مقالات للاستاذمحمد الحنفي نشرت بالمجلة الالكترونية ” الحوار المتمدن “…ننشرها بمناسبة فاتح ماي …

تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة…1

إلــــــــــــــى: ــ كل من قتل في نفسه وفي ممارسته تطلعات البورجوازية الصغرى. ــ كل من يخلص في النضال من أجل البناء الأيديولوجي والتنظيمي والسياسي لحزب الطبقة العاملة. ــ من أجل إنضاج شروط تحقيق التحرير والديمقراطية والاشتراكية. محمد الحنفي تقديم: إن حزب الطبقة العاملة، يستحضر في ممارسته، باستمرار، كونه حزبا يطمح إلى أن يصير حزبا عماليا. إذ لا يكفي أن يقتنع الحزب بالاشتراكية العلمية، كمنطلق، وكأساس لبناء أيديولوجية الطبقة العاملة؛ بل لا بد من العمل على أن تتحول أنسجته، وخلاياه، إلى إطارات لانتظام العمال، وتنظيمهم، والدفع بهم في اتجاه قيادة النضالات الحزبية: محليا، وإقليميا، وجهويا، مع السعي إلى الارتباط بالتنظيمات الجماهيرية المختلفة، ومنها التنظيمات النقابية، التي تهتم بتنظيم العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وارتباط حزب الطبقة العاملة بالتنظيمات النقابية، يجب أن تراعى فيه المبدئية، التي تقتضي عدم اعتبار النقابات منظمات حزبية، بقدر ما تعتبر إطارات لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، الذين يحرصون على احترام المبادئ، والضوابط النقابية، باعتبار تلك المبادئ، والضوابط، وسيلة لحماية التنظيمات النقابية، من الممارسة البيروقراطية، ومن التبعية لحزب معين، ومن تحويل النقابة إلى تنظيم حزبي، أو إلى اعتبارها مجالا للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. وحرص مناضلي حزب الطبقة العاملة، على مبدئية المنظمات النقابية، يهدف إلى جعلها ترتبط ارتباطا عضويا بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، نظر لكونهم جميعا يتعرضون لكافة أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي، والذين من مصلحتهم أن ينتظموا، وأن ينظموا في الإطارات النقابية المبدئية، حتى يعوا حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، ويتهيأوا للنضال من أجل تحقيق مطالبهم المادية، والمعنوية، واعتبار ذلك التحقيق مدخلا لامتلاك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي لا يمكن أن ينتقل إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على المستوى العام، عن طريق الممارسة البيروقراطية، أو تبعية النقابة لحزب معين، أو تحويلها إلى منظمة حزبية، أو إلى مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، لكون ممارسات من هذا النوع، لا يمكن ن تنتج إلا لاستقطاب الممنهج، الذي يقود إلى تحريف العمل النقابي، عن مساره الصحيح. ولذلك، كان، ولا زال، وسيبقى، حرص حزب الطبقة العاملة على مبدئية النقابة، والعمل النقابي، من أجل نقابة مبدئية، وعمل نقابي مبدئي. وعلى مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في النقابات المختلفة، وفي مختلف القطاعات العمالية، والخدماتية، أن يعملوا على تجسيد تلك المبدئية على أرض الواقع، حتى يزدادوا ارتباطا بالعاملين في القطاعات الإنتاجية، والخدماتية، ويتمكنوا من القيادة النقابية محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، من أجل العمل على أن تكون النضالات المطلبية، مدخلا لامتلاك الوعي الطبقي الحقيقي، الذي، بدونه، لا تؤدي النقابة المبدئية دورها، ولا تصير قوية، ولا تجذب إليها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن جميع القطاعات الإنتاجية، والخدماتية. فما هو واقع النقابة؟ وما هي الممارسات التحريفية التي تسود في مختلف الإطارات النقابية؟ وما العمل من أجل تجاوز وضعية التردي التي صارت تعرفها مختلف النقابات المعتبرة تاريخية، ومبدئية؟ وهل من الممكن استعادة مبدئية النقابة، والعمل النقابي، في الإطارات النقابية المعتبرة مبدئية، وتحترم في إطاراتها مبادئ العمل النقابي؟ وهل يقوم مناضلو حزب الطبقة العاملة بدورهم، في استعادة مبدية النقابة، والعمل النقابي؟ تلك هي التساؤلات، التي يطرحها ارتباط مناضلي حزب الطبقة العاملة، بالإطارات النقابية المعتبرة مبدئية، والتي سنتناولها من خلال موضوع: (تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة…) من خلال العناوين الآتية: 1) الدور الاجتماعي للحركة النقابية في المغرب. 2) الدور السياسي للطبقة العاملة. 3) مهام حزب الطبقة العاملة في الوضع النقابي المتردي. 4) إجراء الهيكلة اللازمة في حزب الطبقة العاملة، لتفعيل عمل مناضليه في صفوف النقابات. الدور الاجتماعي للحركة النقابية في المغرب: وحزب الطبقة العاملة، الذي يواكب مناضلوه الحركة النقابية في المغرب، منذ تأسيس الاتحاد المغربي للشغل، وما عرفته من تحولات، وإفرازات تحريفية، أنتجت تفاعلات قادت إلى تأسيس مجموعة من النقابات، بهدف وضع حد للتحريف البيروقراطي، الذي يعمل مناضلو حزب الطبقة العاملة على التصدي لإعادة إنتاجه، بالإضافة إلى التصدي لابتداع أشكال أخرى من التحريف، انطلاقا من الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، باعتباره مدخلا لانتقال الوعي الطبقي إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ومعلوم ما عرفته الحركة النقابية، من تحولات، خلال الستينيات، والسبعينيات، والثمانينيات، والتسعينيات من القرن العشرين، وما تعرفه من تحولات، خلال سنوات القرن الواحد والعشرين، بسبب الإجهاز على مبدئية النقابة، والعمل النقابي، وعلى مبادئ النقابة، والعمل النقابي، التي تحولت إلى مجرد شعارات، بدون محتوى يتجسد على أرض الواقع. ومناضلو حزب الطبقة العاملة، الذين يدركون جيدا، دور الحركة النقابية، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سيجدون أنفسهم مصرين، إصرار الشهيد عمر بنجلون، ومن سار على نهجه، على استعادة المبدئية في الممارسة النقابية، وفي كل الإطارات، التي يعملون فيها، وصولا إلى تحقيق وحدة العمل النقابي المبدئي، وسعيا إلى إيقاف النزيف، الناتج عن تفريخ المزيد من النقابات، والمركزيات، واللجان التي تقوم مقام النقابات، مما ينعكس سلبا على العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وفي هذا السياق، يرى حزب الطبقة العاملة، وفي كل البلدان، التي ظهر فيها هذا الحزب، أن ظهور الحركة النقابية، ناتج عن تحول كبير، طرأ على نمط الإنتاج. وبالتالي، على الصراع الطبقي. فبانتقال المجتمع الغربي من نمط الإنتاج الإقطاعي، إلى نمط الإنتاج الرأسمالي، برزت الطبقة العاملة كقوة مؤثرة في الحياة الاقتصادية، وفاعلة في الحياة السياسية، ولم تكن الثورة البورجوازية، بدعواتها الليبرالية، تهدف إلى تحرير الإنسان من العبودية، والقنانة، وإنما كانت تسعى إلى تحرير قوة العمل، لإخضاعها لقانون العرض، والطلب، كأي سلعة تعرض في السوق. وقد أدرك الوعي اليومي للعامل، زيف الشعارات التي رفعتها البورجوازية ،وساعد تنظيم العمل، والاحتكاك اليومي بين العمال، على الشعور بالحاجة إلى التضامن، وتكوين جبهة للدفاع عن حاجيات العمال، ومطالبهم، فكانت بذلك الحركة النقابية، كقوة ساهمت في فضح زيف شعارات الثورة البورجوازية، وأدت إلى ظهور العديد من النظريات، في الاقتصاد، وعلم الاجتماع، والفلسفة، واستطاع منظرو الاشتراكية العلمية، وخاصة ماركس وأنجلز، أن يعبوا من تلك النظريات، تصورا لعلاقات الإنتاج البديلة، عن تلك التي أسس لها منظرو البورجوازية، في مجالات الاقتصاد، وعلم الاجتماع، والسياسة، على أن نقد ماركس للاقتصاد السياسي، ووقوفه على العمل كقيمة، تنتج خيرات الاستهلاك، منذ ادعاءات منظري البورجوازية، وساهم في إعطاء الصراع الاجتماعي، وخاصة العمالي، دوره السياسي. وبذلك، بدأت تتوضح مجموعة جديدة من الشعارات، والمفاهيم، كالصراع الطبقي، والحزب الثوري، وديكتاتورية البروليتارية، كما بدأ يبرز، بوضوح، الدور الاجتماعي للحركة النقابية. فالنقابة، منظمة اجتماعية، للدفاع عن المصالح، والمطالب المادية، والاجتماعية للعمال. فهي، إذن، تقوم على أساس طبقي، وتهدف إلى تحسين شروط بيع قوة العمل، وتضم شرائح متعددة من الطبقة العاملة، التي لا يجمعها إلا إحساسها بالحاجة الناجمة عن الاستغلال الطبقي، على أن تعدد هذه الشرائح، في ظل غياب الوحدة السياسية، والأيديولوجية، كثيرا ما يفضي إلى صراعات داخل الطبقة العاملة، تعمل الأيديولوجية البورجوازية على إذكائها، وتغذيتها قصد الاستفادة منها. ومن هنا تبرز الحاجة إلى حزب الطبقة العاملة، أو الحزب الثوري، الذي ينشر الوعي الطبقي، في صفوف الطبقة العاملة، ويوحد صفوفها، وينظم العناصر الواعية منها، على أساس الاقتناع بأيديولوجية قائمة على الاقتناع بالاشتراكية العلمية، من أجل تأطير الواقع اليومي، بأفق استراتيجي، يهدف إلى القضاء على الاستغلال، وبناء المجتمع الاشتراكي. وفي إطار هذا التصور العام، للدور الاجتماعي للحركة النقابية، نجد أن الحركة النقابية في المغرب، ومنذ تأسيس الاتحاد المغربي للشغل، وهي تعمل على إفراز الممارسات التحريفية، التي تحول النقابة إلى مجال للصراع، بين شرائح الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وتحول دون امتلاك تلك الشرائح للوعي النقابي الصحيح، الذي يعتبر أساسا، ومنطلقا، لنفاذ الوعي الطبقي إلى صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. والحركة النقابية في المغرب، عندما تتمظهر بالرغبة في النضال، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، فلأنها تخفي سعيا دؤوبا من قبل توجهات معينة، لجعل النقابة تقع تحت طائلة الممارسة البيروقراطية، التي كلفت الحركة النقابية المزيد من التردي، وجعلت العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يفقدون الثقة في العمل النقابي، وفي النقابة، ليصيروا ضحية الاستغلال الهمجي، من قبل البورجوازية الهجينة، والمتخلفة، ومن قبل التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. والممارسة البيروقراطية، أنتجت رغبة في إنشاء نقابات، اعتبرت منظمات موازية لأحزاب رجعية، لا يمكن أن تسمح أبدا بامتلاك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، للوعي النقابي الصحيح. وبين بيروقراطية القيادة النقابية، وحزبية النقابة، صارت الحاجة إلى نقابة مبدئية، ومبادئية: ديمقراطية، وتقدمية، وجماهيرية، ومستقلة، ووحدوية ملحة. وهو ما قاد إلى إنشاء الك.د.ش. التي سعت في البداية إلى أن تكون إطارا لامتلاك الوعي النقابي الصحيح، ولكن جهات معينة، حاولت، باستمرار، ولا زالت، أن تجعل منها إطارا تابعا لحزب معين، في مرحلة معينة، لتتحول، بعد ذلك، إلى إطار يقع تحت طائلة مختلف الممارسات التحريفية، التي لا علاقة لها لا بالمبدئية، ولا بالمبادئ التي حكمت تأسيسها. فهل يمكن الحديث عن الدور الاجتماعي للحركة النقابية في المغرب؟ أم أن هذه لحركة ليست إلا مجالا للاستقطاب الحزبي / البورجوازي الصغير؟ أليس هذا التوجه الاستقطابي، داخل النقابة، هو الذي قاد، ويقود إلى الصراع الحزبي / الحزبي، على الإطارات النقابية الكونفيدرالية، قبل عملية (التصحيح)، التي عرفتها؟ وهل يمكن للك.د.ش. أن تبقى نقابة مبدئية، بعد الهزات التي عرفتها؟ وهل صارت بعيدة عن الحسابات الحزبية الضيقة؟ وهل يمكن أن تلعب دورا اجتماعيا معينا، يمكن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من امتلاك الوعي النقابي الصحيح؟ وهل يمكن أن تصير مجالا لنفاذ الوعي الطبقي، إلى صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ وهل يمكن لمناضلي حزب الطبقة العاملة، أن يلعبوا دورا معينا، في إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، عن طريق العمل في الإطارات الكونفيدرالية؟ وهل تتوفر لدى مناضلي حزب الطبقة العاملة، ضمانات بأن القيادات الكونفيدرالية المركزية، والقطاعية، ستكون مستأمنة على تطوير الخط النضالي التقدمي للك.د.ش، وعلى المحافظة على ذلك الخط؟ أليس العديد من المتواجدين في القيادات القطاعية، والمركزية، متنكرين لأيديولوجية الطبقة العاملة؟ أليست لهؤلاء مصالح، تجعلهم يحولون دون إشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ إن المهام المطروحة على حزب الطبقة العاملة، تجاه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تقتضي أن تصير المسألة النقابية هما يوميا، لمناضلي حزب الطبقة العاملة، في جميع أماكن تواجدهم، انطلاقا من اقتناعهم بالاشتراكية العلمية، ومن أيديولوجية الطبقة العاملة، المترتبة عن الاقتناع بها، من أجل تحويل النقابة، والعمل النقابي، إلى قوة فاعلة في صفوف الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجل أن تصير النقابة مجالا لإشاعة الوعي الطبقي، في صفوف المعنيين به، الذي، بدونه، لا يمكن أن يرتبط حزب الطبقة العاملة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولا أن يعتبر نفسه حزبا لهم. فهل يرقى مناضلو حزب الطبقة العاملة إلى القيام بدورهم في الإطارات النقابية، وبواسطة العمل النقابي اليومي؟ وهل يعملون على أن يصير حزب الطبقة العاملة، فعلا، حزبا للطبقة العاملة؟ أليس حزب الطبقة العاملة، في حاجة إلى إعادة صياغة ممارسة مناضليه النقابية، بما يتناسب مع كونه حزبا للطبقة العاملة؟ إنها أسئلة تحتاج من مناضلي حزب الطبقة العاملة، أن يعملوا على إيجاد إجابات، تعمل على تقريب ممارستهم النقابية، من العمل على تحقيق الأهداف المتوخاة من عملهم النقابي اليومي، ومن ارتباطهم بالنقابة.

***

حزب الطبقة العاملة، وضرورة الحفاظ على هويته الأيديولوجية: (الاشتراكية العلمية)، والسياسية…..2

مفهوم حزب الطبقة العاملة:…..1 إن الحديث عن الطبقة العاملة، هو حديث عن الطبقة التي يوكل إليها إنتاج الخيرات المادية، والمعنوية، والحديث عن حزب الطبقة العاملة، هو حديث عن الحزب الذي تنتظم في إطاره هذه الطبقة، عندما يصير أفرادها مقتنعين بالأيديولوجية العلمية، والحاملين للوعي الطبقي الحقيقي. فالطبقة العاملة، التي ظهرت إلى حيز الوجود، مع مجيء النظام الرأسمالي، والتي صارت تتطور باستمرار، وخاصة في ظل عولمة اقتصاد السوق، سوف تبقى هي الطبقة الخاضعة لاستغلال النظام الرأسمالي، رغم الرشاوى التي يقدمها، هذا النظام، إلى العمال المؤهلين، ليتحولوا بذلك إلى أرستقراطية عمالية، تمارس كافة أشكال القهر على العمال غير المؤهلين، لإخضاعهم إلى المزيد من الاستغلال الهمجي، مع الحرمان من كل، أو من معظم حقوق الشغل، وباقي الحقوق الإنسانية، التي يفرضها واقع الإنسان العامل في مجتمع معين. وإذا كان العمال، بحكم ارتباطهم بتشغيل وسائل الإنتاج، رهينين بخضوعهم للاستغلال الهمجي: المادي، والمعنوي، من قبل المشغلين (بكسر الغين)، فإن المفروض، أن يصير الاستغلال الممارس عليهم، وسيلة لانبثاق وعي معين، عن طريق إدراكهم لعلاقات الإنتاج، ولقيمة الإنتاج، ولفائض القيمة، الذي يذهب إلى جيوب المشغلين (بكسر الغين)، ولقيمة الأجور التي يتلقونها: هل تستجيب لمتطلبات الحياة الضرورية والكمالية؟ أم أنها دون الاستجابة إلى ذلك؟ وما العمل من أجل التخفيف من حدة الاستغلال الممارس على العمال؟ وكيف تعمل الطبقة العاملة على القضاء على الاستغلال؟ وما وسيلتها إلى ذلك؟ وما العمل من أجل الارتقاء بالعمال إلى الوعي بذاتهم؟ وما العمل من أجل جعل الطبقة العامة المؤهلة تمتلك وعيها بذاتها، حتى تتحول من وسيط بين المشغلين (بكسر الغين)، وبين العمال غير المؤهلين، إلى مرتبط عضويا بالطبقة العاملة، سواء كانت مؤهلة، أو غير مؤهلة؟ وحزب الطبقة العاملة، هو الإطار التنظيمي / السياسي، الذي ينتظم في إطاره المقتنعون بالاشتراكية العلمية، باعتبارها الأساس الذي تنبثق عنه أيديولوجية الطبقة العاملة، المعبرة عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهذا الحزب الذي يقود نضالات المقتنعين بأيديولوجية الطبقة العاملة، من أجل العمل على تحقيق البرنامج المرحلي، والإستراتيجي، في ترابطهما الجدلي، وفي تطورهما، والعمل على تحرير الإنسان والأرض، وتحقيق الديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاشتراكية، التي تعتبر حلما للكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة. وهذا الحزب العمالي، لا بد، في وجوده من ثلاثة أسس مترابطة ارتباطا جدليا، ومنسجمة، ومكملة لبعضها البعض: الأساس الأيديولوجي، الذي يعتبر شرطا لوجود الأساس التنظيمي، الذي يقوم بدور أساسي في وجود وبلورة الأساس السياسي. فهذه الأسس الثلاثة، لا بد أن ترتبط فيما بينها ارتباطا جدليا، ولا بد أن تكون منسجمة، ولا بد أن تكون مكملة لبعضها البعض. فالأساس الأيديولوجي، باعتباره معبرا عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يدفع بالمقتنعين به، إلى الانتظام في إطار حزب الطبقة العاملة، باعتباره منسجما مع الأيديولوجية العلمية، لهذه الطبقة، من أجل العمل على بلورة مواقف سياسية، من خلال الارتباط بالواقع، في مظاهره الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تصير تلك المواقف معبرة عن الواقع، ومستجيبة لطموحات الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة، وعاملة على جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ينخرطون في النضال من اجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية. والأساس التنظيمي، يعمل على تنظيم المنتمين إليه، وتوجيه عملهم، في أفق: استيعاب التصور التنظيمي، المترتب عن الاقتناع بأيديولوجية الطبقة العاملة، والالتزام بضوابطه المنصوص عليها في نظامه الأساسي، والداخلي، واحترام مبادئه، والعمل على تفعيل برنامجه المرحلي، والإستراتيجي. 2) استيعاب قوانين الاشتراكية العلمية، والعمل على إشاعة الاهتمام بها في المجتمع، وتطويرها، انطلاقا من التطور الحاصل في المجالات العلمية، والمعرفية، وخاصة تلك التي تسمى بالعلوم الدقيقة: الرياضية، والفيزيائية، والطبيعية، بالإضافة إلى التقنيات الحديثة، التي تعرف تطورا لا محدودا، والتمرس على توظيف تلك القوانين، في التعامل مع الواقع، في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل تجسيد مقولة: (التحليل الملموس، للواقع الملموس)، سعيا إلى الإدراك الدقيق لخصوصية الواقع، والوصول إلى معرفة ما يجب عمله، من أجل تغييره بما يخدم مصلحة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. 3) استيعاب البرنامج المرحلي، والإستراتيجي، وبالدقة المطلوبة، من أجل الانخراط في تفعيله، بما ينسجم مع ما تقتضيه الشروط الذاتية لحزب الطبقة العاملة، والشروط الموضوعية القائمة في الواقع، حتى يصير تفعيل البرنامج في خدمة التحول الإيجابي، الذي يعرفه الواقع، في اتجاه صيرورته في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. 4) استيعاب طبيعة المواقف السياسية، التي يجب أن يتخذها الحزب، من مختلف القضايا الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وفي كل المحطات السياسية، وكلما اقتضت الشروط الموضوعية ذلك، ومن أجل التسليح بعملية التحول السياسي، الذي يعتبر شرطا لكافة أشكال الأخرى، التي تهم مختلف المجالات. 5) استيعاب أهمية العمل الجماهيري، الذي يعتبر ضروريا بالنسبة لمناضلي حزب الطبقة العاملة، الذين يحققون أهدافا محددة، عن طريق الانخراط في المنظمات الجماهيرية، من أجل الارتباط بالجماهير المعنية، بطبيعة عمل جماهيري معين. وأهم هذه الأهداف نجد: ا ـ تعبئة الجماهير المعنية بالعمل الجماهيري، من أجل ممارسة الضغط، في أفق انتزاع المزيد من المكاسب لصالحها، والتخفيف من حدة الاستغلال، وفسح المجال أمام إمكانية امتلاك الوعي بالأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الذي يصير ضروريا بامتلاك الوعي الطبقي، المؤدي، بالضرورة، إلى الوعي بالذات، الذي ينقل الطبقة العاملة، وحلفاءها، إلى خوض الصراع الطبقي، في أبعاده الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والأيديولوجية، والسياسية، الذي يبقى مفتوحا على المستقبل، إلى أن يتم التحرير، وتتحقق الديمقراطية، وتصير الاشتراكية أمرا واقعا، بعد تحويل ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الفردية، إلى الملكية الجماعية، بعد تحقيق حسم الصراع لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. ب ـ ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب الطبقة العاملة، بعد الشروع في تفعيل برنامج هذا الحزب في صفوفهم، وبعد وعيهم بذلك البرنامج، حتى يصير العمال، وحلفاؤهم، وسيلة لتغذية الحزب، بالعناصر الأكثر وعيا منهم، ليشكلوا بذلك طليعة الطبقة العاملة، وحلفاءها، الذين يشكلون تحالفا في إطار طليعة المجتمع، بقيادة الطبقة العاملة، ومن أجل أن يصير لحزب الطبقة العاملة، حزام جماهيري واسع. ج ـ تنمية الوعي الطبقي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بإمدادهم المستمر بالفكر التنويري، وبالفكر الاشتراكي العلمي، وبربطهم بالواقع: واقع العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وواقع الشعب الكادح، وعلى المستوى الوطني، والقومي، والعالمي، حتى يصير الوعي بالواقع، وبما يجري فيه، جزءا لا يتجزأ من ممارستهم اليومية. وهو ما يعتبر شكلا من أشكال التعبئة الذاتية لكل الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة. د ـ تحويل الوعي الطبقي، إلى وعي سياسي، يدفع بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى العمل في إطار حزب الطبقة العاملة، الذي يقود النضالات السياسية: المرحلية، والإستراتيجية، لكل الكادحين، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والشروع مباشرة في بناء الدولة الاشتراكية. ه ـ مساهمة الطبقة العاملة، ومن موقعها الإنتاجي، في بناء حزبها الذي لا يكون إلا ثوريا، ولكنه، كذلك، لا يكون إلا ديمقراطيا؛ لأن من سمات أيديولوجية الطبقة العاملة، أن ثورية حزبها، تتجسد في نضالات الطبقة العاملة، من أجل تحرير المجتمع، من الاستغلال المادي، والمعنوي، ومن أجل الديمقراطية، بمضامينها العلمية، لوضع حد للاستبداد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ومن أجل الاشتراك بتحويل ملكية وسائل الإنتاج، من الملكية الفردية، إلى الملكية الجماعية، لتصير الثروة المنتجة، في ملكية المجتمع، الذي تعمل دولته الاشتراكية، على توزيعها توزيعا عادلا، على جميع أفراد المجتمع، وبالطريقة التي تتناسب مع بناء المجتمع الاشتراكي، والتي يجب أن لا تتناقض مع الديمقراطية، بمفهومها الاشتراكي. 6) استيعاب الدروس المستخلصة من مختلف التجارب الاشتراكية، التي يمكن الاسترشاد بها، في صياغة فكر، وممارسة مناضلي حزب الطبقة العاملة، حتى يصيروا أكثر فعلا، وأكثر تأثيرا في الواقع الذي يتحرك فيه، مستثمرا الإيجابيات، ومتجنبا السلبيات، التي عرفتها تلك التجارب الاشتراكية، حتى تتوفر إمكانية إبراز أهمية حزب الطبقة العاملة، كحزب عمالي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، التي تلتف حوله، من خلال الالتفاف حول طليعة الطبقة العاملة، باعتبارها طليعة المجتمع برمته، وتشرع في خوض النضالات المطلبية. 7) استيعاب أهمية خصوصية الواقع، في الفكر الاشتراكي العلمي، من منطلق: أن قوانين لاشتراكية، صالحة للتعامل مع الواقع المختلف في الزمان، والمكان، لنعرف بذلك القوانين التي يمكن تفعيلها، من أجل تغييره، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بتحرير المجتمع، ودمقرطته، وبتحقيق الاشتراكية. 8) استيعاب أهمية العمل المشترك، في إطار التحالف المرحلي، والإستراتيجي، حول قضايا محددة، أو حول برنامج الحد الأدنى، الذي يتم الاتفاق عليه بين الأطراف الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، التي تقبل التحالف مع حزب الطبقة العاملة، سعيا إلى تحقيق البرنامج المشترك. 9) استيعاب أهمية بناء جبهة وطنية، للنضال من أجل الديمقراطية، التي تنخرط فيها لأحزاب المناضلة، والنقابات المبدئية المناضلة، والجمعيات الحقوقية، والثقافية: المبدئية، والمناضلة، انطلاقا من برنامج الحد الأدنى، الذي تناضل من أجل تحقيقه على أرض الواقع، لتتحقق بذلك الديمقراطية بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والحقوقية، والثقافية، والسياسية. وعملية الاستيعاب، التي تشمل التصور التنظيمي، وقوانين الاشتراكية العلمية، والبرنامجين: المرحلي، والاستراتيجي، وطبيعة المواقف السياسية لحزب الطبقة العاملة، وأهمية العمل الجماهيري، وتعبئة الجماهير المعنية بالعمل الجماهيري، والدروس المستخلصة من مختلف التجارب الاشتراكية، وخصوصية الواقع في الفكر الاشتراكي العلمي، وأهمية العمل المشترك، لتحقيق الأهداف المشتركة، وأهمية بناء جبهة وطنية للنضال من أجل تحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، تعتبر مسألة أساسية للمناضلين في إطار حزب الطبقة العاملة، من أجل توظيفها توظيفا إيجابيا، ومناسبا في الممارسة النظرية، والعملية.

تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة…..3

المهام المطروحة على حزب الطبقة العاملة في ظل الوضع القائم:

وانطلاقا مما رأينا في الفقرات السابقة، وسعيا من حزب الطبقة العاملة إلى تجاوز وضعية التردي، والحصار، والانحسار، وعدم القيام بالدور اللازم في الإطارات النقابية التي يتواجد فيها مناضلوه، نرى أن ما سيقع غدا، يحضر له اليوم. وإذا كانت المنظمات النقابية غير مؤهلة، اليوم، لمواجهة التحديات، فإن المستقبل يفرض، ومن الآن، اتخاذ كل المبادرات لتقوية العمل النقابي، والعمل على ربط النضال النقابي، بالنضال الاجتماعي، والسياسي بشكل عام، بإدخال كل الطبقات الكادحة، والمحرومة، والمهمشة، من عاطلين، وتجار صغار، وفلاحين صغار، ومعدمين؛ لكن هذه المهمة الشاقة، والنبيلة، لا يمكن أن تقودها النقابة، بالرغم من محاولات بعضها، لتنصيب نفسها لهذه المهمة، إنها، بامتياز، مهمة حزب الطبقة العاملة، باعتباره حزبا ثوريا، يملك وحدة التصور النظري، والأفق الإستراتيجي، والبعد التنظيمي، القادر على استيعاب كل الفئات الاجتماعية المتضررة، من الهيمنة الأمبريالية، في ظل عولمة اقتصاد السوق. وحزب الطبقة العاملة، وانطلاقا من هويته، واختياره الاشتراكي العلمي، قادر، إذا ما تجند كل مناضليه، وانضبطوا لقرارات أجهزته، وتحملوا مسؤوليتهم، في نشر الفكر العلمي بين الجماهير الشعبية الكادحة، ووسعوا التنظيم داخل الفئات الشعبية الكادحة، وعملوا على فرض الحد الأدنى من التوازن، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق تعديل ميزان القوى لصالح الشعب المغربي، وجماهيره الكادحة. وإذا كان دور النقابة، يتجسد في تنظيم الطبقة العاملة وباقي الأجراء وسائر الكادحين، فقط، في إطار الصراع من أجل تحسين بيع قوة العمل، فإن المهام المطروحة على حزب الطبقة العاملة، هي: 1) تنظيم أوعى عناصر الطبقة العاملة، في إطار تنظيم حزب الطبقة العاملة، لتوفير الإطار المنظم، والموجه لعموم شرائح الطبقة العاملة، من أجل قيادتها في اتجاه التغيير، وقيادة الصراع الطبقي، ومن أجل بناء المجتمع الاشتراكي، وتوفير إمكانية التحالف مع الفئات المتضررة من نمط الإنتاج السائد، والمتميز بهيمنة المخزن، الخاضع لمراكز الهيمنة الأمبريالية، في وجهها الجديد، المنسجم بإخضاع المجتمعات، والدول، لإرادة القوى الأعظم، المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقوت بانهيار الاتحاد السوفياتي، الذي كان يشكل القطب النقيض. 2) السعي إلى تنظيم الحلفاء الطبيعيين للطبقة العاملة، من فلاحين فقراء، وتجار صغار، وعاطلين، وشباب، ومهمشين، ومثقفين رافضين لنمط الإنتاج السائد، وقابلين لأن يتحولوا، بفعل تشبعهم بالفكر الاشتراكي العلمي، إلى مثقفين ثوريين / عضويين. 3) المساهمة في العمل الفعال، داخل المنظمات الجماهيرية التقدمية، وخاصة منها النقابات، لنشر الفكر الاشتراكي العلمي بين مختلف شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وهي مسؤولية لا ينجزها، وبالدقة المطلوبة، إلا مناضلو حزب الطبقة العاملة. 4) ولإنجاز المهمة السابقة، لا بد من تتبع عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، داخل المنظمات الجماهيرية، ومن بينها النقابات: المركزية، والقطاعية، الذي يجب أن يخضع لتوجيه مضبوط ومحدد. 5) قيام تنظيمات حزب الطبقة العاملة: الفرعية، والإقليمية، والجهوية، بإعداد تقارير عن عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في مختلف المنظمات الجماهيرية، وفي فروع مختلف النقابات، لاستثمارها في الوقت المناسب. 6) قيام حزب الطبقة العاملة، بتنظيم ندوات دورية، حول سير، وتطور العمل الجماهيري، بما في ذلك الحركة النقابية في المغرب، وحول أداء مناضلي حزب الطبقة العاملة في الإطارات الجماهيرية، والنقابية: القطاعية، والمركزية، لتقييم الأداء الجماهيري، بما في ذلك الأداء النقابي، وما مدى استجابة العمل الجماهيري، بما فيه العمل النقابي، للأهداف التي يسعى حزب الطبقة العاملة إلى تحقيقها في الإطارات الجماهيرية، وعلى المستوى العام. وما مدى قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، بإشاعة الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ وهل ساعد ذلك على تغذية القواعد الحزبية؟ وإذا لم يحصل، هل معنى ذلك أن مناضلي حزب الطبقة العاملة لم يقوموا بدورهم؟ هل يرجع إلى عدم استيعابهم للنظرية الاشتراكية العلمية؟ أو إلى عدم توفر مناضلي حزب الطبقة العاملة على الأدبيات الاشتراكية العلمية؟ وهو ما يطرح على حزب الطبقة العاملة أن يضع برنامجا يستهدف تسليح مناضليه بالفكر الاشتراكي العلمي، وتمكينهم من القدرة على مواكبة ما يجري في العالم، وفي صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا. 7) قيام حزب الطبقة العاملة، بإنشاء مدارس تكوين الأطر الجماهيرية: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، لإعداد العاملين في مختلف الإطارات الجماهيرية، بما فيها الإطارات النقابية، والقطاعات التابعة لها، عن طريق استيعاب مفهوم العمل الجماهيري، بما فيه العمل النقابي، والغاية التي يسعى إلى تحقيقها، وكيفية التمرس على بناء التنظيم الجماهيري، بما فيه التنظيم النقابي، وقيادته، وكيفية التعامل مع مختلف الملفات القطاعية، والمركزية، وملفات شرائح القطاع الخاص، والعمل على استيعاب قوانين التنظيمات الجماهيرية / النقابية، وأنظمتها الأساسية، والداخلية، وطبيعة مطالبها الخاصة، إضافة إلى المطالب المشتركة، وصولا إلى امتلاك الوعي الجماهيري / النقابي الصحيح، المؤدي إلى حماية المنظمات الجماهيرية / النقابية: المبدئية، والمبادئية، من الوقوع في التحريف، وسعيا إلى إعداد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لتقبل احتضان الفكر الاشتراكي العلمي، الذي يعتبر شرطا للالتحاق بحزب الطبقة العاملة، الذي يقود الصراع الطبقي في شموليته، من أجل تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الاشتراكية. 8) إنشاء لجان للدراسات العمالية: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، توكل إليها مهمة إعداد الدراسات عن الوضعية الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، للطبقة العاملة، بمختلف شرائحها، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن منظور اشتراكي علمي، والعمل على نشر ما تتوصل إليه تلك اللجان، في صفوف العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، وبكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الوسائل السمعية البصرية، وطبعها في كتيبات، تكون في متناول القراء من العمال، والشباب، حتى تصير أداة من أدوات نشر الفكر العلمي. 9) إنشاء مراكز الاستماع العمالي، في مقرات حزب الطبقة العاملة، من أجل تكوين الملفات العمالية: الفردية، والجماعية، وإيجاد الوسائل لاستثمار تلك الملفات، والعمل على أن يقوم حزب الطبقة العاملة، على إيجاد الحلول لمختلف المشاكل المعروضة في تلك الملفات، لأجل ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب الطبقة العاملة. 10) قيام حزب الطبقة العاملة، بإنجاز نشرة عمالية: محلية، وإقليمية، وجهوية، ووطنية، تهتم بنشر الفكر الاشتراكي العلمي، بين أفراد العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى جانب فضح، وتعرية المشاكل التي يتعرضون لها، وما يرتكب في حقهم من خروقات، من قبل الإدارة في القطاعين: العام، والخاص، وتترك مضامين النشرات المحلية، والإقليمية، والجهوية، إلى اجتهادات مناضلي حزب الطبقة العاملة، من أجل التمرس على معالجة القضايا العمالية، ومن منطلق التوجيه العام لحزب الطبقة العاملة، وبمنهج اشتراكي علمي. 11) انفتاح حزب الطبقة العاملة على المنابر الإعلامية المحلية، من أجل تحويلها إلى منابر تهتم بقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والعمل على إمدادها بدراسات محلية في هذا الشأن، وعدم الاستهانة بالإشعاع، وبالدور الذي يمكن أن تقوم به تلك المنابر، شرط أن تحترم اختيارات حزب الطبقة العاملة، ودون اعتبار للأهداف التي يسعى مسؤولوها إلى تحقيقها، حتى تتحول، بالتدريج، من منابر للإعلام المحلي الهجين، إلى منابر للإعلام العمالي الجاد، والمسؤول. 12) خلق مراكز للتربية على مبادئ، وقيم حزب الطبقة العاملة، وعلى قيم، ومبادئ النقابة، والعمل النقابي المبدئي، تكون مهمتها توجيه ممارسات العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من قبل حزب الطبقة العاملة، ومن قبل النقابة المبدئية، انطلاقا من الأدبيات المتوفرة، بالإضافة إلى أدبيات الاشتراكية العلمية، التي يجب أن يعاد إليها الاعتبار، وعقد ورشات دورية، للتربية العمالية: الحزبية، والنقابية، تستهدف المناضلين العاملين في النقابات، والمتعاطفين مع حزب الطبقة العاملة من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المرتبطين بالنقابة المبدئية: القطاعية، والمركزية، وتحت إشراف أجهزة حزب الطبقة العاملة: المسؤولة محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا. 13) خلق إطارات محلية، وإقليمية، ووطنية، مهمتها التنسيق بين أطراف اليسار القائم، في مجال العمل في النقابات، وتحت إشراف أجهزة التنسيق المركزية، مع الحرص على أن يكون حزب الطبقة العاملة، أكثر فعالية في تلك الإطارات، التي تعمل على تجاوز المشاكل، التي يمكن أن تطرأ في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي الإطارات النقابية، من أجل توحيد الجهود، في أفق تحقيق وحدة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا. فهل يتحمل مناضلو حزب الطبقة العاملة مسؤوليتهم في إنجاز المهام الموكولة إليهم، وإلى الحزب، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلال الإطارات النقابية المبدئية؟ وهل يتحول مناضلو حزب الطبقة العاملة، من مناضلين نقابيين، عاملين في حزب الطبقة العاملة، إلى مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابية، ومن منطلق تصور حزب الطبقة العاملة للعمل النقابي؟ وهل يتحول عمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية، من عمل غير منتج، إلى عمل منتج لصالح حزب الطبقة العاملة؟ إن من واجب مناضلي حزب الطبقة العاملة، أن لا يتحولوا إلى مجرد موظفين في الإطارات النقابية، بدون أجر، إذا استثنينا المتفرغين للعمل النقابي، مع استمرار تقاضيهم أجورهم من الدولة، إنهم هناك من أجل تحقيق الأهداف الحزبية المرسومة، من أجل أن يصير حزب الطبقة العاملة حزبا للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، على جميع المستويات الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والبشرية.

تقوية العمل النقابي، تقوية لحزب الطبقة العاملة…..4

وسائل تفعيل عمل حزب الطبقة العاملة في صفوف النقابات:

فماذا يجب على حزب الطبقة العاملة القيام به، من أجل تفعيل مناضليه في الإطارات النقابية، في أفق ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بحزب الطبقة العاملة؟ هل مجرد قيام حزب الطبقة العاملة كاف لأجل ذلك؟ هل يكفي استيعاب مناضلي حزب الطبقة العاملة لمفاهيم الاشتراكية العلمية، للقيام بالدور اللازم في الإطارات النقابية؟ هل يكفي وجود هيئات حزب الطبقة العاملة، الموجهة لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابي،ة وقيام تلك الهيئات بدورها في هذا الاتجاه؟ إن حزب الطبقة العاملة، وانطلاقا من اقتناعه بالاشتراكية العلمية، وتشبعه بأيديولوجية الطبقة العاملة، فإنه لا يكتفي بالسعي إلى توسيع تنظيماته في المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، بل يلجأ مناضلوه إلى الارتباط المباشر بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال المنظمات الجماهيرية، ومنها: النقابات المركزية، والقطاعية، حتى يرتبطوا بالمجال المناسب للنضال، من أجل التحسين المستمر للأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في مختلف المؤسسات الإنتاجية، والخدماتية، في أفق إعدادهم للنضال، من أجل التغيير الشامل للأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، انطلاقا من وحدة تصور حزب الطبقة العاملة، وسعيا إلى وحدة العمل، من أجل تحقيق نفس الأهداف، المتمثلة في إشاعة الفكر العلمي، بين شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وربط تلك الشرائح، عن طريق ذلك الفكر، بحزب الطبقة العاملة، والعمل على إشاعة التربية النقابية، الحقيقية، التي تصير أساسا لتربية حزب الطبقة العاملة، حتى تتميز الممارسة النقابية، التي تستهدف تحقيق المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، عن الممارسة الحزبية، التي تهدف إلى القضاء على الاستغلال، وبصفة نهائية، كما هو الشأن بالنسبة لحزب الطبقة العاملة. إن دور الجهات الموجهة، في توحيد جهود مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية المختلفة، وعلى أسس تنظيمية جماهيرية محكمة، ومضبوطة، وانطلاقا من التحليل العلمي للواقع النقابي، ولوضعية حزب الطبقة العاملة، في نفس الوقت، يؤدي إلى تحقيق أهداف النقابات المبدئية المناضلة، كما يساهم في تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن أجلهم. فأهداف النقابات المبدئية، والمناضلة، تتمثل في: 1) العمل في أفق الحفاظ على نضالية النقابة، من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. 2) الحرص على تحقيق، واحترام ديمقراطية النقابة، وتقدميتها، وجماهيريتها، واستقلاليتها، ووحدويتها؛ لأن تحقيق المبادئ المذكورة في الهياكل النقابية، وفرض احترامها على القيادات، والقواعد، ودون التواء عليها، في الأنظمة الأساسية، والداخلية، يعتبر مسألة أساسية في النقابة المبدئية، وفي العمل النقابي المبدئي. 3) ربط العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالإطارات النقابية المبدئية، والمناضلة، حتى يتمرس الجميع على التنظيم النقابي المبدئي، والمناضل، ويتم الابتعاد عن ظاهرة اللا تنظيم، التي لا يمكن اعتبارها ظاهرة سليمة، ومشرفة. 4) ربط النضال النقابي، بالنضال السياسي العام، من أجل فك الحصار المضروب على النقابة، ومن أجل انفتاح النقابة على المطالب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للجماهير الشعبية الكادحة. 5) جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يمتلكون الوعي النقابي الحقيقي، الذي يعتبر مدخلا حقيقيا، لامتلاك الوعي الطبقي، باعتباره مظهرا من مظاهر الربط الجدلي، بين النضال النقابي، والنضال السياسي. 6 نشر الفكر التنويري في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبار ذلك الفكر مدخلا، لاحتضان المعنيين بالعمل النقابي للفكر العلمي، أو للاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف. أما الأهداف التي يسعى حزب الطبقة العاملة إلى تحقيقها، من ارتباط مناضليه بالإطارات النقابية، فتتمثل في: 1) تمكين مناضلي حزب الطبقة العاملة، من نشر الفكر الاشتراكي العلمي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال تواجدهم في الإطارات النقابية: القطاعية، والمركزية. 2) قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، بتصريف برنامج حزب الطبقة العاملة، من خلال البرامج النقابية: القطاعية، والمركزية، التي تعمل الأجهزة النقابية على أجرأتها. 3) مناهضة مناضلي حزب الطبقة العاملة، للتوجهات التي تسعى إلى تحريف النقابة، والعمل النقابي، عن المسار الصحيح. 4) ربط حزب الطبقة العاملة بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالاستماتة في الدفاع عن مصالحهم، والسعي إلى تحقيق مطالبهم المادية، والمعنوية. 5) قيام مناضلي حزب الطبقة العاملة، باستقطاب أوعى شرائح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إلى حزب الطبقة العاملة، والعمل على إدماجهم في تنظيماته القاعدية، وإعدادهم لتحمل المسؤوليات المختلفة، بما فيها قيادة التنظيمات الحزبية. 6) خلق حزام جماهيري، لحزب الطبقة العاملة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من خلال العمل في الإطارات النقابية المركزية والقطاعية، إلى جانب الحزام الجماهيري الواسع، في صفوف أبناء الشعب المغربي، حتى يصير ذلك الحزام الجماهيري، مجالا لتحرك الحزب، وقوة له. والعلاقة القائمة بين أهداف الإطارات النقابية المختلفة: القطاعية، والمركزية، وبين أهداف حزب الطبقة العاملة، هي علاقة جدلية، نظرا للتلازم الحاصل في سلوك مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية، بين العمل على تحقيق الأهداف النقابية: القطاعية، والمركزية، والعمل على تحقيق أهداف حزب الطبقة العاملة؛ لأن أي فصل بينهما، يعتبر فصلا تعسفيا، يؤدي إلى تحريف العمل النقابي، وعمل حزب الطبقة العاملة، كما يظهر ذلك من خلال الممارسات الميدانية. ولذلك، فإن الهيئات الموجهة لعمل مناضلي حزب الطبقة العاملة، في الإطارات النقابية المختلفة، وانطلاقا من الوضعية النقابية المتردية في المغرب، ومن حالة التفتيت، والتشرذم، التي صارت تعرفها مختلف القطاعات النقابية، ومن حرص الطبقة العاملة، على قوة، وتقوية النقابة، والعمل النقابي، وسعيا إلى استفادته من عمل مناضليه، في الإطارات النقابية: المركزية، والقطاعية، فإن على حزب الطبقة العاملة، أن يعمل على: 1) إعطاء الأهمية للمناضلين المنتمين إلى حزب الطبقة العاملة، مثالا، وقدوة بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. 2) فسح المجال أمام التحاق أوعى النقابيين، بحزب الطبقة العاملة، وعلى جميع المستويات التنظيمية. 3) الحرص على تنظيم المنتمين إلى مختلف القطاعات الاجتماعية، من العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في صفوف حزب الطبقة العاملة. 4) إيجاد هيئات للتواصل، بين المنتمين إلى كل قطاع على حدة، وإلى مجموع القطاعات، في حزب الطبقة العاملة، على جميع المستويات التنظيمية، لحزب الطبقة العاملة. 5) مراقبة ممارسات المنتمين إلى حزب الطبقة العاملة، العاملين في الإطارات النقابية المختلفة، حتى لا ينتجوا ممارسة تحريفية، تتناقض مع المبادئ النقابية، ومع مبدئيتها، ومع مبادئ حزب الطبقة العاملة، ومع رؤياه الواضحة، لما يجب أن تكون عليه النقابة، والعمل النقابي. 6) وفي حالة إنتاجهم للممارسة التحريفية، فإن عليهم أن يخضعوا للمحاسبة التنظيمية، في إطار تنظيمات حزب الطبقة العاملة، من أجل تحصين حزب الطبقة العاملة، وتحصين مناضليه، العاملين في النقابات المختلفة، ضد ممارسة كافة أشكال التحريف النقابي، الناجم عن الاقتناع بالتحريف الأيديولوجي، والتنظيمي، والسياسي. وهكذا يتبين، أن حرص الطبقة العاملة على مناضليه، وعلى تتبع ممارساتهم في الإطارات النقابية، يكتسي أهمية خاصة، مصدرها الحرص على أن تصير النقابة، والعمل النقابي، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وانطلاقا من الرؤيا الصحيحة للنقابة، وللعمل النقابي، التي لا علاقة لها بالممارسات التحريفية، التي تجعل النقابة مجالا لخدمة شيء آخر، لا علاقة له بمصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. خلاصة عامة: وحزب الطبقة العاملة، إذا لم يبن تنظيماته على أساس الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن خلال النقابات التي يعمل فيها مناضلوه، فإنه، يتناقض مع كونه حزبا للطبقة العاملة، وستبقى الشرائح المنظمة فيه، من غير الطبقة العاملة، التي تكون في غالب الأحيان، حاملة للعقلية البورجوازية الصغرى، المريضة بالتطلعات الطبقية، التي تجعلها مستعدة لتحريف النقابة، والعمل النقابي، عن مساره الصحيح، حتى تجعله في خدمة مصالحها الطبقية، ولتجنب ذلك، لا بد من الحرص على استثمار عمل المناضلين، في الإطارات النقابية، حتى يتغير ميزان القوى لصالح حزب الطبقة العاملة، ومن أجل تجاوز حالة الضعف، التي صار يعاني منها، وتعاني منها النقابة، والعمل النقابي، في نفس الوقت. فهل يتحمل حزب الطبقة العاملة مسؤوليته في الارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ وهل يلتزم مناضلو حزب الطبقة العاملة، العاملون في الإطارات النقابية، بالحرص على ربط حزب الطبقة العاملة، بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ هل يحرصون على تجنب إنتاج التحريف، في الممارسة النقابية، والتمسك بإنتاج العمل النقابي الصحيح، الذي لا يخدم إلا مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ إن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يعيشون خارج التاريخ، ويرصدون من خلال تواجدهم في الميدان، ومن خلال انتمائهم إلى نقابة معينة، ومن خلال ممارستهم للعمل النقابي، في مستوياته التنظيمية، والمطلبية، والنضالية، ما يقوم به أي نقابي، بقطع النظر عن انتمائه لحزب الطبقة العاملة، أو عدم انتمائه إليه، لتحديد: هل ينتج العمل النقابي الصحيح؟ هل ينتج العمل النقابي التحريفي؟ هل يرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟ هل يعمل على تقوية النقابة، والعمل النقابي، بإنتاجه للعمل النقابي الصحيح؟ هل يعمل على إضعاف النقابة، والعمل النقابي، بإنتاجه للعمل النقابي التحريفي؟

ابن جرير في: 20 / 4 / 2014

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…