التنظيم الدولي للإخوان يتبنى خطة لاستهداف دول الخليج
|
محللون يؤكدون أن خطط والاجتماعات السرية للإخوان وأوامر قياداتها التي تعيش خارج مصر لا يمكنها أن تنجح
بسبب رفض المصريين أي تدخل خارجي في شؤونهم. |
عن صحيفة العرب [نُشر في 16/03/2014، العدد: 9499 |
إسطنبول – كشفت مصادر مطّلعة أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين عقد اجتماعا له منذ أيام في مدينة إسطنبول وحضرته شخصيات إخوانية من مختلف الفروع، وخاصة من مصر، حيث شارك في الاجتماع وزراء من حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي أحيط بسرية تامة وضع شعارا له “الانتقام” للإطاحة بحكم الإخوان سواء من السلطات المصرية الحالية وخاصة المشير عبدالفتاح السيسي، أو من دول الخليج التي دعمت ما يسميه الإخوان بـ”الانقلاب” عليهم في مصر.
وأشارت إلى أن الاجتماع أقر خطة ركزت بالأساس على استهداف دول الخليج بالفتن والمؤامرت، ودعم المجموعات التي تعمل على الانفصال بالمملكة العربية السعودية والبحرين (المجموعات الشيعية المرتبطة بإيران).
وحرضت الخطة على تقسيم الإمارات التي يُكنّ لها الإخوان عداء خاصا بسبب دعمها الواضح لتغيير الثالث من يوليو في مصر، فيما سكتت الخطة على الكويت مراعاة لموقف الكويت الأخير بعدم سحب السفير في تناقض مع الموقف الخليجي، فضلا عن تسامح الكويت مع نشاط الشبكات الإخوانية التي يتم عبرها تمويل التنظيم الدولي.
وكانت الإمارات اعتقلت خلية إخوانية كانت تخطط لقلب نظام الحكم، وتدين بالولاء والبيعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين.
وبخصوص السعودية، قال تقرير تم عرضه في اجتماع إسطنبول إن الأسرة الحاكمة في السعودية لا تعادي الإخوان، والدليل حالة الوئام بين الطرفين التي استمرت لأكثر من أربعين عاما، مشددا على أن النظام السعودي يمكن التصالح معه.
وعزا التقرير التغير الأخير في الموقف السعودي إلى وجود مستشارين محيطين بالملك عبدالله بن عبدالعزيز يتبنون الفكر الليبرالي وأنهم هم من يصدرون القرارات ضد الإخوان والمجموعات المقربة منهم.
وكانت المملكة صنفت الإخوان المسلمين على رأس قائمة تضم سبع منظمات متشددة أخرى (داعش والنصرة وحزب الله السعودي والحوثيون، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وتنظيم القاعدة في اليمن، وتنظيم القاعدة في العراق)، كمجموعات إرهابية.
ولوّح القرار السعودي بمقاضاة “من يقوم بتأييد التنظيمات، أو الجماعات، أو التيارات، أو التجمعات، أو الأحزاب، أو إظهار الانتماء لها، أو التعاطف معها، أو الترويج لها، أو عقد اجتماعات تحت مظلتها، سواء داخل المملكة أو خارجها، ويشمل ذلك المشاركة في وسائل الإعلام المسموعة، أو المقروءة، أو المرئية، ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وقال مندوب كويتي، اسمه ناصر الدويلة حضر اجتماع التنظيم الدولي الأخير، إن الإخوان كانوا غاضبين من الكويت بسبب إلقاء القبض على القيادي الإخواني محمد القبوطي وترحيله لمصر، لكن في ما سوى ذلك فهم راضون عن سياسة الكويت تجاههم.
وأشار الدويلة إلى أن حقدا كبيرا يُكنّه الإخوان، الذين التقى بهم على هامش الاجتماع الدولي، ضد الدول الخليجية التي دعمت ثورة الثلاثين من يونيو بمصر، لافتا إلى أن ممثلي الإخوان الذين جاؤوا من مصر أكدوا أن لديهم مليوني منخرط وأنهم مستعدون إلى خوض المعركة إلى الآخر.
وسبق أن أعد التنظيم الدولي في اجتماعات سابقة بتركيا خططا للانتقام من مصر، وكلها فشلت في أن تحول البلاد إلى حالة من الفوضى بسبب عزلتهم شعبيا خاصة بعد موجة العنف الأخيرة التي استهدفت الجامعات ورجال الشرطة، فضلا عن التنسيق الجلي بينهم وبين المجموعات المسلحة في سيناء.
وكانت “العرب” نشرت في عدد أمس تفاصيل عن خطة إخوانية جديدة لزرع الفتنة بالبلاد يوم 19 مارس/ آذار الجاري، ومن بين عناصرها محاولة اغتيال المشير السيسي.
لكن مراقبين أكدوا أن الإخوان لا يعرفون الواقع المصري، وأن خطط الاجتماعات السرية وأوامر قيادات تعيش خارج مصر لا يمكنها أن تنجح بسبب رفض المصريين أي تدخل خارجي في شؤونهم، وفي ظل الشعبية الكبيرة التي يحوزها المشير السيسي الذي يصفه الشارع المصري بأنه بطل تغيير الثالث من يوليو الذي أنقذ مصر من حكم الإخوان.
يشار إلى أن إسطنبول التركية تحولت في الأشهر الأخيرة إلى قبلة لوجوه إخوانية كثيرة بعضها لا يرى، وبعضها يغلف حضوره بإلقاء محاضرات أو تقديم كتاب، أو تلقي دعوة من مؤتمر علمي.
ومن الشخصيات التي دأبت على زيارة إسطنبول بشكل مستمر، نذكر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، والذي تقول التسريبات إنه أصبح الرجل الأول في التنظيم الدولي.