمة من الصخور النفطية تتجاوز 50 مليار برميل. حيث خضع هذا المورد الطاقي للعديد من الدراسات في الماضي. وقد قمنا مؤخرا بتلخيص هذه الدراسات بشراكة مع بعض الشركات العالمية المتخصصة ، وفي هذا الصدد، قام المكتب بتقديم مقترحات لتعديل قانون الهيدروكاربورات حتى يستجيب لمتطلبات هذا المورد.
بالإضافة إلى الصخور النفطية، يتوفر المغرب أيضا على إمكانيات مهمة من الغاز الصخري. وقد بدأت للتو عمليات استكشاف هذه الموارد من الهيدروكاربورات غير الثقيلة حيث أفضت العمليات الأولية إلى نتائج مشجعة.
وقالت أمينة بن خضرا أنه» رغم أن هذه الإمكانيات من الهيدروكاربورات غير التقليدية تتطلب التغلب على العديد من التحديات التقنية والتكنولوجية والتجارية والجبائية والبيئية، يظل اعتقادنا راسخا أن هذا المورد يمثل بالنسبة للمغرب على الأمد الطويل مصدرا آمنا وبأسعار معقولة».
ويحضر القمة المغربية للبترول والغاز 2014 ،التي نظمها بمراكش يومي 07 و08 ماي الجاري المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن وبتعاون مع شبكة البحث الدوليةIRN ، وزراء وممثلو مجموعة من الدول الإفريقية وشركاء المكتب الدوليون .
و دتنعقد هذه القمة في سياق أصبح فيه المغرب وجهة مفضلة في ما يتعلق بالأنشطة الاستكشافية في مجال الهيدروكاربورات التقليدية وغير التقليدية، حيث عرفت السنوات الأخيرة إقبالا غير مسبوق وتوافدا لا مثيل له للشركات البترولية، وذلك بفضل استراتيجية ترويجية استباقية نهجها المكتب منذ سنوات، فضلا عن إطار تنظيمي ومؤسساتي وضريبي أكثر جاذبية بالنسبة للشركات الدولية، بالإضافة إلى جيولوجيا إيجابية. حيث تقوم حاليا عدة شركات بعمليات تنقيب مهمة تغطي تقريبا جميع الأحواض الرسوبية للمملكة من بينها شيفرون، بريتش بتروليوم، كوسموس، كيرن إينرجي .
**********************
وأكدت أن صناعة الاستكشاف النفطي بالمغرب بلغت اليوم مرحلة نضج جديدة تتميز بآفاق مفتوحة جديدة وقواعد بيانات حديثة واكتشافات نفطية واعدة قيد التطوير. وأضافت أن عمليات المسح نجحت في تحديد مكامن واعدة وأن الآبار المنجزة في المحيط الأطلسي أظهرت وجود احتياطات للنفط والغاز. وأشارت إلى أن المكتب يعمل بشكل وثيق مع خبراء التنقيب لإعادة تقييم الاحتياطات الواعدة وجلب أفكار جديدة للرفع من مستوى استكشاف الأحواض الرسوبية المغربية بهدف جذب استثمارات أكبر. وأضافت بنخضيرة أن المغرب يملك احتياطات من النفط الصخري تتجاوز 50 مليار برميل، وأخرى مهمة من الغاز الصخري، مشيرة أن عمليات استكشاف هذه الاحتياطات بدأت للتو وأفضت العمليات الأولية إلى نتائج مشجعة. وقالت إن التنقيب عن النفط والغاز يتطلب التعاون والمثابرة من قبل الشركاء، وأنه أنه ليس “من السهل استكشاف وتنمية الموارد البترولية والغازية. فقد استغرق الأمر شركة شيفرون 4 سنوات من الآبار الجافة قبل تحقيق الاكتشافات الكبيرة في شرق السعودية… كما أنه تم اكتشاف أول حقل في بحر الشمال بعد حفر 200 بئر.” وأكدت أن المغرب يقدم بفضل نموه الاقتصادي الثابت واستقراره، آفاقا مغرية وفرصا مناسبة لشركات النفط الدولية المدعوة إلى الاستفادة من موارده عبر شراكات مبنية على اقتسام التجارب ومرتكزة على أهداف ومساعي مشتركة واحترام متبادل. |
|||