طبول الحرب تدق بين الأحزاب السياسية في خمس دوائر انتخابية من المزمع أن تكون مسرحا لاقتراع جزئي بعد إلغاء المجلس الدستوري لمقعد برلماني بكل واحدة منها. الحملة الانتخابية من المنتظر أن تبدأ يوم غد الجمعة في تلك الدوائر بعد أن تستكمل الأحزاب وضع ترشيحاتها لدى السلطات المحلية.
أولى الدوائر التي سيحتدم فيها الصراع هي دائرة سيدي قاسم والتي توصف بدائرة رجال المال والأعمال النافذين، ويتنافس فيها مرشح الحركة الشعبية بوبكر بنزروال، أحد أكبر رجال الأعمال بالمنطقة، والاستقلالي الحافظ محمد، رغم كونهما ينتميان إلى الأغلبية الحكومية، احتدم التنافس بين الحزبين حول المقعد البرلماني وصل حد تبادل الاتهامات، كل ذلك بعد أن أحس حزب الميزان أن حزبي الكتاب والمصباح سيتحالفان ضده في الدائرة التي ألغى المجلس الدستوري مقعدا فازا به في الانتخابات التشريعية لـ 25 نوبنر 2011. ويدخل دائرة التنافس أيضا كل من عبد النبي العيدودي عن حزب التنمية والبيئة، وحميد أودينا عن حزب المجتمع الديمقراطي وعبد العزيز لعلج عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رئيس لكدالي.
حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال كان أول من أطلق سهام النقد صوب عامل الإقليم واتهمه بأنه «يشرف شخصيا على بداية تزوير الانتخابات الجزئية»، وردت عليه جريدة الحركة، لسان حزب السنبلة، بأنه «خرق سافر لأخلاقيات العمل السياسي والانتخابي»، بل «ومطية للترويج لمرشحها بطريقة غير مباشرة باستعمال كل وسائل التدليس والافتراء»، واستنكرت إقحام أمينه العام امحند العنصر وزير الداخلية في الموضوع، واعتبرت الدائرة «معقلا من معاقلها»، وأن حزب الحركة متجذر لا يحتاج إلى دعم أية جهة كيفما كانت».
رغم احتدام الصراع بين الحزبين المكونين للأغلبية الحكومية، فإن حزب رئيس الحكومة اختار على العكس مساندة حليفه التقدم والاشتراكية، فبعد أن كافأه بأربعة مقاعد وزارية، قرر مساندة حزب الكتاب في الانتخابات الجزئية في دوائر سيدي قاسم وأزيلال واليوسفية، كل ذلك ليتمكن حليف البيجيدي من الحفاظ على فريقه البرلماني بمجلس النواب بعد أن فقد مقعده بدائرة اليوسفية وأصبح لزاما عليه الحصول على مقعد جديد ليضمن توفره على 20 مقعدا ،وهو النصاب الذي يشترطه القانون الداخلي لمجلس النواب لتشكيل فريق نيابي.
حزب التقدم والاشتراكية سيقدم مرشحين في الدوائر الخمس، وسيرشح بدائرة سيدي قاسم عبد النبي ساليكان عضو اللجنة المركزية للحزب سابقا والبرلماني السابق أيضا، وفي دائرة اليوسفية، سيرشح حافيظ الترابي ، وهي الدائرة التي فقد فيها عبد المجيد العزوي مقعده بعد أن قرر المجلس الدستوري قبول الطعن فيه وعلل قراره بمحاولة الحصول على أصوات الناخبين عن طريق تقديم منافع، فيما سيرشح الحزب بدائرة دمنات أزيلال عبد المجيد الرابحي رئيس جماعة أنزو وبدائرة سطات عضو اللجنة المركزية عبد الرزاق زاكي.
وسيكتفي حزب المصباح الذي فوض لأمينه العام اتخاذ القرار المناسب بشأن ثلاث داوائر لدعم مرشحي الكتاب بدخول غمار الاقتراع الجزئي بمرشحين فقط في دائرتي سطات ومولاي يعقوب وهما على التوالي عزيزي عبد الرحمان ومحمد يوسف.
ثاني الدوائر التي سيحتدم فيها الصراع هي دائرة سطات التي سيرشح فيها حزب التقدم والاشتراكية عبد الرزاق زكي أحد العاطلين من حاملي الماستر وهو رئيس «جمعية إدماج للمعطلين»، فيما يرشح العدالة والتنمية فيها عزيزي عبد الرحمان النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي وينافسها كل من حسن بلبصير الرئيس السابق لبلدية سطات عن حزب الأصالة والمعاصرة والهرامي نجل الهرامي الأب عضو مجلس الجهة والبرلماني السابق عن حزب الحركة الشعبية والدوادي محمد رئيس جماعة كيسر عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وبلغت حمى الانتخابات الجزئية بدائرة دمنات أزيلال ذروتها مع أول يوم لإيداع وثائق الترشيح حول هذا المقعد الذي يتنافس عليه كل من ميمون بوشبورة عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وعبد الغفور احرارد عن حزب الاستقلال، ونور الدين السبع عن حزب الأصالة والمعاصرة، وعبد المجيد الرابحي عن حزب التقدم و الاشتراكية في تحالف مع حزب العدالة والتنمية، والحاج الموحي عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وتوفيق عبد الوهاب عن حزب الاتحاد الاشتراكي .
وإلى جانب مرشح التقدم والاشتراكية السابق الذكر، قدم ترشيحه بدائرة اليوسفية عواد عبد الرحيم عن جبهة القوى الاشتراكية وأيضا يوسف الرويجل عن الأصالة والمعاصرة . وينتطر أن يضع مرشحو أحزاب أخرى ترشيحاتهم أمس واليوم في صراع للظفر بمقعد برلماني، قبل أن تبدأ عند منتصف يوم الجمعة الحملة الانتخابية في انتظار موعد الثامن والعشرين من الشهر الجاري ، موعد الاقتراع