الأمير ممدوح بن عبدالعزيز يحذر من توظيف جماعة الإخوان لمنبري الحرمين

 

السعودية تسير بسرعتين غير متجانستين في مناهضة الجماعة، وسط تحذيرات من تكرار اختراق إخواني حدث في عقود سابقة.

 

عن صحيفة العرب  [نُشر في 08/05/2014، العدد: 9552،

 

الرياض – جماعة الإخوان المسلمين، مازالت –بشهادة أحد أمراء الأسرة المالكة- تجد في المملكة العربية السعودية، رغم الجهد الرسمي لمناهضتها، من يتبنّى أفكارها ويعمل على ترويجها مستغلا مواقع ومنابر ذات تأثير كبير في الداخل والخارج.

هاجم الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، أخ عاهل المملكة العربية السعودية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أئمة الحرمين، المكي والمدني، متّهما إياهم بالتواطؤ مع جمـاعة الإخوان المسلمين، ومواصلـة الترويج لأفكارهـم عبر أهـم منبرين في العالم الإسلامي.

ودفع كلام الأمير ممدوح مجددا إلى الواجهة، قضية كثيرة التداول في السعودية، تتمثل في مواصلة جماعة الإخوان، محاولاتها اختراق المملكة عبر متعاطفين معها يحتلّون مواقع دينية وفكرية مهمّة ويُعتبرون من مخلّفات فترة سابقة تمتع فيها رموز الجماعة بحرّية النشاط في المملكة، واحتل بعضهم مواقع خطرة خصوصا في المؤسسات التعليمية التي لم يتوانوا في استغلالها للترويج لأفكارهم.

ويبدو لمراقبين أن المملكة العربية السعودية تسير بسرعتين مختلفتين على طريق مناهضة الإخوان والتصدي لأفكارهم؛ سرعة تترجمها إرادة سياسية بدت عازمة على اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين وتوفير المسوّغ القانوني لذلك عبر تصنيف الجماعة على لائحة الإرهاب استنادا لوقائع وتصرفات بدرت عنها وشكّلت تهديدا لاستقرار عدة دول في المنطقة، وسرعة أبطأ كثيرا يمثلها بعض الرموز الفكرية والدينية تبدي تراخيا حيال الجماعة وضبابية في الموقف منها، بل يذهب بعضها حد التواطؤ مع الإخوان وهو ما يأخذه الأمير ممدوح بن عبدالعزيز على أئمة الحرمين.

ووصف الأمير ممدوح في مداخلة نشرت على شبكة الأنترنت أئمة الحرمين: سعود الشريم وفيصل الغزاوي وعبد المحسن القاسم وعبد الباري الثبيتي، بـ”الإخوانية الأربعة”، مبديا عجبه “كيف يخوضون بقراءاتهم للمسلمين في مواضيع قد تبدو شخصية وسياسية، ويحاولون تطبيق اعتقاداتهم الفاسدة والتي تقول بأنّ الإخوان هم المؤمنون، وما عداهم ومن عاداهم هو الكافر والمنافق والفاسد”.

وفي إشارة إلى مواصلة متعاطفين مع الإخوان تحدّي الإرادة السياسية للمملكة ، والعمل ضد أهدافها، رغم السقوط المدوي للجماعة في مصر، خاطب الأمير ممدوح وزارة الداخلية في بلاده بالقول: “احضري إن شئتِ يا وزارة الداخلية قراءاتهم (أئمة الحرمين) قبل انتخاب مرسي وبعد نجاحه وبعد طرده وفي حالة خزي الإخوان الآن في المملكة ومصر”.

وأضاف “أقسم بالله أنّ من يتمعّن ويُدقّق سيجد آيات التحفيز والتشجيع وقت ما كان الإخوان يخوضون الانتخابات في مصر، وآيات التمكين والتأييد أثناء تواجدهم في الحكم هناك، أما بعد خزيهم في مصر وفي المملكة فخُذوا وخُذوا آيات تتوعّد الكافرين والمنافقين، ولا أشك أنّهم يقصدون الدولة ومناصريها بتلك الآيات تبعا لما يؤمنون به من كونهم خوارج”.

وقال أخ العاهل السعودي إن “منبر الحرمين أكبر وأقوى منبر على وجه الأرض بل في التاريخ، كيف يُترك ألعوبة في يد أولئك ويُمكّنوا كلّ يوم وليلة في بثّ سمومهم والتي يستغلّونها في آيات الله، حدثا بعد حدث وبشكل مستمرٍّ ملفتٍ للنظر، حتى أنّ هناك من قال لي أدركوا شعبكم، وبعد أن وقع من وقع منهم في السابق وخلال أربعين عاماً في براثن البنّا وسيد قطب ومحمد سرور كما وقع أولئك وأوقعوا وأصبحوا زعماء لقضية ما أنزل الله بها من سلطان، وانتشروا ينشرون في الأمّة تلبيسات الشيطان، ويا ليت علماء الدولة يُناظرونهم كما ناظروا غيرهم من أئمة الفكر الضالّ”.

يذكر أن الأمير ممـدوح بن عبـدالعزيز، صاحب هذه المداخلة، يحظى باحترام بين الأوساط الدينية والعلمية فـي المملكة العربيــة السعوديــة، ومعـروف غلبـة الجانـب الفكــري والدينـي على الجانـب السياسـي لديــه، حيـث سبـق أن تـولى سنـة 1985 إمـارة تبـوك، قبـل أن يتـولى منصب رئيس لـمركز الدراسات الاستراتيجية، ليتركـه بدوره طوعا وبطلب منـه، ويتفرغ، صحبة نخبـة مـن العلمــاء يشاطـرونـه نفس الأفكـار، للتـرويـج لإسلام معتدل متسامح بعيـد عن العنـف، ونقي من السياسـة، يـوازن بين العمـل بالتشريـع الإسـلامي ومتطلبـات العصـر.

كما أن الأمير ممدوح بن عبدالعزيز من أشهر الناقدين لجماعات الإسلام السياسي حيث يرى أن أكثر هذه الجماعات بما فيها القاعدة وغيرها من أجنحة العمل التابعة لتنظيم “الإخوان المسلمين” كالسرورية وغيرها من الفرق، لا تنتهج الإسلام ولا السنة في عملها، لا في حقيقة هدفها ولا في طريقة عملها، مع إبدائه لاستعداده المستمر لمناظرتهـا.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…