الشعلة تدين حرب التكفير والترهيب والتهديد

تتابع جمعية الشعلة للتربية والثقافة جو الاحتقان الذي يعيشه المجتمع المغربي منذ مدة، وخاصة في الآونة الأخيرة بفعل حملات التكفير، والترهيب، والتهديد بالقتل، وإصدار الأحكام الجاهزة والمواقف المسبقة عن الأعضاء والمؤسسات، بعيدا عن احترام المبادرات والأفكار وتعدد الاجتهادات في الحقل السياسي.
وأمام الحملة الترهيبية والتكفيرية التي يتعرض لها حزب من الأحزاب الوطنية المتمثل في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في شخص كاتبه الأول الأستاذ إدريس لشكر وعدد من رموزه وأعضائه في طليعتهم الشهيد المهدي بن بركة والفقيد محمد عابد الجابري، ومجموعة من المثقفين والمفكرين والفاعلين، خاصة المفكر عبد الله العروي و ذ. أحمد عصيد وغيرهم من مناضلي الحركة الوطنية التقدمية والمثقفين والإعلاميين، ونعت نساء هذا الحزب بالبغايا والفاسقات، بغاية الترهيب والتهديد ومحو الذاكرة الوطنية الجماعية لمغرب القيم والحداثة والتقدم، وضرب التاريخ النضالي الذي أدى اليوم إلى خلق شروط التحول الديمقراطي…
إن جمعية الشعلة التي ظلت مدافعة عن قيم التعدد والاختلاف والقبول بالآخر، مجسدة ذلك عبر برامجها ومبادراتها المبنية على التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية، تعتبر أن هذه الفتوى ومختلف الفتاوى التي يصدرها متطرفون ومتشددون، سلاحا تكفيريا يحرض على الكراهية والقتل، ويهدف إلى زعزعة الاستقرار، معتبرة في الآن نفسه سلوكات منافية للأخلاق والقيم الإسلامية السمحاء، وانتصارا للتعصب وأحادية الفكر وشموليته، والهيمنة باسم الدين والشريعة الإسلامية.
وإذ تدين جمعية الشعلة عودة موجة التكفير إلى الواجهة، وفتاوى التكفير والارتداد والتحريض على الكراهية والقتل ضد المواطنين، والتشهير بالقذف والمس بحرية وكرامة الأشخاص خاصة النساء، والسعي إلى ترسيخ ثقافة التطرف فإنها تعلن:
* إدانتها للحملة الشرسة والمغرضة ضد حزب وطني وقياداته وتاريخه، وتعبر عن تضامنها المطلق معها، ومع جميع المستهدفين من هذه الحملة التكفيرية.
* تدين جميع الحملات الرامية إلى محو الذاكرة الوطنية والرموز النضالية الوطنية التي بفضل نضالاتها وتضحياتها نعيش اليوم أفقا جديدا على درب الانتقال نحو الديمقراطية.
* تؤكد على ضرورة احترام شروط الإفتاء للمؤسسات المعنية بذلك بقوة الدستور، وعدم التطاول عليها لمصلحة أمن واستقرار الوطن.
* تؤكد أنه من حق المجتمع المدني والسياسي عبر أطيافه ومكوناته المؤمنة بقيم الاختلاف والتعدد والديمقراطية، التداول في مختلف القضايا الدينية والمجتمعية التي تهمه عبر نقاش عمومي يعترف بالآخر ويقبل بالتعدد وبالاختلاف في الرأي، ويسند الأمر إلى ذوي الاختصاص وخاصة المؤسسات المؤهلة لذلك؛
* تدعو إلى نبذ التعصب والتطرف وتغليب منطق الحوار الرصين والعقلاني على منطق المصادرة والإقصاء ونبذ الآخر؛
* تدعو جميع المكونات المدنية والسياسية الديمقراطية إلى التصدي لهذه الخرجات التكفيرية، والدعوة إلى تشكيل جبهة مدنية عريضة للوقوف في وجه شبح التطرف، والتكفير، وتحقير الحركات السياسية والمدنية المناضلة، بالتطاول على تاريخها ومصادرة حقها في الفعل والتداول الحر؛
* تنوه بموقف مختلف المنظمات المدنية والحقوقية والإعلامية والسياسية الرافضة لهذا السلوك الشاذ، المحرض على الفتنة والتعصب، والتي عبرت عن رفضها المطلق لهذه الممارسات الغريبة؛
* تعلن دعمها لمكونات الصف الوطني الديمقراطي، وكل الحركات الداعمة لمبدأ ومنطق الاجتهاد، والمؤمن بالقيم الكونية، وتحمل الحكومة مسؤولية ما قد يترتب عن هذه الفتاوى من تداعيات بغض الطرف عنها، مما يساهم في خلق جو من الاحتقان والفوضى، ويضر بمصلحة المغرب؛
* تدعو المثقفين والباحثين والمختصين إلى فتح نقاش وطني بناء حول حرية التعبير وحرية الاجتهاد، على قاعدة الحوار العقلاني واحترام الاختلاف والتعدد، وتؤكد الشعلة استعدادها لاحتضان ملتقى وطني فكري لهذه الغاية.

1/21/2014

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…