الاتحاد الاشتراكي وجامعة محمد الخامس ينضمان الذكرى الأربعينية للمرحوم محمد جسوس
نظم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الانسانية بالرباط، اليوم الخميس، الذكرى الأربعينية للمرحوم محمد جسوس، بحضور مجموعة من رموز السياسة والفكر والثقافة.
وألقى الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، كلمته الافتتاحية، حيث استعرض العلاقة المتينة التي جمعته مع المرحوم جسوس، واصفا اياها بعلاقة الأخوة والسمو في التواصل النضالي، ذات طابع حميمي وتعاضدي.
وأشاد الكاتب الأول للحزب، بالإنجازات القيمة والتاريخية للمرحوم في علاقته بالحزب كما بالوطن، وعطاءاته في مجال السوسيولوجيا، وإغناء الذاكرة الثقافية والعلمية للمملكة، حيت وصفه بالمعلم الكبير والجليل، والأخ الوفي.
ونظرا لكون حزب الاتحاد الاشتراكي، مقبلا على احداث معهد للدراسات والأبحاث التمس لشكر، من عائلة المرحوم تزويد المعهد ب”الكنز الثمين” في إشارة إلى أبحاث ودراسات ومنجزات المرحوم جسوس، لتكون مرجعا للباحثين والمتخصصين، ولإبراز شخصية محمد جسوس من جهة، والجوانب السياسية والأساسية من تاريخ الاتحاد الاشتراكي من جهة اخرى، وفق مقاربة سوسيو-ثقافية.
وقد عرف الحفل مشاركة رئيس جامعة محمد الخامس بأكدال، وعميد كلية الاداب والعلوم الانسانية، ومجموعة من الأساتذة وسط حضور مكثف للحزب الاشتراكي.
ويشار أن، عالم الاجتماع المغربي، الأستاذ محمد جسوس، توفي بالرباط يوم السابع من فبراير الماضي، تاركا وراءه تراثا من الدراسات و الأبحاث والنظريات، و أجيالا من الأساتذة و المناضلين، الذين درسوا على يده، في كلية الآداب بالرباط، أو تابعوا تنظيراته، من خلال الإجتماعات الحزبية، داخل الإتحاد الإشتراكي، الذي كان عضوا بمكتبه السياسي، لمدة سنوات، قبل أن يقعده المرض.
و جمع الأستاذ محمد جسوس، بين التدريس و النضال السياسي، حيث تابع دراسته الجامعية، في الولايات المتحدة في جامعة برينستون، التي نال فيها الدكتوراة، في علم الإجتماع، و بعد أن قام في التدريس بها، لمدة وجيزة، إلتحق بالمغرب، ليصبح أستاذا بكلية الآداب بالرباط، حيث كان، رفقة الأساتذة عبد الكبير الخطيبي، و بول باسكون، من رواد المدرسة المغربية الجديدة، في هذا التخصص.
و إلى جانب نشاطه الأكاديمي، كان الفقيد عضوا في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حيث ناضل من أجل تطوير الحركة العمالية، و اهتم بقطاع الشبيبة الإتحادية، حث كان مكلفا به من طرف القيادة ، كما لعب دورا مهما في المكتب السياسي.
و من أشهر الإشكالات التي طورها الأستاذ محمد جسوس، ما يتعلق بالزبونية، حيث درس المجتمع المغربي، على ضوء هذه النظرية، معتبرا أن النظام المخزني، يعيد إنتاج ما يسمى في علم الإجتماع، بالباتريمونيالية الجديدة، لكن بأسلوب تقليدي، ترتكز على بنية السلطة و الشبكات و الولاءات، التي تطورت في نظام الحسن الثاني.
و قد ترك الفقيد عددا كبير من الأبحاث و الدراسات غير منشورة، الجزء اليسير منها جمعا طلابه من الأساتذة، و الجزء الأكبر مازال محتفظا به.
عن نبأبريس/10/04-2014