بنعبد الله: الشباب فقدوا الثقة في السياسة بسبب الخطاب «المتدني»..
عن الموقع الرسمي لحزب التقدم والاشتراكية
حمل محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية وزير السكنى وسياسة المدينة، مسؤولية عزوف الشباب عن العمل السياسي، إلى الطبقة السياسية التي عليها أن تعكس الصورة التي تقدمها اليوم للشباب ولعموم الشعب المغربي.
وقال نبيل بنعبد الله الذي كان في ضيافة طلبة مدرسة علوم الإعلام مساء أول أمس الأربعاء بالرباط «إن النقاشات التي تغطي المشهد السياسي اليوم، لا تليق بالمجتمع الذي نريده، هناك جدل عقيم ومبادلات كلامية لا تليق بالمجتمع المغربي وبانتظاراته، ولا تتسم بالروح الوطنية التي يتعين أن تكون حاضرة لدى كل فاعل سياسي»، مشيرا إلى أن مثل هذا الجدل وهذه الخطابات التي وصفها بـ «المتدنية» تعد من بين الأسباب الرئيسية لانصراف الشباب عن الفعل السياسي وفقدان الثقة في العملية السياسية والديمقراطية برمتها.
وأوضح المسؤول الحزبي، أن المسؤولية تعود إلى الفضاء السياسي في كل مستويات القرار بدءا بالدولة وبأجهزتها ثم الأطراف السياسية بما فيها الأحزاب الموكول لها دستوريا تأطير المواطنين.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عموم الطبقة السياسية المغربية إلى الرفع من مستوى خطابها، وأن ينكب من يدبر الشأن العام على معالجة الملفات الكبرى التي ينتظرها الشعب المغربي، وأن تعارض المعارضة بأفكار وبدائل وليس بالسب والقذف الذي لا يليق بالمجتمع المغربي، الذي ينتظر نقاشا حقيقيا يساهم في الرفع من الوعي بداخله.
وأدان محمد نبيل بنعبد الله الاعتداء الذي تعرض وزير الصحة الحسين الوردي داخل قبة البرلمان من طرف صيادلة يعتقدون بذلك أنهم يدافعون عن مصالحهم، واعتبر بنعبد الله أن هذا الاعتداء اللفظي وإلى حد ما المادي على وزير داخل قبة البرلمان، هو انعكاس لثقافة ولتربية معينة، داعيا إلى عدم التطبيع مع مثل هذا السلوك «الشنيع» لأنه بذلك قد تتحول الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، مشيرا إلى أنه من غير الممكن في المجتمع المغربي أن نعطي الأسبقية للمصالح الفئوية والحزبية الضيقة والتي تؤدى إلى تضخم الأنا بشكل مفرط، على حساب المصلحة العامة.
من جانب آخر، أكد نبيل بنعبد الله على أن مدرسة حزب التقدم والاشتراكية ترفض النظرة السوداوية للواقع، وأن مناضلي ومناضلات هذه المدرسة، كانوا، حتى في أحلك الفترات، يفتحون آمالا وأفاق أمام الشعب المغربي، مشيرا إلى أن الثوري الحقيقي واليساري الحقيقي هو الذي يأتي ليقول الحقيقة كما هي، وهو الذي يفتح الآفاق للشباب ولعموم الشعب وأن يقر بأن التغيير ممكن.
ودعا في السياق ذاته، عموم الشباب المغربي، إلى الأخذ بعين الاعتبار التراكمات الإيجابية التي تم تحقيقها بفضل نضالات الشعب المغربي، مشيرا إلى أن الفضاء السياسي أو الاقتصادي ليس هو نفسه الذي كان سائدا خلال ستينيات أو سبعينيات القرن الماضي، وهو الأمر الذي يتعين الإقرار به.
وشدد نبيل بنعبد الله، على أن القناعات التي يعبر عنها حزب التقدم والاشتراكية بوضوح، تروم الدفع من أجل تطور البلاد ومن أجل بناء مؤسسات ديمقراطية واقتصادية تكون قادرة على إنتاج الخيرات وتطوير إمكانيات البلاد، بالإضافة الى التوزيع العادل لهذه الخيرات، كما توقف عند الجانب الثقافي في مختلف أبعاده خاصة البعد الأمازيغي الذي يعد مسألة مبدئية بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية.
واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن ما يحدث اليوم من إصلاحات، خاصة تلك المتعلقة بتنزيل الدستور، هو فترة مؤسسة ل 20 أو 30 سنة المقبلة ، ولاتهم، فقط، حزب العدالة والتنمية أو حزب التقدم والاشتراكية أو الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي، بقدر ما تهم الجميع، مما يفرض على الطبقة السياسية العمل من أجل تنزيل الدستور بشكل سليم وفي مستوى ما أقره الشعب المغربي، حتى لا يبقى حبرا على ورق.
محمد حجيوي بجريدة بيان اليوم
يناير 2014