الجامعات المغربية تحتل رتباً متدنية دولياً
احتلت الجامعات المغربية رتباً متأخرة في تصنيف تقرير جديد أصدره المجلس الوطني للبحوث الإسبانية لسنة 2014، حيث جاءت جامعة محمد الخامس أكدال بالرباط كأول جامعة مغربية في المرتبة 3281 من ضمن 22 ألف جامعة في العالم.
وتبوأت جامعة محمد الأول بمدينة وجدة المرتبة 4088 عالمياً، تلتها جامعة الحسن الثاني عين الشق بالدار البيضاء في المرتبة 4376 عالمياً، بينما أتت جامعة عبد المالك السعدي بتطوان في المرتبة 4454 عالميا، وجامعة القاضي عياض بمراكش في الرتبة 5293.
وقال لحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي المغربي، في تصريح مقتضب لـ “العربية.نت” إن الحكومة تعمل حالياً على تجميع الجامعات المغربية في أقطاب كبرى، وهو ما سيكون له أثر إيجابي على تصنيف الجامعات المغربية ضمن جامعات العالم في المستقبل القريب.
وأقر الوزير أن “الإنتاج العلمي الحالي في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالمغرب لا يسمح بالوصول إلى العتبات المطلوبة نتيجة لتشتته، بالرغم من غناه على المستويين الكمي والنوعي”.
لكريني: واقع مختل
ومن جهته، قال الدكتور إدريس لكريني، أستاذ الحياة السياسية بجامعة مراكش، في تصريحات لـ “العربية.نت”، إن هذا التصنيف المتدني لا يعتبر مفاجئا ولا يدعو للاستغراب، باستحضار واقع الجامعات والبحث العلمي بالبلاد من حيث الاختلالات التي تواجههما على أكثر من صعيد”.
وأفاد لكريني أن “الهيئات التي تصدر هذه التصنيفات غالبا ما تعتمد على مجموعة من المؤشرات في علاقتها بالمنشورات والاختراعات والانفتاح على قضايا المجتمع والإشعاع العلمي، ومدى تحويل النتائج إلى استثمارات، وهي بذلك تقدم للدول وصانعي القرار خدمة مجانية يفترض الاستفادة منها لأجل تجاوز الجمود الحاصل في هذا الشأن”.
وتابع أن “التقارير الوطنية والتحذيرات التي تصدر عن الباحثين أنفسهم تنامت بصدد الوضعية المزرية التي تعيشها الجامعات المغربية”، مشيرا إلى تنبيه العاهل المغربي في إحدى خطبه إلى ضرورة اعتماد إصلاحات جذرية لقطاع التعليم العالي، وتجاوز المقاربات الآنية والسطحية”.
واستطرد المتحدث بأن “الوضعية الراهنة للجامعة المغربية هي نتاج للسياسات “الإصلاحية” المرتجلة والاستعجالية والمناسباتية، والتي كشفت الممارسة إفلاسها في دول لا زال المغرب ينقل منها هذه التجارب”.
وخلص لكريني إلى أن “هذا التصنيف الجديد هو رسالة أخرى يفترض أن تلتقطها الحكومة الحالية باتجاه بلورة إستراتيجية واضحة تدعم انتشال الجامعة المغربية من المأزق الذي تعيش فيه حاليا، بما يفوت فرصاً على الدولة والمجتمع”.