esjc assabahجريدة الصباح المغربية

الاثنين, 24 ديسمبر 2012 12:06
أرسل لصديقكطباعةصيغة PDF

 

بعث إشارات إلى حلفاء الحزب وخصومه وتحدث عن الانتخابات والتشويش على انتخابه كاتبا أول للحزب

بعث إدريس لشكر إشارات إيجابية إلى منافسيه في انتخابات الكتابة الأولى للاتحاد الاشتراكي، قائلا لن أمارس الفيتو على أحد و»لن أتعامل بمنطق الأغلبية والأقلية، سنعتمد مبدأ القيادة القوية الشجاعة وليست التابعة، وأتمنى ألا يُخطئ الاتحاديون اختيار قيادتهم». وقال الكاتب الأول الجديد للاتحاد الاشتراكي، في أول خروج إعلامي خص به «الصباح»، إنه يشتغل على برنامج لقاءات بعدد من القيادات التاريخية للاتحاد الاشتراكي، بينهم عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي

ومحمد نوبير الأموي وعبد الواحد الراضي، كما ستشمل اللقاءات مصالحات مع كافة الاتحاديين.
واستغرب لشكر ما صدر عن منافسه أحمد الزايدي، معتبرا أن الأمر “محاولة للتشويش على العرس الاتحادي، وأنا أرفض الابتزاز والمساومات في مناقشة قضايا التنظيم”، بالمقابل استبعد لشكر أن يكون ما نسب إلى فتح الله ولعلو، بشأن المؤتمر، صدر عنه فعلا. وفي علاقة مع الأحزاب اليسارية، قال لشكر إن “هناك إشارات من أحزاب يسارية تؤكد ضرورة تجميع قوى العائلة الاتحادية واليسارية، وأنا متفائل بشأن توحيد العائلة الاتحادية”، مضيفا أن المعركة الأولى التي يجب أن يخوضها الحزب، إلى قوى المعارضة، هي قطع الطريق أمام أي تدليس أو نصب على الرأي العام بشأن موعد الانتخابات، مضيفا لذلك “سنبحث الأمر مع حلفائنا، لنجعل من هذه القضية معركة حقيقية، لأنه لا يحق للحكومة أن تحتفظ لنفسها بمواعد الاستحقاقات الانتخابية”. ونبه لشكر إلى المخاطر التي تتهدد البلاد جراء اختلال التوازن السياسي لصالح القوى المحافظة، محذرا أن هذا الاختلال قد يكون تمهيدا للاستبداد.

 

كيف تقرؤون ما يجري داخل الساحة السياسية عموما؟
أعتقد أن هناك مخاطر تتهدد البلاد، من خلال استمرار اختلال التوازن السياسي لصالح القوى المحافظة. هذا الاختلال قد يكون مدخلا وتمهيدا للاستبداد، إذ شاهدنا كيف أن رئيس الحكومة، يقوم بحملة انتخابية على قاعدة الحزب الديني، وكأن المناضلين في باقي الأحزاب غير متدينين.
في الشأن الحزبي، تعرضتم منذ انتخابكم كاتبا أول للاتحاد الاشتراكي، لانتقادات من داخل الحزب. فتح الله ولعلو قال إن المؤتمر شهد توظيفا للمال، وأحمد الزايدي اتهم جهات خارجية بالوقوف وراء انتخابكم؟
في الحقيقة أستغرب لما صدر عن الزايدي. أريد أن أعود إلى الوراء قليلا، فطيلة مرحلة التحضير للمؤتمر الحزبي، قدمت مجموعة من التنازلات، لأن الذي كان يهمني هو أن نصل إلى المؤتمر في حد ذاته. وكنت أسعى من خلال هذه التنازلات إلى الحفاظ على وحدة الحزب وإجماع مناضليه.
بالنسبة إلى الجهات الخارجية، فإنني لاحظت أنه طيلة التحضير كانت هذه الجهات تتدخل في عمليات التجييش، كما وقع في قلعة السراغنة، وحشد المؤتمرين لصالح مرشح بعينه، ومع ذلك كنت أعتبر أن الأخوة كلهم مؤتمرون، وأن منهم من قدم إلى الحزب من بوابة الانفتاح.
ما صدر عن الزايدي فاجأني، وأعتقد أنه محاولة للتشويش على العرس الاتحادي، وأنا أرفض الابتزاز والمساومات في مناقشة قضايا التنظيم. أما بالنسبة إلى ما نسب إلى فتح الله ولعلو، فأنا شخصيا، استبعد أن يكون صدر عنه ما يسيء إلى مؤتمر الاتحاد الاشتراكي، ولعلو ربما كان يشير إلى ما وقع أثناء التحضير للمؤتمر والإنزالات وعمليات التجييش التي وقعت يوم المؤتمر لصالح أحد المرشحين، والتي تحدثت عنها سلفا.
تربطك خلافات كثيرة مع عدد من القادة الاتحاديين، والمناضلين في أحزاب سياسية، كيف ستسعى إلى تذويب هذه الخلافات؟
حاليا، أشتغل على برنامج لقاءات سأقوم بها إلى عدد من القيادات التاريخية للاتحاد الاشتراكي، بينهم عبد الرحمان اليوسفي ومحمد اليازغي ومحمد نوبير الأموي وعبد الواحد الراضي، كما ستشمل اللقاءات مصالحات مع كافة الاتحاديين، سواء الغاضبين أو الذين تربطهم علاقات متوترة بسبب الخلافات حول تدبير بعض الشؤون التنظيمية في مرحلة من مراحل الحزب. شخصيا، تأسفت لغياب محمد الأشعري عن المؤتمر، وكنت أرغب أن يتقدم محمد الكحص بترشيحه لعضوية اللجنة الإدارية للاتحاد الاشتراكي، وأعترف أنه حتى في خندق أحمد الزايدي توجد أطر وكفاءات حزبية لا يمكن الاستغناء عنها.
ينبغي على كل اتحادية واتحادي أن يعي أن زمن الخصومات السياسية قد ولى. لا أخفي أنه كانت لدي سجالات داخل الحزب طيلة أربعين سنة، بعضها في المرحلة الطلابية وأخرى في مرحلة الشباب، لكن تلك صفحة طُويت، وسأكون أشد حرصا على إذابة كل آثار السجالات السابقة، لأنني مؤمن أن الاتحاد الاشتراكي أمانة في عنقنا جميعا. إن المسؤولية جسيمة تقتضي الحرص على تماسك الحزب.
ألا تعتقدون أنكم بهذا النهج ستُثيرون مخاوف أنصارك؟
الذين دعموني وساندوني دعموا مشروعا سياسيا كبيرا أساسه العمل على إعادة التوازن المختل في المشهد السياسي والحزبي. لقد أضحى ميزان القوى في اللحظة الراهنة لصالح قوى رجعية محافظة، والحقيقة الثانية أن مكانة الاتحاد الاشتراكي تراجعت في الحقل السياسي، لذلك لن يعترض من دعمني على أن ينفتح الاتحاد الاشتراكي على كل العائلة الاتحادية، بل إنهم سيكونون أول من يحثني على السير على هذا النهج، لأنه يخدم مصلحة ومستقبل الحزب. لا يمكن أن أتصور بعد فوزي بالكتابة الأولى للحزب أن لا أزور مناضلين اتحاديين من حجم نوبير الأموي، وعبد المجيد بوزوبع، وعبد الكريم بنعتيق، ومحمد الساسي، إنني أعتبر نفسي في موقع مسؤولية يحتم علي أن أتجاوز السجالات الماضية والتي كانت بلا شك عن حسن نية، رغم أنها قادت إلى تشرذم الاتحاد الاشتراكي، وإحساسنا بأن هذه التفرقة ألحقت أضرارا بالحزب يحتم علينا العمل على تجاوز خلافاتنا والالتفات إلى المستقبل، وأنا مطمئن وواثق من أن الاتحاديات والاتحاديين سيدعمون هذا التوجه. لن أتوجه إلى جلسة انتخاب اللجنة الإدارية دون أن ألتقي الأخ محمد جسوس والحبابي، إضافة إلى الأخ عبد الرحمان اليوسفي وعبد الواحد الراضي، ليس بدافع النوستالجيا، بمعنى ليس من منطلق أني أدعي القيام بشيء ما استثنائي، بل بهاجس تغليب المصلحة العليا للبلد ومصلحة الاتحاد الاشتراكي، لا بد أن ننبه إلى أن اختلال التوازن يُمهد للاستبداد، لذلك حينما أتحدث عن ضرورة إعادة التوازن، فإنني أستحضر ما وقع ويقع في بلدان مجاورة، بسبب غياب هذا التوازن. إن الملك الراحل الحسن الثاني لم يعمل على الإلغاء التام لنقيضه، بل كان يحرص دائما على الحفاظ على بعض التوازن لما فيه مصلحة للبلد، إن أخطر ما يهددنا هو اختلال هذا التوازن. إن ما وقع في إنزكان يعتبر مؤشرا على ذلك، إذ تم توظيف العامل الديني في الحملة الانتخابية للعدالة والتنمية. لقد سعى هذا الحزب إلى منح الانطباع بأنه حزب متدين، فهل بقية الأحزاب غير متدينة، هنا مكمن الخطورة التي أثيرها هنا. إننا نعتبر أنفسنا في الاتحاد الاشتراكي نقيضا لهذا التوجه.
كيف تقيمون الوضعية الحالية للحزب، بمعنى بعد فوزكم بالكتابة الأولى للبحزب، ما هو الشعور الذي ينتابكم، وكيف وجدتم الحزب؟
لا بد، في البداية، من قول كلمة حق في حق أخينا عبد الواحد الراضي الكاتب الأول السابق، الذي بذل جهودا جبارة في الحفاظ على وحدة وتماسك الحزب. إنه زعيم حزب أنهى ولايته دون أن يخلف الحزب أضرارا، لقد أحسن تدبير شؤون الاتحاد الاشتراكي وتوفق في تعزيز وجوده رغم المطبات، وهنا لا بد من استحضار أنه حتى قبل تجربة التوافق التناوبي عاش الحزب محطات خلفت تشرذما وانشقاقات استمرت إلى المؤتمر الوطني الثامن، ولعب عبد الواحد الراضي دورا كبيرا في الحد من نزيف التفرقة والخصومات داخل الحزب ربما بفضل منهجيته القائمة على التوافق، وهو ما أسهم في حفاظ الحزب على مكانته في الحقل السياسي، وتمكن بالتالي من الحفاظ على الرتبة الخامسة في المشهد الانتخابي.
اليوم، بعدما حافظنا على الذات، بفضل حكمة ورزانة الراضي، يتعين علينا أن نعزز موقعنا في الحقل السياسي، إذ أن أكبر تحد يواجهنا هو استعادة الاتحاد الاشتراكي لموقعه الريادي في المشهد السياسي والحزبي والانتخابي، وهو أمر ليس هينا، لكنه ليس مستحيلا، بل إننا عازمون على رفع هذا التحدي، لأنه ليس لدينا خيار آخر، لا أزعم أن إعادة التوازن سيتحقق بين عشية وضحاها، بل هي سيرورة تتطلب نفسا طويلا، وعلينا أن نستشرف المستقبل، وهذا هو الأساسي.

تقوية أداء الفريق البرلماني

الفريق الاشتراكي بمجلس النواب يرأسه الأخ أحمد الزيدي الذي راكم تجربة وحنكة، وقدم أداء جيدا في الولاية السابقة والحالية، والفريق يضم كفاءات وأطرا قدمت قيمة مضافة لأداء الفريق وهو شيء ملموس لا يحتاج إلى إثبات، وسنحرص على أن يكون نبراس الفريق الوحيد هو الحزب، وبالتالي سنعمل مع أعضاء الفريق، وأنا واحد منهم، على تعزيز أدائنا وإضفاء جرأة أكثر عليه ليكون أكثر جرأة وشجاعة في القيام بوظائفه الرقابية والتشريعية، وفي مواجهة الحكومة من موقع معارضة حقيقية وليست مهادنة أو خجولة، لكي نحقق التميز ويلمس المواطن أن الإصلاح الدستوري أصبح فعلا واقعا وليس مشروعا على الورق، خاصة أن المغاربة يتساءلون ما الذي تغير على مستوى مؤسسة البرلمان بعد إقرار الدستور الجديد؟

 

إستـــراتيجيـــة المعــــارضـــــة

المعارضة المؤسساتية وحدها لا تكفي، بل لا بد من أن تسندها أدرع إعلامية واجتماعية وثقافية، إذ هناك حاجة ماسة إلى مشروع ثقافي مضاد لهيمنة القوى الرجعية والفكر المحافظ ، في غياب هذه الأذرع يستحيل مواجهة النقيض بنجاعة، ولهذا تحدث ولعلو عن استراتيجية، بمعنى أن نؤسس معارضة قوية، والاستراتيجية ينبغي أن تقوم على هذه العناصر التي أشرت إليها، أن تكون لنا معارضة في عمق الحركة الجماهيرية، بمعنى أن تنظيم الحزب في الحي ينبغي أن يضطلع بمهامه ومسؤولياته في تبني قضايا ذلك الحي،( توفير الخدمات الضرورية)، والانشغال بهموم السكان، والدفاع عنهم أمام السلطات، اليوم ما وقع في المجتمع وهذا نبهنا له في التقرير الإيديولوجي لسنة 1975، في الوثيقة المتعلقة بأزمة المجتمع، إذ قلنا وقتها إن النمو الديمقراطي الذي ستعرفه المدن والحواضر الكبرى، والذي ستتمخض عنه استفحال أحزمة الفقر والهشاشة، سيؤدي إلى بروز ظواهر اجتماعية لم نعهدها في السابق، وهي التي تُفسر ضعف وتراجع الاتحاد الاشتراكي، هذه الظواهر تتعلق أولا بنخب مافيوزية، يتجلى دورها في الوساطة الانتخابية، تشري الذمم وتقدم خدمات للمواطنين، ولكن تبتزهم في الوقت نفسه حينما يحتاجون إلى وثيقة إدارية أو خدمة إدارية، أما النوعية الثانية، فهي التي أورثتها إيانا الفضائيات العربية، التي خلقت شبكات التبليغ من خلال التدين أو التضامن، وعن طريقها يتم تحويل الناس إلى مخزون سياسي وانتخابي. ولمواجهة كل هذا لا يمكن للاتحاد الاشتراكي أن يستعمل أسلوب مافيات الانتخابات، ولا أسلوب القوى الماضوية، بل نضال القرب، بمعنى أن خلية المقاطعة والحي عوض أن تهتم بالقضايا الكبرى، وبالمناقشات البيزنطية حول قضايا كبيرة، عليها أن تهتم بقضايا المواطنين في الحي، في القرية، في المعمل… وهذا هو التطوير الذي ينبغي أن نشتغل عليه في المستقل، أي إعادة الاتحاد الاشتراكي إلى الحركة الجماهيرية، وتبني قضاياها، ومن دون شك سنؤسس بذلك طريقا ثالثا في العمل السياسي بمفهومه النبيل كما سبق أن أكدت.

سنعتمد مبدأ القيادة القوية الشجاعة

ألا تتخوفون أن تظلوا أسيري الترضيات في سبيل الحفاظ على تماسك الحزب؟
إن كل الاتحاديات والاتحاديين سواسية، ولن أتعامل بمنطق الأغلبية والأقلية، سنعتمد مبدأ القيادة القوية الشجاعة وليست التابعة لهذا الطرف أو ذاك، وأتمنى ألا يُخطئ الاتحاديون اختيار قيادتهم، لأنه إذا اعتمدنا منطق الأغلبية والأقلية، فإن ذلك سوف يصعب مأموريتنا، الاتحاديات والاتحاديون واعون بضرورة اختيار قيادة قوية لها قيمة مضافة وقادرة على الإسهام في إشعاع الحزب، ولذلك فإن من الأهمية بمكان أن يختار الاتحاديوت مكتبا سياسيا قويا ولجنة إدارية قوية، ليس المكتب السياسي الذي لا تتجاوز مهامه الاجتماعات الأسبوعية الروتينية، بل إن المرحلة في حاجة إلى مكتب سياسي متفرغ، منخرط في المتابعة اليومية للأحداث.
ألا تتخوفون من ” البلوكاج”؟
على العكس، ما تلقيته من ضمانات وتطمينات منذ انتخابي كاتبا أول للاتحاد سواء من طرف مناضلي الحزب أو المتعاطفين معه أو من طرف هيآت وممثلي المجتمع المدني والروابط المهنية، يحفزني في السير نحو تعزيز الحكامة في التدبير، وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة في حياة وتاريخ الحزب. هذه المرحلة التي نتوخى تدشينها لا شك أنها ستعطي ثمارها بدء من الشهور المقبلة. هناك رغبة لدى عدد من الأطر والكفاءات والمناضلين في العودة إلى الحزب أو الالتحاق بالحزب بالنسبة إلى العناصر الجديدة، وهناك تطمينات وتعبيرات من الأقاليم تعكس هذا التوجه. هناك إشارات من أحزاب يسارية تؤكد ضرورة تجميع قوى العائلة الاتحادية واليسارية، وأنا متفائل بشأن توحيد العائلة الاتحادية.
لا حظنا وجود وجوه شابة رافقتكم خلال الندوة الصحافية التي خصصتموها لتقديم الأرضية التي دخلتم بها حلبة المنافسة على الكتابة الأولى، هل هذا مؤشر ودليل على دعمكم لتجديد النخب أم أن الأمر كان مجرد صدفة؟
هذه الوجوه الجديدة التي تتحدثون عنها لها من النضال والانتماء إلى الحزب عقدين من الزمن على الأقل، ولذلك تحدثت قبل قليل عن الأطر والكفاءات التي يزخر بها الحزب، والتي مع الأسف لم تُعط لها فرصة الظهور في الواجهة، بل بقيت في الظل، ولم يظهر في الواجهة الحزبية إلا من قضى خمسين عاما من النضال، ولذلك فهذه من بين القضايا التي ينبغي أن ننكب على معالجتها. بنية الاتحاد الاشتراكي شائخة نسبيا، لذلك نسعى إلى التمييز الإيجابي لصالح الشباب، ونؤكد الحاجة إلى إحداث رجة، وهو ما يستدعي أن نلتفت إلى قطاع الشبيبة. حين غادرت الشبيبة قياديا مسؤولا كان عمري 26 سنة، ومن هذا المنطلق أؤكد أنه حان الوقت الذي يجب أن يدخل شاب في عمره 16 إلى قطاع الشبيبة ويغادره في سن 25 ليتحمل مسؤوليته داخل الحزب. حينما يُنهي الشاب دراسته، من المفروض أن ينخرط في الحزب، من أي موقع كان، من المفروض ألا يستمر في الشبيبة من تجاوز هذا السن، لذلك ينبغي وأنا متفق معكم، فتح المجال أمام وجوه جديدة، مؤهلة لضخ دماء جديدة داخل الحزب، ولا ينبغي المبالغة في الاعتماد على أشخاص لم يعد بإمكانهم أن يوسعوا دائرة تأثيرهم، لذلك في الوقت الذي أتسمك بكافة أطر وكفاءات الحزب، يمكن أن أقول إن الاتحاد أصبح له من الضباط ما لا يتوازن مع ما يملكه من جنود، ولذلك حان الوقت لنفتح الحزب على مشراعيه لتجنيد، هكذا أسميه، كل الطاقات الشبابية والنسائية، وكل المبدعين الشباب والمثقفين الشباب الذين لم يجدوا من يأخذ بأيدهم، وإذا فتحنا الحزب أمام هؤلاء سيُصبحون ضباط الغد، وبهم يمكن كما أقول دائما أن نخلخل الأوضاع، لأنه، كما قلت في الأرضية، لا أعتقد أن إعادة التوازن ستتم بين عشية وضحايا، وقد عاينتم الانتخابات الجزئية في انزكان وقبلها في طنجة، إن امتدادات انتخابات 25 نونبر مستمرة، ولذلك واهم من يعتقد أن من شأن تعديل حكومي أن يغير جوهر الأمور، أعتبر أنه يلزمنا عملا طويلا وأتمنى أن يرزقنا الله نفسا طويلا. وعمل جدي لكي نعيد التوازن.
كيف تهيئون الحزب للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟
أولا، علينا أن نخلق ما يمكن أن أسميه تجاوزا بـ”أزمة” في البلاد بسبب تقصير الحكومة في إخبار الناس وإطلاعهم على أجندة الانتخابات. من غير المقبول أن لا يعرف المواطنون تواريخ الاستحقاقات الانتخابية، هذه المسألة ناضلنا من أجلها في السابق، أيام سنوات الرصاص، وحققنا هذا المكسب ما أدى إلى أن المواطنين يكونون على علم بتواريخ الانتخابات سنة قبل موعدها، واليوم نخشى أن نصبح ويقال لنا إن موعد الانتخابات غدا، بمعنى أن الأمر سيكون فيه تدليس ونصب على الرأي العام. ولذلك سنبحث الأمر مع حلفائنا، لنجعل من هذه القضية معركة حقيقية، لأنه لا يحق للحكومة أن تحتفظ لنفسها بمواعد الاستحقاقات الانتخابية.
هل ستقومون السيد لشكر بجرد لممتلكات الحزب؟
مما لا شك فيه أننا سنفتح هذا الملف، لأنه لسنا مطلعين على الوضعية المالية للحزب، باستثناء التقرير المالي الذي يقدمه أمين المال والذي يتضمن بيانات واضحة وسليمة، لكن مالية الحزب لا تنحصر فقط في السيولة بل في كل ممتلكاته، وحصر هذه الممتلكات يعتبر أولوية بالنسبة إلينا، يجب أن نطوي هذا الملف نهائيا، ولو اضطررنا إلى تكليف مكتب خاص بهذا، لأنه يستحيل الاستمرار في هذه الوضعية، خاصة في ظل قانون الأحزاب الجديد.

لا أولي اهتماما كبيرا للشعبويين

أكدت في لقاءات سابقة، أن الشعبوية تزامنت مع مجيء الحكومة الحالية. الأساسي هو أن نجد قادة شعبيين، أي بإزالة الواو، عوض القيادات التي تبقى حبيسة أبراجها العاجية. لا أستوعب استهلاك الكلمة بهذا الحجم المبالغ فيه، لقد عرفت أوربا الشعبوية في لحظات ما من تاريخها، ساهم أصحابها في تطوير العملية السياسية. إن الأهم هي المردودية والسؤال الأساسي هو ما ينتجه القادة السياسيون، ولذلك لا ألتفت كثيرا إلى هذا الأمر، إذا كانت الشعبوية تعني أن تخطب في الناس وتعدهم بما لست مقتنعا به ولن تعمل على تحقيقه، فأنا متفق مع المصطلح، أما بمفهوم أنك قادر على تحريك أحاسيس وعقول المواطنين وتعبئهم، فنحن محتاجون إلى تحريك المجتمع لخلق رأي عام فاعل ومؤثر، ولن يتأتى ذلك إلا بتعبئة المواطنين ومخاطبة عقولهم وأحاسيسهم بواسطة خطباء يحسنون الخطابة ويتمتعون بالكاريزما، وبعد ذلك فليسمها هذا أو ذاك شعبوية، لكن الواقع لا يرتفع.

أجرى الحوار: إحسان الحافظي وجمال بورفيسي وعبد الله الكوزي

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…