بقلم ..مصطفى المتوكل …/…تارودانت – المغرب /الاربعاء 6 فبراير 2013

 

ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ[النحل:125]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يَخْذُلُهُ وَلاَ يَحْقِرُهُ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) (رواه مسلم).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ: (مَا أَطْيَبَكِ، وَأَطْيَبَ رِيحَكِ، مَا أَعْظَمَكِ، وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ حُرْمَةً مِنْكِ، مَالِهِ، وَدَمِهِ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْرًا) (رواه ابن ماجه، وقال الألباني: صحيح لغيره).

حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ). متفق عليه.

اننا مدعوون بمنطوق القران الكريم ومنطوق احاديث الرسول  عليه افضل الصلاة والتسليم المنبنية على مخاطبة الانسانية كافة ومن خلالهم المسلمين الى التحلي بالشخصية المتميزة التي جاء الاسلام ليبنيها لتكون نموذجا حضاريا راقيا يقدر  العقل الذي كرمنا الله به لنشغله بالعلم والمعرفة الحقة ليستكشف ويتعرف ويتامل عظمة الخالق وابداعه وعدله بان خلق كل شيئ لهذا الانسان لذاته وفي علاقاته مع محيطه الكوني والطبيعي وفي علاقاته مع بني جنسه والذين هم بارادة الله وحكمته مجموعات من الاجناس والشعوب والقبائل منهم البيض والصفر والسود …يتكلمون الاف اللغات  ويعيشون في بيئات مختلفة متباينة الخصوصية اغلبهم ليسوا مسلمين …

فبعث سبحانه وتعالى الانبياء والمرسلين ليدعوا الناس ويبشروهم وينذروهم دون اكراه ولا ترهيب الى الايمان بالله الواحد الاحد واتباع ما جاء به الانبياء والرسل من وحي الهي وعلى راسهم خاتمهم بالرسالة العالمية التي هي الاسلام …فالايمان الشرعي لايكون بالاكراه كما الاخراج منه لايكون بالاكراه كذلك …ان الايمان النابع من القلب والروح والعقل باليقين القطعي هو المطلوب ممن يلجون ابوابه ..والذين يطلب منهم ان يكونوا قدوة صالحة يرى فيها غير المسلمين ما يجعلهم اكثر اهتماما وانجذابا وتعاطفا وسعيا للالتحاق بركب المؤمنين

واسباب كتابة هذا المقال الموجز هو ما نراه في مجتمعاتنا الاسلامية من ممارسات ومواقف فكرية ووتنفيذية يلجا اليها البعض بتنصيب انفسهم حكاما وشهودا وقضاة ومنفذين لقرارات تصل الى حدود نهانا الحق جل في علاه والنبي عليه الصلاة والسلام ان نقاربها او نلامسها وبالاحرى ان نقدم عليها …وهذا ما ادخل عالمنا الاسلامي في فتن كبرى وخطيرة كفر فيها الصحابة والخلفاء الراشدون.. وكفر البعض منا البعض الاخر بالمثل حتى كدنا نصل الى ان كل المسلمين اصبحوا غير مسلمين  ان اعتمدنا العديد من الفتاوي والمبادئ المعتمدة من عدة مذاهب وطوائف في حق السنة والشيعة وغيرهما ..وما تركوا  المجال لاي كان ان ينعم بعلاقته مع ربه باخضاعهم الى جو يراد جعله عاما يتبارى فيه الناس ليس في فعل الخير ونشر المحبة وقيم العدالة والحرية والكرامة والمساواة و…التي ارسلت للناس كافة حيث عم عدل الله ورحمته كل الخلق ولم يميز سبحانه بين بر وفاجر ولا كافر ومؤمن والا لما ترك على الارض نفسا لاتؤمن به ولما ابقى على ابليس الذي جهر بعدم انضباطه وتنفيذه لاومر الله وتوعدخلقه جهارا بالسعي في الافساد ونشر الفتن والكفر بين الناس …

ان استغلال الدين الاسلامي بطريقة احتكارية بجعل طائفة او حزبا او منظمة او هياة تعتقد انها الناطقة باسم الدين وان ما سواهم هم خارج دائرة الايمان او الاسلام فذلك امر لم يجزه لاكتاب ولا سنة …فكل المسلمين  بالضرورة مؤمنون يختلفون في درجات المعرفة والعلم الدينيين الشرعيين واختلافهم هذا لايبح بشكل قاطع امتلاك استصدار الاحكام على الناس بجعل هذا مؤمن وذاك غير مؤمن او جعل من معي في طائفتي هو الفائز وغيره في النار …ان المطلوب من الذين يعلمون اكثر هو ان يحترموا قواعد التبليغ والتعليم بجعل الفكرة والمعلومة الصحيحة مع اليه الفهم الخاصة بها في ملك الاخرين وليس فرض الوصاية التي تسلب الحرية وتدوس على الكرامة وتجعل الانسان منقاد مع اشخاص بدل ان ينقاد نحو الخالق بوعي وارادة حرة منه …

فالدعوة الى الله تكون باللتي هي احسن وتكون بالموعظة الحسنة وتكون بالمجادلة الحسنة العلمية والراقية المعتمدة على الاقناع والمحاججة العلمية ..

والتواصل مع الناس بالضرورة لايجب ان يكون تحت اي ضغط معنوي او مادي او فكري يجعل الاخر لاراي له ولا سلطة له على نفسه بل يكون تابعا واحيانا امعه لايعي ما يقوم به او يقوله ولهذا امرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بان لانحتقر ولا نستهزئ ولا نسب ولا نظلم ولانقاتل ولانقتل اي انسان يشهد ان لااله الا الله بل وصل الامر بالرسول الحبيب ان جعل حرمة دم المسلم اكثر قداسة عند الله من حرمة بيت الله الكعبة المشرفة قبلتنا جميعا …

نسال الله ان يهدي امة سيدنا محمد وينشر بينهم المحبة والتسامح وان يرقوا بواقعنا وسلوكنا الى مستوى انسان راق يرضي الله ولا يضر الاسلام والمسلمين وينفر عباد الله من الامم الاخرى من الدين الحق …

‫شاهد أيضًا‬

عن السلطة والهوية.. * عبد الحميد البجوقي

عن السلطة والهوية و”أممية اليسار واليمين” فكرتان رئيسيتان ميزتا اليسار منذ نشأته: العالمية…