الخلافات تنخر اتحاد المغرب العربي بعد 25 عاما من تأسيسه

 

التطوّرات الأخيرة التي عرفتها المنطقة المغاربية تحيي في النفوس عودة الحلم المغاربي

مرة أخرى وتجاوز الخلافات بين دول الاتحاد الخمس.

عن صحيفة العرب  [نُشر في 18/02/2014، العدد: 9473،

 

تونس – لا يزال قطار اتحاد المغرب العربي، الذي تمّ تأسيسه في مدينة مراكش المغربية قبل 25 عاما، تعوزه إرادة سياسية صلبة لتجاوز الخلافات القائمة بين دوله الخمس وتحول دون تحقيق اندماج مغاربي حقيقي.

وجاءت التطوّرات الأخيرة التي عرفتها المنطقة المغاربية، خلال ما عرف بـ”الربيع العربي”، لتحيي في النفوس هذا الحلم المغاربي مرة أخرى، غير أنّ حالة الانفلات الأمني التي حلّت بكلّ من ليبيا وتونس وانتشار ظاهرة الجماعات الإرهابية واستمرار دعم الجزائر لكيان “جبهة البوليساريو” للنيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كلٌّ ذلك لم يسمح بتحويل حلم الشعوب المغاربية إلى واقع ملموس.

وقال منار السليمي، الأستاذ بكلية الحقوق أكدال بالرباط ورئيس المركز المغاربي للدارسات الأمنية وتحليل السياسات، “إن الاتحاد المغاربي لم يتطوّر على الرغم من التحوّلات الدولية منذ نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي”.

واعتبر أنّ التحوّلات الإقليمية للسنوات الأخيرة كشفت أنّ “شلل هذا التنظيم المغاربي بات يخلق مجموعة من المخاطر الأمنية، نظرا لكون هذه الفترة شهدت تجمع شتات تنظيم القاعدة في المنطقة المغاربية، ووقع نوع من الالتقاء بين الجماعات الإرهابية وتجار الأسلحة والمخدرات وميلاد تنظيم أنصار الشريعة المتشدد في ليبيا وتونس… ومحاولة الجزائر عزل المغرب عن القضايا الأمنية في الساحل”.

وأوضح السليمي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنّ هذه التحولات “تلتقي مع غياب الدولة في ليبيا بعد انهيار نظام القذافي”، مشيرا إلى أنّ الجنوب الغربي لليبيا أصبح يشكل منطلقا لكل التنظيمات الإرهابية نحو مالي وجبال الشعابني في تونس، إضافة إلى إصرار الجزائر على الاستمرار في دعم كيان “البوليساريو”. ومن جانبه، أكّد مولاي هشام الإدريسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس أكدال، أنه “باستثناء الجزائر التي لها نظام عسكري يتحكّم في دواليب الدولة، فإن الدول المغاربية الأخرى عاشت ربيعا عربيا تختلف ملامحه ونتائجه من بلد إلى آخر”.

وأضاف أنّ المغرب استطاع تجاوز المرحلة بإدخال إصلاحات استراتيجية وحيوية في نظامه السياسي والاجتماعي من خلال وضع دستور جديد ساهم في تسريع وتيرة الانتقال الديمقـراطي الحقيقي، وهو نفس الاتجاه الذي انهجتـه تونـس بعد إقرارها لدستور جديد، ليبقـى الوضـع غير واضح في ليبيا، في ظل تعــدّد التصـورات والطروحات، ما يجعل الطريق أمامها ما يزال طويلا”.

يُذكر أنّ اتحاد دول المغرب العربي كان قد تأسس في 17 فبراير عام 1989 بمدينة مراكش المغربية في قمة تاريخية، جمعت وقتها كلّا من العاهل المغربي الحسن الثاني، والرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد، والقائد الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، والرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…