أ.د. ناصر احمد سنه/ كاتب وأكاديمي من مصر…
عن موقع موسوعة الاعجاز العلمي قي القران
الدول والأمم شأنها شأن الأفراد والمجتمعات.. الاعتذار واجب علي المُخطئ، وحقٌ “معنوي” مكفول لصاحبه، فضلا عن حقوقه “العينية / المادية” التي لا تسقط يالتقادم. إن “ثقافة الاعتذار” التزام جاد لتقويم سلبيات وأخطاء، وهي “سلوك حضاري”، يتطلب جرأة أدبية، تغالب مقولة:”الاعتذار انكسار” ، ورغبة صادقة في “التصالح” مع ما كان، وتحسين “التواصل/ التعايش” فيما هو آت. أما قبوله فدليل وعي ونضج فكري، وتسامح )من دون لوم أو تقريع أو توبيخ) يزيد من أواصر التقارب والتفاهم بين الدول والمجتمعات والأفراد. قد يعتبر البعض أن اعتـذار الشعوب والدول ما هو إلا تخطيطاً مُحكماَ يستهدف التقليل من ردات فعل الـرأي العام، العالمي والمحلي، والظهور بمظهر “الآثـم النـادم”..تهرباً من استحقاقات أكبر. إن ملابسات الاعتذار، وتبعاته إنما تعكس ثقافـة الشعوب وقادة الدول والأمم المعتذرة.
يعتبر الاعتذار في اليابان– بما فيه اعتذار الرؤساء لمرؤوسيهم- أمراً عادياً، وجزء من سلوك الناس اليومي. وقد اعتذرت اليابان للدول التي احتلتها في جنوب شرق آسيا، واعتذرت عن ممارساتها تجاه أسرى الحرب البريطانيين. كما اعتذرت ألمانيا وفرنسا سويسرا عما كان من جرائم النازي. وحاكم المثقفون الفرنسيون دولتهم على ماضيها الأسود في الجزائر وتقدموا بالاعتذار، واعتذرت الولايات المتحدة أيضا لأفريقيا عن قرون من تجارة العبيد. وها قد جاء دور أسبانيا مع “الموريسكيين”.
بعيدا عن الشجن / التحسر الذي يُستحضر كلما ذكرت “الأندلس” وفقدانها.. تأتي هذه السطور ـ كاستقراء تاريخي موضوعي أسعف في تجليته الحقيقية بعض المستشرقين الأسبان، والاختصاصيين المُنصفين، تتذرع بالفطنة لا “الفتنة” التاريخية ـ لنفي كبير لبقايا شعب عمرّ القارة الأوربية ـ لنحو ثمانية قرون ـ بالفكر والفن والأدب والفلسفة.
“الموريسكيون” أو “الموريسكوس” بالقشتالية هم الأسبان المسلمون وأحفادهم (المُدجنين) ممن ظلوا بإسبانيا بعد سقوط مملكة غرناطة 1492م، وتعرضوا للتنصير القسري؛ بمقتضى مرسوم ملكي مؤرّخ في 14 فيفري،1502 ، 6شعبان907 هـ. (راجع د. صلاح فضل: ملحمة المغازي الموريسكية: دراسة في الأدب الشعبي المُقارن، مؤسسة مختار للنشر بالقاهرة، 1992، ص:12-13).
الموريسكيون.. و”رد الاعتبار”:
بعد قرون على طردهم من الأندلس، تحرك البرلمان الإسباني مؤخرا لكي يعيد فتح أبرز صفحات تاريخ إسبانيا قتامة، ليخفف من وطأته التي تطارد الذاكرة الإسبانية إلي اليوم. وضع الحزب الاشتراكي أمام لجنة الخارجية في البرلمان الأسباني مشروع قانون ينص على “رد الاعتبار لأحفاد الموريسكيين الذين طُردوا بشكل جماعي” في أبشع المشاهد التي يندى لها جبين الإنسانية، لما تخلل ذلك الطرد من أعمال القتل والتنكيل والاغتصاب والإغراق في مياه البحر، التي ذهب ضحيتها عشرات المئات منهم.
لقد كان طرح مثل هذه المشاريع بقوانين ـ حتى وقت قريب ـ أحد “محظورات” السياسة الإسبانية. لكن الآن يعد تعبيرا عن قدرة الأسبان على فتح دهاليز ماضيهم المتنوع (نحو الهنود الحمر في الأمريكيتين، ومسلمي الأندلس، والحرب الأهلية الخ) والتخلص من العقد تجاههم. لقد جاء المشروع في سياق سلسلة من المبادرات التي أقدمت عليها الحكومة، التي يقودها الحزب الاشتراكي نفسه صاحب المشروع، ومن بينها “قانون الذاكرة” الذي أعاد فتح ملف الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي، وكذا القانون المتعلق بالرموز السياسية التي ترجع إلى مرحلة الجنرال فرانسيسكو فرانكو، والذي تم بموجبه إلغاء العديد من تماثيل الجنرال السابق في ساحات بعض المدن الإسبانية.
ينص مشروع القانون المشار إليه على:” رد الاعتبار لأحفاد الموريسكيين، الموجودين في المغرب بخاصة (أكثر من 4 ملايين بالمغرب من أصل 35 مليونا حسب إحصاء 2007، موزعين على عدد من مدن الشمال المغربي)، وفي بعض البلدان المغاربية (تونس والجزائر)، وهناك البعض الآخر في بلدان المشرق. ويوصي بتقوية العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية مع الموريسكيين المغاربة، لكنه لا يذهب إلى حد مطالبة الدولة بالاعتذار الرسمي عن تلك الجريمة، أو تعويض أحفاد المطرودين اليوم مقابل ممتلكات أجدادهم التي سلبت منهم، أو تمكينهم من الحصول على الجنسية الإسبانية”. ويرى بعض المسئولين عن المنظمات الحقوقية والمدنية الإسلامية في إسبانيا أن المشروع، وإن كان يساويهم باليهود السفارديم (الشرقيين) الذين طردوا من الأندلس قبل خمسة قرون بعد صدور قانون بهذا الشأن عام 1992، إلا أنه “لا يشير إلى ضرورة اعتذار إسبانيا للمسلمين مثلما اعتذرت لليهود الأسبان قبل 17 عاما”. لكنهم يأملون أن يكون هذا المشروع خطوة أولى في الطريق الصحيح، كونه: “أعترف بأن الإسلام شكل جزءا من الهوية الإسبانية”.
بنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا.
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا.
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!.
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا. (ابن زيدون).
جاءت هذه الخطوة أيضا في سياق التحركات التي يقوم بها أحفاد الموريسكيين في المغرب وخارجه، للتذكير بالتزامات إسبانيا الحديثة تجاههم. فقد عقد الموريسكيون المغاربة في عام 2002 أول مؤتمر من نوعه حول هذا الموضوع بمدينة شفشاون، طالبوا فيه إسبانيا بالاعتذار لهم، كما دعوا إلى الاهتمام بأوضاعهم التي رأوا أنها تشكل جزءا من تاريخ إسبانيا. وهاهي رئيسة المجلس الإقليمي لغرناطة: تعتذر لأحفاد الموريسكيين الأندلسيين، وتدعو لتأسيس معهد ملكي للدراسات الموريسكية بشفشاون معقل هجرات المورسكيين.
كما يأتي بعد أن بات العديد من المؤرخين المختصين، من الأسبان وغيرهم، يدرسون ـ بموضوعية تاريخيةـ تلك المرحلة بالنقد والتحليل سعياً لمحو “الصورة السلبية” التي علقت بالذهنية الجماعية للأسبان عن الموريسكيين. كما يعتبرون أن هؤلاء المسلمين الأسبان الذين طردوا قبل 400 عاما لم يكونوا غرباء عن البلاد، بل كانوا أسبانا اعتنقوا الإسلام، بل إن شريحة واسعة منهم لم تكن تعرف حتى اللغة العربية، وذلك ردا على دعاوي :”إن الموريسكيين هم عرب ومسلمون جاؤوا مستعمرين لإسبانيا من خارجها وتم إرجاعهم من حيث أتوا بطردهم” .
رحلة “الهجرة، والتهجير”:
قبيل سقوط دولة الإسلام في الأندلس كانت الهجرة إلى بلد مسلم تعد في كثير من الأحوال هي الحل الأنسب، فقد رأى نبلاء غرناطة أن الأمور في بلدهم تسير من سيئ إلى أسوأ.وأن دولة الإسلام منهارة لا محالة. بدأ الناس في الهجرة ، وكانت لتلك الهجرة نتائج ملموسة، سواء على الذين هاجروا، أو على بعض البلاد التي هاجروا إليها. رحل الأندلسيون إلى تركيا ومصر وشمال إفريقيا وأوربا، بل وأمريكا التي كانت قد تم اكتشافها منذ قليل.
لم تكن هجرة الأندلسيين ذات أثر بارز فى بلد كمصر، فالمهاجرون قد استقروا فيها وصاهروا أهلها، وبعد فترة قصيرة لم يعد من الممكن التمييز بين المصري والأندلسي (عبد الرحيم عبد الرحمن: الأندلسيون في مصر، من واقع ملفات المحاكم الشرعية، مؤسسة التميمى للبحث العلمي، بزغوان، تونس). كذلك كان الوضع في بلد كتركيا.
لكن في شمال إفريقيا كان الوضع متميزا، فقد أقام المهاجرون في قرى ومدن خاصة بهم، شيدوها على غرار مدنهم التي هاجروا/ طردوا منها. كما ظلوا يتحدثون الإسبانية فيما بينهم، ولم يندمجوا في المجتمعات المغربية إلا بعد زمن طويل.كان لهجرة الأندلسيين نتائج ملموسة على المغرب العربي ، فقد نقل الأندلسيون إلى شمال إفريقيا ثقافتهم الخاصة بهم.
كانت إعادة تأسيس مدينة “تطوان” بطابعها الغرناطي الخالص على يد “المنظرى”، وهو نبيل غرناطى، هي أولى ثمار الهجرة الأندلسية إلى المغرب. ولما وصل الغرناطيون إلى شمال إفريقيا أعادوا هيكلة العمل البحري الذي تحول فى بعض الأحيان إلى وسيلة لكسب العيش. إن اشتغالهم، البرى والبحري، قد جعل من “تطوان” قبلة للمسلمين المضطهدين في أوربا.
كانت هجرة نبلاء غرناطة المسلمين إلى شمال إفريقيا سببا في وضع حد للتوسع البرتغالي على حساب بلاد المغرب العربي، وقد استطاع المغاربة –بمعاونة الغرناطيين المنفيين- تحقيق ما لم يستطيعوا تحقيقه بمفردهم. فالنصر على البرتغال فى معركة القصر الكبير عام 1578 إنما ترجع أسبابه الرئيسة إلى معاونة الأندلسيين. إن الأندلسيين –بالإضافة إلى تقديم المحاربين الشجعان للجيوش المغربية- كان من بينهم الوزراء ذوى الرأي، والصناع المهرة والجنود والتجار، هذا إلى جانب المسائل الفقهية التي أثارها الوافدون الجدد إلى المغرب، وقيامهم بترجمة العلوم الدينية. كل ذلك أسهم في أن يلمع بريق الأندلس في الشمال المغربي. لكن أن الصراعات الأهلية بين الغرناطيين أدت إلى ضياع نفوذهم في الشمال المغربي، كما أدت في السابق إلى ضياع دولتهم في إسبانيا بسقوط غرناطة الإسلامية.
تاريخ الموريسكيين: شريط أحداث
– في يوم الجمعة 23 من محرم سنة 897 هـ الموافق لـ 25 من نوفمبر سنة 1491 قام أبو عبد الله أخر ملوك بني نصر بإمضاء اتفاقية يتنازل فيها عن عرش مملكة غرناطة وعن جميع حقوقه فيها غير أنّه حاول انتزاع بعض الامتيازات لرعاياه ولمسلمي ما كان يعرف بالأندلس. ومن بين ما جاء في هذه الاتفاقية:
“أنّ للمُرُشْ أن يحتفظوا بدينهم وممتلكاتهم. أن يخضع المُرش لمحاكمة قضاتهم حسب أحكام قانونهم وليس عليهم ارتداء علامات تشير لكونهم مُرش كما هو حال عباءة اليهود. ليس عليهم دفع ضرائب للملكين المسيحيين تزيد على ما كانوا يدفعونه. لهم أن يحتفظوا بجميع أسلحتهم ماعدا ذخائر البارود. يحترم كل مسيحي يصبح مر ولا يعامل كمرتد. أن الملكين لن يعينا عاملا إلى من كان يحترم المرش ويعاملهم بحب إن أخلّ في شيء فإنه يغير على الفور ويعاقب. للمرش حق التصرف في تربيتهم وتربية أبنائهم”(راجع د. صلاح فضل: ملحمة المغازي الموريسكية: دراسة في الأدب الشعبي المُقارن، مؤسسة مختار للنشر بالقاهرة، 1992، ص:23).لكن ما إن استلم ملكي الكاثوليك غرناطة حتى شرعا في تنصير أهلها، وعهدوا هِداية (المُدَجّنين) إلى العقيدة المسيحية إلى القس هيرناندو دي تالابيرا أول أساقفة غرناطة. وانصبّ هذا الأخير على هذه المهمة فتعلم العربية. لكن بعد مضي عدد من السنوات قام ملوك الكاثوليك باستصدار مرسوم يجبر المسلمين واليهود على إمّا التنصّر أو الرّحيل قسراً، وتم إنشاء محاكم التفتيش بعد ذلك.
1492- يناير/ كانون الثاني: السلطان أبو عبد الله الصغير يسلم مفاتيح غرناطة واضعا بذلك نهاية للحكم الإسلامي في الأندلس الذي دام سبعمائة وإحدى وثمانين سنة.
– 30- مارس/ آذار : الملكان الكاثوليكيان يوقعان على قرار طرد كل اليهود من إسبانيا.
1499 – إقامة فرع لمحاكم التفتيش في غرناطة.
– الكاردينال فرانثيسكو خيمينيس دي ثيسنيروس يأمر بإغلاق المساجد.
– الشروع في التنصير الجماعي للمسلمين.
18- ديسمبر/ كانون الأول: اندلاع انتفاضة في حي البيازين في غرناطة احتجاجا على حملة التنصير.
1500 – يناير/ كانون الثاني: الانتفاضة تمتد إلى جبال البشرات بقيادة إبراهيم ابن أمية، لتستمر ثلاثة أشهر.
– في أواخر هذه السنة ستندلع انتفاضة أخرى حول بلدة بلفيق ووادي المنصورة بمنطقة ألمرية.
1501 – يناير/ كانون الثاني: إخماد انتفاضة بلفيق؛ واندلاع بؤرة أخرى في مرتفعات رندة.
– مايو/ أيار: إخماد انتفاضة رندة بعد تدخل الملك فرناندو على إثر مقتل أحد قياد جيشه الدون ألونسو دي أغيلار.
– بمشورة من الكاردينال ثيسنيروس، الملكة إيسابيل تأمر المسلمين باعتناق المسيحية أو مغادرة البلاد. لكنها ستفرض على الراغبين في الرحيل إتاوات وغرامات فادحة، وستطلب منهم التخلي عن أطفالهم الصغار؛ مما سيؤدي بالكثير إلى الدخول في الدين المسيحي,
– 12 أكتوبر / تشرين الأول: عدد هائل من الكتب العربية يتعرض للحرق في غرناطة بأمر ملكي؛
بتنصيرهم أصبح الموريسكيون خاضعين لمحاكم التفتيش
1502 – بدعم من الكنيسة الكاثوليكية في إسبانيا، الملكان إيسابيل وفرناندو يحظران رسميا ممارسة شعائر الدين الإسلامي في مجموع ممالك وأقاليم إسبانيا.
1503 – النبلاء في مملكة أراغون يطالبون بحماية مواليهم من المسلمين (“المدجنين” أو الموديخار).
1504- نوفمبر/ تشرين الثاني،20، وفاة الملكة إيسابيل.
1505 – إسبانيا تستولي على بلدة مرس الكبير على ساحل البحر شمالي الجزائر؛
1509 -ثيسنيروس يشارك في الحملة التي انتهت باحتلال وهران، لكنه يبتعد عن الميدان السياسي بعد خلاف دب بينه وبين الملك فرناندو أراغون.
1510 – بداية حملة حظر العادات الإسلامية.
1516 – وفاة فرناندو ملك أراغون.
– حفيده شارل دوق برغندي (كارلوس الأول أو الإمبراطور شارل الخامس فيما بعد) يستلم الحكم إلى جانب والدته المعروفة بخوانا الحمقاء؛
1517 – العثمانيون يستولون على مصر؛
1520-1521- المتمردون المنضوون تحت لواء طائفة تدعى “خرمانياس” يبدأون حملة تنصير قسرية للمسلمين في مملكة بلنسية التابعة للتاج الإسباني.
1525 – السلطات الدينية ترى أن اعتناق المسيحية قسرا لا يبطله.
1526 – شارل الخامس يأمر بتطبيق قرار “التنصر أو الهجرة” على مسلمي جميع ممالك إسبانيا.
– حظر جميع عادات الموريسكيين؛
– اندلاع حركات تمرد في بني الوزير وفي جبال اشبدان وفي لامويلا دي كورطس غربي وسط المملكة.
1556 – فيليبي الثاني يخلف والده المتنحي عن عرش إسبانيا.
1566 – مرسوم ملكي جديد لمكافحة العادات “الموريسكية”.
1568 – 24 ديسمبر/ كانون الأول اندلاع ما سيُعرف بحرب غرناطة.
1570 – يونيو/ حزيران: نهاية الحرب وإجلاء حوالي 100 ألف من موريسكيي غرناطة إلى داخل إسبانيا؛
حرب غرناطة الأهلية 1568-1570 كانت الفصل ما قبل الأخير في مأساة الموريسكيين.
1580- اكتشاف” ضلوع موريسكيين بإشبيلية في محاولة إنزال متطوعين من شمال إفريقيا عند مصب الوادي الكبير.
1582 – الكشف عن ضلوع موريسكيين في “مؤامرة” أخرى للحصول على دعم الجزائر.
1598 – فيليبي الثالث يعتلي العرش الإسباني بعد وفاة والده؛
1609 – أبريل/ نيسان انعقاد مجلسي الدولة والحرب حيث سيتقرر طرد الموريسكيين من كل إسبانيا.
– أبريل/ نيسان الملك يوقع على قرار الطرد؛ التوقيع على هدنة مع ثوار الأقاليم المتحدة (فلاندريا أو هولندا) البروتستانت بعد صراع مع القوات الإسبانية المحتلة دام بضعة عقود.
22- سبتمبر/ أيلول: إعلان النداء الملكي في بلنسية.
2- أكتوبر/ تشرين الأول: إبحار أول دفعة من الموريسكيين إلى وهران.
– 20 أكتوبر/ تشرين الأول: اندلاع انتفاضة بمنطقة لامويلا دي كورطس وسط غربي مملكة بلنسية.
– 23 أكتوبر/ تشرين الأول: اندلاع انتفاضة أخرى في منطقة الأغوار جنوب شرقي المملكة.
– 25 نوفمبر/ تشرين الثاني قمع الانتفاضتين.
– 10 ديسمبر/ كانون الأول: صدور مرسوم طرد موريسكيي مرسية.
– 12 ديسمبر/ كانون الأول: نهاية عمليات تهجير موريسكيي بلنسية رسميا.
1614-1610-تهجير موريسكيي باقي ممالك وأقاليم إسبانيا.
1614- فبراير/ شباط السلطات تعلن انتهاء عملية التهجير بعد طرد موريسكيي وادي رقوته بلامانتشا.
الموريسكيون: كتابات ودراسات، وندوات
كثيرة هي المراكز والدراسات والأعمال والندوات التي تناولت شان المورسكيين، وروائع الحضارة الأندلسية الباهرة منها: كتابات ميغيل دي سرفانتس، مثل دون كيشوت، و”الموريسكيون: حياة.. ومأساة إقليمية، (تاريخ مسلمي الأندلس) تأليف: أنطونيو دومينقير هورتز، برنارد بنثنت ترجمة، تحقيق: عبد العال طه – محمد الأصفر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر 2002، ورحلة أفوقاي الأندلسي، مختصر رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب 1611-1613، أحمد بن قاسم الحجري/أفوقاي، و”صبح البشكنسية أو الأندلس على عهد الحكم المستنصر والدولة العامرية”، سيمون الحايك،و”حركة المقاومة العربية الإسلامية في الأندلس بعد سقوط غرناطة”، عبد الواحد ذنون طه، و”الأندلسيون المواركة“، عادل سعيد بشكوي.
فالباحث الأسباني الراحل “غوثاليس بوستو” يؤكد: إن قراءة تاريخ ضفتي مضيق جبل طارق في القرن السادس عشر يدل على أن تاريخهما لا يمكن فصله، وعليه فإن دراسة تاريخ المغرب العربي ليست من باب التعرف على الآخر، بل هى ضرورة للتعرف على الذات. ومن باب نقد الذات: عاب هذا الباحث على المؤرخين الأسبان فى القرن السادس عشر عدم الاهتمام بمشكلة الأسبان المسلمين الذين عبروا المضيق واستقروا في شمال إفريقيا. أما المستعرب الإسباني “سيرافين كالديرون” فسبق إلي المناداة بدراسة الثقافة الموريسكية فى الشمال المغربي للتعرف على تاريخ إسبانيا بشكل كامل.ويلفت النظر في كتابات المؤرخين الأسبان رجوعهم إلى المصادر العربية كابن الخطيب وابن خلدون ، بالإضافة إلى ما خلّفه الكتّاب الأسبان المعاصرون لهما.
إن كثيرا من كبار المتخصصين (كالإسباني: دومينقير هورتز، والفرنسي: برنارد بنثنت وغيرهم) تبدو أعمالهم البحثية كـ “صورة من تأنيب الضمير الإنساني” الذي حمله الإسبانيون عبر أجيال، عارضين فيها ما كان منهم “مؤيداً” للطرد متعصب، و”مُبرراً” يحاول أن يلتمس الأعذار.. أو “معتذراً/ يدين” تلك الممارسات الظالمة.
جملة القول: هذا تطواف سريع لمعاناة الموريسكيين، هذا الشعب الأندلسي المسلم ابتداء من سقوط غرناطة عام 1492م، وحتى طرد بقايا هذا الشعب المنكوب من إسبانيا عام 1608م. وكثيرة هي الوثائق والإفادات الإسبانية والإسلامية، التي تعرض بشيء من الموضوعية لهذا الأمر.. إنصافاً لشعب عاني بسبب دينه ما عاني، وما زال ينتظر رد الاعتبار له.