….وبه الإعلام والسلام…
بقلم حميد جماهري
لن أساعد الشماتة على النيل مني، ولن أساعد الحزن أيضا ، وأنا أنظر إلى ترتيب المغرب في الرتبة 147، تنازليا في الترتيب العالمي للصحافة.
سأساعد الغضب على أن ينفجر في وجه الذين هم مسؤولون على أن يضعوا بلادنا بعد .. ألبانيا.
وبعدغينيا بيساو
وبعد أفريقيا الوسطى وأوغندا
وبعد قطر: يا إلهي!
ويمكن للجزائر مثلا، حيث ينتخب رئيس مقعد على كرسي متحرك، من الصحافة قبل الناخبين، أن تربح 4 نقط وترتب 127.
ويمكن لكولومبيا، حيث يقتل المهربون الناس وتصمت الصحافة، أن تحسن ملامحها بنقطة،
يمكن لتونس أن تربح 7 نقط، بعد ربيعها، وبعد أن رفعت الرايات السود فوق الجامعات، وأن تسكت الحرية.
يمكن لزيمبابوي أن تخسر نقطتين، ومع ذلك يسعفها حظها من الحرية في أن تكون…قبلنا بنقطة.
يمكن للخاسر أن يخسر،
ويمكن للرابح أن يربح،
يمكن للخاسر أن يربح،
ويمكن للرابح أن يخسر،
والمغرب أمامه صفر مضاعف بفعل الغضب الذي يغشى عيني!
فهذا المغرب المسكين لا أحد يمسح وجهه ويدافع عنه، حيث الدفاع أولوية الدولة القديمة والحديثة في سلم الديمقراطية وحرية التعبير.
والمشاريع التي نقدمها للعالم، غالبا ما تنقصها الحرارة وتلعب بها توازنات الخفاء والعلن معا.
لي أن أواسي النفس بأن غير قليل من الظلم يدفع الذين يضعون التراتيب الدولية إلى نبذنا في المراتب الدنيا.
يمكن أن أواسي النفس بأننا نحن من يختارنا الأعداء ليثبتوا وجودهم بنا.
يمكن أن أجد ألف ذريعة لكي أرميني على الأعداء والظلم والكراهية، كل أسباب الترتيب في بنيان الحرية..
لكن أليس المهم أن يكون لنا مرآة ننظر فيها إلى وجهنا الأغبر: مرآة تقول لنا الحقيقة ولا تهمس لنا بأننا نستحق الرتبة الأولى ونستفيق على صفعة مدوية.
يقتضي التحليل مني أن أركن إلى معطيات موضوعية: كأن أقول بأن الربيع المغربي، الدستور الصاعد من موجات التغيير لم يصل إلى الحرية، وإن تباطأ عندما تعلق الأمر بالوصول إلى المعلومة، وتباطأ في إخراج القوانين المهيكلة للقطاع الإعلامي، وأن قانون الصحافة مازال مكتوبا بالحبر السري وقطعة الليمون..
وأن المجلس الوطني للصحافة مازال في عداد «الحلم الكاذب»، وأن الشراكة المنتجة، في نهاية المطلب شعار جميل لكي يلزم كل واحد حدوده.
يمكن لهكذا تحليل أن يضعنا في رتبة الموضوعيين، لكني أختار السؤال الذي يختفي عادة :لماذا لا يرى الآخرون من وجهنا سوى ما نخفيه منه؟
لماذا لا نملك استراتيجية وبعدا ثابتا في الدفاع عن صورة المغرب.. في حين أن الجزائر تقوم بعمل مضني يصل إلى كل العواصم ذات القرار الدولي، ومنها باريس حيث … ويعرف الذين يتابعون المجهود الجزائري، وهو يهمنا أكثر من غيرنا، بأن منشورات الجزائر الإعلامية المصنوعة بإتقان أقل من الإتقان المغربي في الداخل تصل إلى كل أصحاب القرار، وأحيانا إلى كل التمثيليات القنصلية، والديبلوماسية. ولن تفاجأوا إذا وجدتم المطبوعات الجزائرية .. في قنصلية مغربية، ولا تجدوا منشورا مغربيا فيها!!!
لدينا أن نصل إلى أصحاب القرار في العالم ، وأوله العالم الفرانكفوني، مما يفسح المجال لبلادنا أن تسمع صوتها.
فالترتيب هو أيضا مادة إعلامية.
اللهم إني قد بلغت..بعد أن حزنت!
3 ماي 2014
عن جريدة الاتحاد .ش