تلاميذ المغرب يثورون على وزارة بلمختار في أسبوع غضب تلاميذي..
تطبيق “مسار” قرار حكومي انفرادي يخلق الفتنة بين فئات الشعب المغربي
|
تجتاح احتجاجات واسعة للتلاميذ مجموعة من المدن المغربية ضد “مسار”، البرنامج المثير للجدل الذي أطلقته أخيرا وزارة التربيّة الوطنيّة. فانطلاقا من العاصمة الرباط، وعلى مقربة من منزل رئيس الحكومة في حي الليمون، خرج أمس الخميس، عشرات التلاميذ إلى الشارع للاحتجاج أمام نيابة التربية بالرباط، رافعين شعارات تطالب بإلغاء البرنامج لما يرون فيه من “تمييز بين أبناء الشعب في المدارس العمومية وأبناء الأغنياء في المدارس الحرة”.
نفس الاحتجاجات شهدتها مدن مغربية أخرى على امتداد الأسبوع الذي نوعده، مثل سلا، حيث تجمهر عشرات التلاميذ صباح اليوم الجمعة أمام نيابة التربية بعدما جابوا عددا من شوارع المدينة مرددين شعارات منددة بوزارة بلمختار، إثر قرارها تَطبيق برنامج “مسار” بشكل مباغت. ذلك في استجابة لدعوة أطلقتها هيئات مثل منظمة الشبيبة المدرسية للخروج في مظاهرات سلمية ضد القرار، وواكب الاحتجاجات حضور أمني مكثف لعناصر الشرطة والقوات المساعدة.
ويحتج تلاميذ المؤسسات التعليمية على إعداد البرنامج وتطبيقه دون إشراك من يعنيهم الأمر بالدرجة الأولى وهم فئة التلاميذ أنفسهم، ما جعل هؤلاء يعتبرون مسؤولي الوزارة “يريدون أن يحطّمونا من خلال قرارات يتخذون دون إشراكنا، بل إنهم لا يكلفون أنفسهم حتى عناء إبلاغنا قبل مدة كافية”، كما يقول معاد تلميذ بثانوية محمد بن الحسن الوزاني التأهيلية بسلا لـ”العلم”، مضيفا “أليس من حقي كتلميذ أن أكون طرفا في اتخاذ قرارات تهم مستقبلي ودراستي؟”.
كما يؤاخذ التلاميذ وولاة أمورهم على الوزارة كونها عوض أن تأتي وتطبق برنامج “مسار” فجأة، إذ لم يتم إخبارهم إلا 15 يوما فقط قبل الشروع في تطبيقه، ما جعل هؤلاء يجهلون إلى حد الساعة الكثير عن مضامينه المتعلقة بالتنقيط مثلا، كان عيها في المقابل اتخاذ التحضيرات والعدة اللوجستية والبشرية اللازمة الأمر كهذا.
في هذا السياق، اعتبر الكاتب العام للشبيبة المدرسية، مصطفى تاج أن تطبيق “مسار” اتسم بالارتجالية في ظلّ غياب تهيئة وسائل تنزيله وظروف إنجاحه. رغم تعليل الوزارة الوصية للمسألة بكونها تستهدف إدماجَ تكنولوجيات المعلومات والاتصالات في المنظومة التربوية، وتطوير آليات وأساليب عمل الإدارة التربوية وتعزيز دور الحكامة في نظامها، وضمان مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع التلميذات والتلاميذ.
وأضاف تاج في اتصال مع “العلم” أننا في الشبيبة “لسنا ضد رغبة البرنامج في التجديد والرقمنة، ولكننا ضد تنزيله بهذه الطريقة الارتجالية والمستعجلة دون التوفر على وسائل التنزيل وظروف النجاح”، وتساءل تاج “كيف يمكن تطبيق برنامج كهذا، دون توفير مسبق للعدة اللوجستيكية وللتكوين المعلوماتي للأساتذة والاداريين؟”.
وشدد ذات المتحدث، على اعتراض الشبيبة على شخصنة القطاع، “فلا يعقل أن كل وزير جديد يأتي يتخذ من تلاميذ المغرب فأر تجارب دون مراعاة لمصالحهم”، مضيفا “كنا نتوقع خاصة بعد الخطاب الملكي الأخير أن يتم التعجيل بإصلاح منظومة التربية في بلادنا، لنتفاجأ بتعيين الحكومة لرجل سبعيني أحيل على التقاعد منذ سنوات”، مستغربا صمت الوزير بلمختار ووزيره المنتدب عن التفاعل مع “أسبوع الغضب التلميذي ودن الإدلاء بأي بيان أو تعليق”.
كما استنكر تاج، ما أقدمت عليه الحكومة من سياسة تقشفية بتقليص الموارد البشرية الخاصة بالوزارة من 8 إلى 7 آلاف منصب، فضلا عن تقليص 500 مليون درهم من ميزانية الاستثمار الخاصة بها، وهو أمر غاية بالخطورة يقول رئيس الشبيبة المدرسية، بالنظر لواقع الاكتظاظ الذي تشهده المدرسة العمومية الذي لا يبشر بخير مع هذه الحكومة.
عبد الناصر الكواي
عن جريدة العلم