المشقة تجلب التيسير وسياسات البعض تجلب التعسير والمشقة …
مصطفى المتوكل / تارودانت
28 مارس 2014
من بين ما يقال عن القاعدة الفقهية انها :”هي أصل فقهي كلي يتضمن أحـكـامـاً تشريعية عامة، من أبواب متعددة في القضايا الـتـي تـدخـل تـحـت مـوضـوعــه.”
ان هذه القاعدة تفيد: أن ما يحصل للمكلف او المكلفة من مشقة بسبب العبادة يوجب له ولها التخفيف والتسهيل الذي قد يكون في حالات بسقوط العبادة بجملتها ، أو التخفيف من بعض تكاليفها…كسقوط فرض الصيام عن المريض الدائم مرضه والذي يستحيل عليه القضاء ولا الاطعام ……فالشرع الحكيم ورحمة بالعباد. ورفعاً للحرج والمشقة عنهم، وضع أسباباً إن وجدت خفف بها عنهم بالتلازم بعض ماكلفو به، واجملها اهل العلم في أمور هي: السفر- المرض- الإكراه- النسيان- الجهل- النقص- العسر وعموم البلوى……فاذا كان الاسلام سمحا ومرنا ويسعى الى اليسر والتيسير ويهدف الى خذمة مصالح المسلمين والمسلمات ومن خلالهم البشرية ببسط الرحمة وجعلها هي روح كل شيئ ومنطلقة وغايته ..فلماذا لايستفيد الساسة الذين يحكمون الاوطان من الاسلام ليحسنوا محتوى خطابهم ليكون مشبعا بالقرارات التي تخدم مصالح الشعب وترفع الحرج والاكراه والظلم عن عامة الناس وخاصة الفقراء والمساكين وليكون محنواه فيه رحمة وقول حسن يؤدي الى عمل احسن ؟؟؟ولماذا قراراتهم لاتتجه الا لما يؤدي الى التعقيد والعسر والمشقة والتفقير والتيئيس وسد منافذ الامل ؟؟ولماذا عندما يخيرون بين امرين او اكثر لايختارون الا ايسره عليهم هم بالسلطة وعلى الاغنياء وذوي الجاه والنفوذ.. والذي يكون كارثة على الغالبية من الناس يضيق عليهم مورد الرزق بل قد يمتد الى سلبهم حتى ما كانوا يتمتعون به ؟؟؟ ان ما نشهده يوما بعد يوم في واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وعلى مستوى المعاملات لايتلاءم مع روح المقاصد الشرعية ولا مع اسس العدالة الاقتصادية والاجتماعة التي لايمكن ان تتحقق بالاحاديث المخالفة لحقائق الواقع الصعب .. بان يتقاسم الاغنياء والاثرياء والميسورون مع الشعب عسرهم بالتخفيف عنهم لان ثراءهم وازدهارهم وتجميعهم للثروات يكون بفعل تضحيات العمال والفلاحين الصغار والحرفيين وعامة الشعب العامل الذي يعاني من مشقة العيش بسبب هزالة الاجور ..ومن مشقة تدبير اموره الدنيوية لتنشئة اسرته ورعايتها وتعليمها وعلاجها بسبب تهميشه وبسبب السياسات التي تخلق له مشقات تلو مشقات …فالحاكم العادل عليه ان يسال الناس عن اوضاعهم بل عليه ان يعرفها بتفاصيها كما هي .. لا ان يمارس على الناس التعسير في الفهم والعمل والعيش والحياة ….
قال الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. ونسائل السياسيين الذين يحكمون الناس ..لماذا تريدون بالناس العسر ولا تريدون بهم اليسر ؟ ونختم بان نقول لمن يشك او يشكك ان يسال الغالبية العظمى من الشعب هل هم في حالة يسر ام عسر … والله المستعان