لا تتعجلوا القتل.. لا تتعجلوا في هدر دماء الأسماء المدونة بقائمتكم.. لا تتعجلوا في تنفيذ قصاص الجلد والرجم في حق «البغايا».. دعوا السيف واللسان القاتلين يمشيان فلا خوف عليهما ولا عليكم.
لا تتعجلوا ولا تسارعوا الزمن.. فهو يقف حيثما تريدون.. زمن لا يعترف لا بقانون، ولا دستور، ولا تراكم حقوقي، ولا اتفاقيات، ولا التزامات أو مؤسسات.
لا تخافوا.. بل لا خوف عليكم فأنتم محميو البلد، بلد الرميد.. لا تتركوا كراسي فتاويكم ووزعوا كفن الموت أينما حللتم.. وتذكروا أن الحماية باسم القانون والدستور مكفولة لكم دون غيركم.
قوانين البلد مقفل عليها بأصفاد صدئة موزعة بين زنازن ما يمسى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والحركة الدعوية لرميد العدل والحريات.. زنازن لا تحمل ندوب تازمارت أو درب مولاي شريف أو الكوربيس أو زنازن لم يطلب من سجنائها أن يحفروا قبور إعدامهم بأظافرهم.
وليطمئن قلب النعيم والريسوني، وقبلهم النهاري وكل الذين يفتون خارج نسق إمارة المؤمنين، أو الذين يتقمصون دور المدافع الأكبر عن الجمود الفكري المبتور من الزمن والمكان والقانون والمشترك، فرميدنا يحميكم ولا خوف عليكم ولاهم يخزنون..
وأما أيها الناس.. أنتم الآخر، فعليكم الانكماش لأن الرميد بيننا.. من يكون المهدي بن بركة وعمر بنجلون؟! من يكون العربي العلوي البلغيثي أو شيخ العرب؟! من يكون عبد الرحيم بوعبيد والحبيب الفرقاني؟! من يكون محمد منصور؟! من يكون عبد الرحمن اليوسفي؟! من يكون ادريس لشكر؟! من يكون محمد عابد الجابري؟! ومن تكون هذه الثلة التي تحمل اسم النساء الاتحاديات؟! لا شيء في هذا الوطن.. ثلة غير نافعة وتكفيرها، وقتلها لن يكون معركة خاسرة للوطن..
من تكون لتدعو إلى النقاش والرميد بيننا؟! من تكون حتى تنشد الحوار وبينا رقم عددي خارج عن صندوق اقتراع؟! من تكون ولهذا الصندوق ذي المليون ونيف صوت، حركة دعوية تمتد جذورها إلى خارج المغرب، وتستمد شرعيتها من فتاوي الكراسي الوثيرة لما يسمى اتحاد العالمي لعلماء المسلمين؟!
من تكون لتتحرك مسطرة المتابعة ضد من هدر دم المغاربة وأحل قتلهم، وقذف نساء الوطن؟! ومن تكون ليتحرك محام موشوم ببؤس الأطفال ضحايا دانيال كالفان، لحمايتكم؟!
المحامي الوزير الذي لا يعبأ لغضب محاميي وقضاة وكتاب ضبط البلد، من تكون؟! هو العارف محدث العرف “راني حلفت” الذي على أساسه يقتطع أجور المضربين عن العمل في غياب قانون منظم للإضراب..
من أنتم؟! من تكونون لتنظروا، بل انتظروا ما شئتم.. الدستور موقوف التنفيد.. القانون معطل.. الاتفاقيات مجمدة.. اصرخوا.. ثوروا.. أرسلوا البيانات.. فانتظاركم وصراخكم وبيناتكم لن تهز فينا شعرة، ما دمنا زعماء للتكفير، نستمد شرعيته من صناديق اقتراع مسروقة ومغلفة بإرادات تحمي جيدا التكفير وصناديقه وتعرف كيف توظفه.