ثروت الخرباوي : الإخوان جماعة تكفيرية تلفظ أنفاسها الأخيرة

• المشروع الإخواني سقط ولن تقوم للجماعة قائمة في مصر
• التصويت علي الدستور كان بمثابة رصاصة الرحمة للجماعة

اجرى الحوار – محمد قاياتى

ثروت الخرباوي ليس مجرد منشق عن جماعة الإخوان المسلمين ، فالرجل لم يترك الجماعة لأسباب تنظيمية أو خلافات إدارية ، لكنه تركها لأسباب تتعلق بالخلاف الفكري العميق ، وهو ما عبر عنه في كتابيه سر المعبد ، وقلب الإخوان ، في هذا الحوار يتطرق الخرباوي إلي واقع الجماعة ومسقبلها ، وتأثير إقرار الدستور علي الواقع السياسي في مصر .

بداية كيف تري محاولات قراءة تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ؟

من المفيد الوقوف امام تفاصيل تاريخ الاخوان لتوضيح التشوه الفكرى الذى تبناه مؤسسها والذى استثمره مسؤوليها وشيوخها فى الترويج لها والابتعاد عن صحيح الدين الاسلامى الحنيف حتى الان واكد ان تبنيه لفكرة الخلافة الاسلامية جاءت لوسيع دائرة نفوذه وطمعا فى تبوء مكانة اسلامية عالمية وتغاضى فيها عن وطنه مصر .

ماذا يمثل حسن البنا بالنسبة لجماعة الإخوان ؟

الاخوان تعاملت مع رسائل حسن البنا وهى عبارة عن تجميع لخطبه التى وجهها لاعضاء الاخوان كانها قرآن منزل او احاديث للرسول الكريم واصدر عدد من شيوخها مئات الكتب عنها بلا مبرر فكرى حقيقى ومنهم القرضاوى الذى اصدر عشرين كتابا حول اقوال البنا والتى طرحها كانها فكر رائد يجب تحليلة .

أنت تحدثت عدة مرات عن سقوط المشروع الإخواني ما هي ملامح هذا السقوط ؟

نعم بالتأكيد سقط المشروع الإخواني لعدة أسباب ، أولا لأنهم اعتبروا أنفسهم فوق المجتمع ومتميزين عن كافة المواطنين ، فالبنا يقول في رسائله “نحن ولا فخر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تصغروا أنفسكم ولا تقيسوها بغيركم ” ، ثانيا لأنهم منذ البداية اتخذوا العنف منهجا لهم وهذا أيضا ما يقوله البنا ” سندعو قومنا بالحجة والبرهان فان أبوا فبالسيف والسنان” ، ثالثا لأنهم خالفوا القرآن الكريم الذي يدعو للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، لكنهم في كل أفعالهم ينشرون الخراب والدمار ، ورابعا لأنهم استخفوا بالشعب المصري وحاولوا السيطرة عليه ولم يدركوا أن هذا الشعب هو من هزم أعتي القوي والإمبراطوريات .

هل تعتقد أن الموافقة علي الدستور بهذه النسبة الكاسحة أنهي دور الجماعة للأبد ؟

تستطيع أن تقول أن الاستفتاء علي الدستور بمثابة رصاصة الرحمة التي أطلقها الشعب المصري علي الجماعة ، ولم يعد لديها سوي ممارسة العنف لأنها فقدت الظهير الشعبي ، وهي في الحقيقة في مواجهة مع الشعب وليست في مواجهة الدولة ، كما أن إقرار الدستور سحب أي حديث عن الشرعية المزعومة التي يتشدق بها مرسي وجماعته .

وماذا عن خطة الجماعة بعد الدستور ؟

لا شئ سوي مزيد من العنف ومحاولة لي زراع المجتمع والدولة للحصول علي مكاسب سياسية ، ولكن اعتقد أن مسألة المصالحة ودمج الجماعة في الحياة السياسية اصبحت بعيدة المنال ومرفوضة شعبيا بشكل قاطع .

وما هو الحل وكيف يمكن التعامل مع الجماعة ؟

الجماعة ككيان انتهت ، ولن تستطيع العودة للعمل السياسي ولا الدعوي ولا حتي الخيري ، والحل الوحيد هو تخلي أفرادها عن ذلك التنظيم ومراجعة أفكارهم والتبرأ من قادتهم ، وإدانة كل أشكال العنف والإرهاب ، والعودة كمواطنين عاديين في صفوف المجتمع .

• كيف تري 25 يناير القادم ؟

الإخوان يخططون لإثارة الفوضى في البلاد يوم 25 يناير القادم، وهذه الخطة تم وضعها بعد سقوط الرئيس السابق محمد مرسي وكل الفعاليات التي كانت تجرى الأيام الماضية كانت تمهيدًا لإخافة المصريين عن الذهاب للاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية ولكنهم فشلوا في ذلك، ولهذا سينفذونها في 25 يناير

وما هي ملامح تلك الخطة ؟

أن ما يحدث حالياً عبارة عن تفعيل الخطة عبر تهريب بعض الأشخاص عبر الأنفاق الواصلة ما بين قطاع غزة إلى مصر، والتعاون مع الاشتراكيين الثوريين والأناركيين الذين يرفضون أن تكون للدولة المصرية مؤسسات قوية، وسيقومون بإثارة الشغب ومحاولة اقتحام واحتلال ميدان التحرير والتمركز فيه وحينما يتمركزون ويحصلون على الأسلحة يقومون بمقاومة الشرطة ويحاولون استجداء عطف العالم والتظاهر بأن هناك ثورة مصرية جديدة.

هل تعتقد أن الدولة قادرة علي إجهاض ذلك المخطط ؟

بالتأكيد الدولة المصرية لديها أجهزة أمنية قوية ومستعدة لكل تلك الفعاليات والمخططات الإجرامية ، كما أن الشعب المصري كله يقف خلف الدولة وهذا ظهر واضحا من خلال الاستفتاء ونتيجته الكاسحة .

ما أبرز أخطاء الإخوان؟

جماعة الإخوان هي في حد ذاتها خطأ.

• بمعني؟

بمعني أن الناس ظلت سنوات طويلة تظن أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة تريد تطبيق الشريعة الإسلامية وأنها ترفع شعارات الإسلام، وأنهم ناس طيبون في حين أن الواقع يختلف عن ذلك تماما فالناس نظرت إلي الشعارات ولم تنظر إلي الواقع الحقيقي لهذه الجماعة، وهذا ما ظللت أحذر الدنيا كلها منهم عبر سنوات طويلة هؤلاء لا علاقة لهم بالدين فهم تجار دين تاجروا بالدين من أجل أن يحصلوا علي الدنيا، فبالتالي هم لهم طريقة معينة من أجل السيطرة، وهي أنهم هم وحدهم الذين يحكموا دون غيرهم وليس لديهم أدني فكرة بما يسمي تداول السلطة ولا ما يسمي إرادة الشعب، ويعتقدون بما أنهم يمثلون الإسلام فإنهم يمثلون إرادة الله وبالتالي إرادة الله أعلي من إرادة الشعب، فهم يقولون نحن الذين نحكم وطالما وصلنا للسلطة لا يجوز لأحد أن يشيلنا من الحكم ولو باستخدام وسائل ديمقراطية، فجماعة الإخوان حتي إن استمر محمد مرسي الأربع سنوات كانت لن ترضي حتي بالصندوق، وكانت سترفض مجرد فكرة أن يسقط في الانتخابات.

• ما الذي عجل بإيقاع الإخوان حتي إنهم لم يتعدوا العام في السلطة؟

لأنهم فكروا في التمكين لأنفسهم ولم يفكروا في التمكين للشعب ولم يفكروا في تقديم أية إنجازات للشعب في حين أن الأخير كان مستعدا لاستقبالهم استقبالا حسنا ويشجع استمرارهم إن كانوا قدموا إنجازات للناس.
لكنهم لم يكن لديهم الإمكانات ولا الملكات ولا الكفاءات التي تؤهلهم لتقديم الإنجازات، وبرفضوا الاستعانة بالغير، لأن أهل الثقة بالنسبة لهم مقدمون علي أهل الكفاءة والعلم.

• في موضوع ”علاقة الجماعة بالماسونية” اكتفيت بطرح تساؤلات فقط، لماذا تطرقت لموضوع خطير دون أن يكون لديك اليقين من صحته ؟

كل أدوات هذا الموضوع وأفكاره ونتائجه عندي، أنا لم أرغب في وضعها بشكل كامل في ”سر المعبد” لأن الكتاب لم يكن خاص بهذه الجزئية، وطرحت هذا الكلام فقط لاستحث ذاكرة الباحثين في البحث في هذا الموضوع ، طرحت بعض الأشياء للاستفسار مثل أصل لقب ”البنا” في اسم ”حسن البنا”، بالإضافة إلى نظام الإخوان الشديد الشبه من الناحية التنظيمية بالماسون، والبيعة التي تتم في الإخوان هي نفس بيعه الماسون بنفس الطريقة وبألفاظ وعبارات قريبة الشبه، كما أن درجات الانتماء للجماعة هي نفسها درجات الانتماء للماسونية، وهناك شخصيات دخلوا الجماعة وكان معروف انتمائها للماسون مثل حسن الهضيبي الذي أشار إليه الشيخ الغزالي، لذا أنا كل ما فعلته هو ”إلقاء حجر في الماء الراكد”، ليبحث الباحثون معي، حتي لا أتحمل تبعه النتيجة وحدي؛ فالموضوع يحتاج لبحث أكثر توسعا.

• هل يوجد علاقة حالية بين الإخوان والماسونية ؟

خطبة مرسي التي ألقاها عندما تلقي الدستور، هي في الحقيقة خطبة ماسونية، كتبت للرئيس، واستخدم فيها الرموز، ومعروف أن الماسونية هي حركة تهتم بالرموز؛ حيث قال ”البنائين العظام”، وهي كلمة من كلمات ”الماسون”، كما أنه استخدم رقم 5، خمس مرات والنجمة الماسونية هي خماسية، كما استخدم لفظ بناء ويبني خمس مرات، ومعروف أن الماسون هي حركة البنائين، لذا فهناك علامات استفهام بسبب التشابه الشديد بين كلام الرئيس ورموز الماسون، لا أتحدث هنا عن أفكار وإنما رموز ماسونية كانت موضوعه في خطبة الرئيس بشكل واضح جدا.

عن موقع ann

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…