رحيل محمد جسوس مؤسس المدرسة السوسيولوجية المغربية

 

 

 08.02.2014 نعيمة لمسفر | المغربية

 

توفي صباح أمس الجمعة، السوسيولوجي والقيادي الاتحادي محمد جسوس، بالرباط عن عمر يناهز 75 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعد الراحل محمد جسوس، الذي كان أحد رجالات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مدرسة لعلم الاجتماع في المغرب، أشرف على تكوين أجيال من الباحثين في هذا المجال.

ازداد جسوس بفاس سنة 1938، وحصل على شهادة علم الاجتماع من جامعة “لافال” الكندية سنة 1960، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة برينستون سنة 1968، وبعدها التحق ببلده المغرب سنة 1969، ليعمل أستاذا لعلم الاجتماع بجامعة محمد الخامس بالرباط، عين بها أستاذا مدى الحياة سنة 2004، حيث ظل يشرف على عدد من الدراسات والبحوث الجامعية. وكان بيت الراحل، في حي أكدال بالرباط، مفتوحا في وجه الطلبة والباحثين، الذين تتلمذوا وتخرجوا على يديه.

وشكل محمد جسوس علامة فارقة في تاريخ السوسيولوجيا المغربية، بالنظر إلى الدور المتميز الذي لعبه منذ نهاية ستينيات القرن الماضي في تكوين أجيال عديدة من السوسيولوجيين.

ويعرف عن الراحل أنه لم يكن يلهث وراء المناصب أو الأجر المرتفع، بل كان يربط السياسة بالاعتبارات الأخلاقية والفكرية، التي بإمكانها تحقيق التغيير وإصلاح المجتمع، وهذا ما جعل منه رجلا سياسيا يحظى بالاحترام من الخصوم قبل الرفاق.

ناضل في صفوف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ سن مبكرة، ووصل إلى عضوية المكتب السياسي، وكان له الفضل، عندما كان عضوا بمجلس جماعة الرباط، في إعادة تأهيل مجموعة من الدواوير المهمشة.

كان رجلا جريئا في طرح الأسئلة المقلقة عن الانتقال الديمقراطي وعن التغيير الحقيقي، ومثقفا يمارس السياسة بشكل مختلف، ويدعو الجميع لربط السياسة بالقضايا الكبرى، ولم ينج بيت الاتحاديين من انتقاداته في محاولة لوضع الأصبع على مكمن الخلل، وحلم بمغرب ينعم فيه الجميع بالكرامة والحرية والمواطنة.

أسست كتاباته خطابا سوسيولوجيا يتميز بالعقلانية والحس النقدي، ومن أبرز كتاباته “تحديات السوسيولوجيا بالمغرب”، و”رهانات الفكر السوسيولوجي بالمغرب، طروحات حول المسألة الاجتماعية”، و”طروحات حول الثقافة والتربية والتعليم”. وهو الذي بلور نظرية “العلاقات الزبونية” ودورها وتأثيرها في المجتمع المغربي.

ورغم المرض، ظل الراحل يحافظ على حماسه وإيمانه بالتغيير، من خلال الانخراط في العمل السياسي، وكان قدوة لشباب الجامعة المهتمين بدراسة السوسيولوجيا.

***************************************************************************

 

المناضل الإشتراكي و عالم الإجتماع المغربي، الأستاذ محمد جسوس، في ذمة الله

عن صحيفة نبا بريس

 

توفي اليوم، بالرباط، عالم الإجتماع المغربي، الأستاذ محمد جسوس، تاركا وراءه تراثا من الدراسات و الأبحاث و النظريات، و أجيالا من الأساتذة و المناضلين، الذين درسوا على يده، في كلية الآداب بالرباط، أو تابعوا تنظيراته، من خلال الإجتماعات الحزبية، داخل الإتحاد الإشتراكي، الذي كان عضوا بمكتبه السياسي، لمدة سنوات، قبل أن يقعده المرض.
و الأستاذ محمد جسوس، الذي كان يجمع بين التدريس و النضال السياسي، تابع دراسته الجامعية، في الولايات المتحدة في جامعة برينستون، التي نال فيها الدكتوراة، في علم الإجتماع، و بعد أن قام في التدريس بها، لمدة وجيزة، إلتحق بالمغرب، ليصبح أستاذا بكلية الآداب بالرباط، حيث كان، رفقة الأساتذة عبد الكبير الخطيبي، و بول باسكون، من رواد المدرسة المغربية الجديدة، في هذا التخصص.
و إلى جانب نشاطه الأكاديمي، كان الفقيد عضوا في حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حيث ناضل من أجل تطوير الحركة العمالية، و اهتم بقطاع الشبيبة الإتحادية، حث كان مكلفا به من طرف القيادة ، كما لعب دورا مهما في المكتب السياسي.
و من أشهر الإشكالات التي طورها الأستاذ محمد جسوس، ما يتعلق بالزبونية، حيث درس المجتمع المغربي، على ضوء هذه النظرية، معتبرا أن النظام المخزني، يعيد إنتاج ما يسمى في علم الإجتماع، بالباتريمونيالية الجديدة، لكن بأسلوب تقليدي، ترتكز على بنية السلطة و الشبكات و الولاءات، التي تطورت في نظام الحسن الثاني.
و قد ترك الفقيد عددا كبير من الأبحاث و الدراسات غير منشورة، الجزء اليسيرمنها جمعا طلابه من الأساتذة، و الجزء الأكبر مازال محتفظا به.

نبأبريس 07-02- 2014 ..

******************************************************************

 

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…