ستفقد جماعة «ليالي الخميس» أحد أبرز أفرادها بعد أن أسلم سمحمد جسوس الروح اليوم الجمعة.
هو السوسيولوجي الذي عاش حياته باحثا في ظواهر مجتمعنا وأزماته المرتبطة بالديموقراطية والثقافة والتعليم… استهوته أدوات التحليل السوسيولوجية فتعقبها مسافرا إلى كندا وأمريكا حيث حصل على الدكتوراه في علم الاجتماع نهاية الستينيات، ثم عاد ليجس بهذه الأدوات جسد المجتمع ويبحث في علله.
صارع باستمرار كي تكون تحليلاته محايدة هو العالم الموضوعي العارف بانزلاقات العلوم الانسانية نحو الذاتية، لذلك كان كلما شعر بالميل إلى ذلك انحرف نحو حماسة المناضل السياسي الذي خبر متاهات العمل الميداني داخل حزب القوات الشعبية. هو الذين كان يقول دائما «أنا دخلت للسياسة باش نعمل فيها الآجر لاعتبارات أخلاقية وفكرية.. فالموضوع الأساسي ليس هو الوصول إلى السلطة بل هو تغيير المجتمع والمساهمة في الاصلاح».
ساهم سمحمد جسوس في ولادة سوسيولوجيا مغربية رغم أنه لم يستطع تدوين إنتاجه العلمي الذي احتفظت به عقول طلابه من خريجي جامعة محمد الخامس، مخلفا بذلك نهجا بصم على تميزه في تحليل وفهم المجتمع المغربي، لذلك فإن شمعته لم تنطفأ أمس إلا كي توقد العشرات من الشموع ممن سكنتهم أفكار سمحمد وهواجسه السوسيولوجية.
سيظل مقعده في جماعة «ليالي الخميس» فارغا بعد أن صاحبهم منذ السبعينيات، هي سميت بذلك لاتفاق أفرادها على الاجتماع كل ليلة خميس يتجاذبون أطراف الحديث حول قضايا سياسية واقتصادية وفكرية تهم الوطن. في السنة الماضية غادرهم صديقهم الفلسطيني واصف منصور واليوم رحل سمحمد جسوس