إلى أين ندفع بالمغرب؟

 

بقلم المصطفى المعتصم *

منذ ست سنوات كتبت مقالا بعنوان ” إلى أين يسير المغرب؟” وهو المقال الذي أزعج الكثيرين وجر علي العديد من المشاكل والمتاعب . اليوم أعود بكل مسؤولية لطرح نفس السؤال المحرج بصيغة معدلة : ” إلى أين ندفع بالمغرب؟” .

كل المؤشرات تدل أننا نتجه به نحو الانسداد والمأزق والمزيد من الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والمزيد من التطرف والعنف يزيدهم تواضع النخب السياسية وضيق أفقها وقلة زادها المعرفي وخطابها الرديئ استفحالا .

منذ مدة وأنا أقول أن أزمات واكراهات وانتظارات المغرب أكبر من أن تحلها حكومة لوحدها مهما كانت الشعارات البراقة التي تكون قد رفعتها الأحزاب المكونة لها إبان وجودها في المعارضة أو أثناء الحملة الإنتخابية . المسألة ليست مسألة نوايا حسنة أو رغبة ولكن مسألة قرار واستطاعت التنزيل والتنفيذ. لم تفشل حكومة السيد عبدالرحمن اليوسفي لأن رئيس حكومتها لم يكن يرغب في الإصلاح ولن تنجح حكومة السيد عبدالإله بنكيران بسبب نقص حماسه في الإصلاح .

أقولها وأكررها أزمة المغرب أزمة معقدة جدا يتداخل فيها تواضع الحكومات المتعاقبة بالفساد وهيمنة الريع بسلوك المغرب لطريق مضطرب الآفاق و نموذج إقتصادي مأزوم انعكس بشكل سلبي على الوضع الإجتماعي . أزمتنا في جزء منها وزيادة رهينة بأزمة نظام عالمي عولم الفقر والبؤس ويهدد الإقتصاد العالمي اليوم بافلاس شامل.

ليس من السهل الخروج من الأزمة الحالية في ظل النسق النيوليبرالي المأزوم وليس من السهل بل أتجرأ أن أقول من المستحيل بعد القيود والأغلال التي وضعناها في أيادينا من خلال الارتهان الكلي لإملاءات البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية أن نجد حل لمشاكلنا الإقتصادية/ الإجتماعية بكل سهولة وبساطة ما دمنا في عين الإعصار الذي يعصف بالنيوليبرالية . الحل ممكن في سياقات أخرى تتطلب القرار الشجاع وأن بأن نفكر المغرب بطريقة أخرى وتلك قصة أخرى سنعود إليها في تدوينة مقبلة بحول الله .

 *سياسي مغربي

عن موقع خباركم

11يناير 2014

‫شاهد أيضًا‬

اليسار بين الممكن العالمي والحاجة المغربية * لحسن العسبي

أعادت نتائج الانتخابات البرلمانية الإنجليزية والفرنسية هذه الأيام (التي سجلت عودة قوية للت…