حزب التقدم والاشتراكية يعلن انخراطه في الجبهة الوطنية لإعادة الاعتبار للجامعة المغربية
يحذر من استفحال الأزمة ويدعو إلى مواصلة المد الإصلاحي
عن جريدة بيان اليوم
28 دجنبر 2013
أعرب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، عن استعداد الحزب لمواكبة مبادرة النقابة الوطنية للتعليم العالي الهادفة إلى إعادة الاعتبار للجامعة العمومية أمام محاولات ما وصفته ب «خصخصة التعليم الجامعي». ودعا إلى الإسراع باستعادة المبادرة من خلال التعبئة حول مشروع لإعادة الاعتبار لجامعة المغربية، وإطلاق إعلان يتضمن إجراءات عملية واقتراح بدائل إصلاح جدية وفعالة. وأكد نبيل بنعبد الله، في لقائه بالمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، مساء أول أمس الأربعاء بالمقر الوطني للحزب، أن حزب التقدم والاشتراكية منخرط بدون تردد في هذه المبادرة وبشكل تلقائي. وعبر عن قلق الحزب إزاء ما تعرفه الجامعة المغربية من مشاكل حقيقية تهدد استقرار البلاد.
وثمن الأمين العام مبادرة النقابة الوطنية للتعليم العالي، داعيا إلى ضرورة استعادة القوى السياسية اليسارية والتقدمية مبادرة الإصلاح، واقتراح بدائل ممكنة لتجاوز المشاكل التي تعاني منها الجامعة، سواء على مستوى المقاربة الاقتصادية، باعتباره الجامعة منطلق وصلب النموذج التنموي بالبلد.
وقال نبيل بنعبد الله لوفد النقابة الوطنية للتعليم العالي إن تحليلكم للأوضاع التي تعرفها الجامعة العمومية ينطوي على مخاطر حقيقية، وتبين وجود عجز حقيقي في المنظومة إلى درجة أن الجامعة أصبحت «قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت»، مشيرا في نفس السياق إلى أن الأزمة التي تعرفها الجامعة المغربية ما هي في الحقيقة إلا إرث للأزمة التي يعرفها التعليم العمومي بالمغرب على وجه العموم، و مضيفا أنه رغم الإمكانيات الهائلة التي تم توظيفها إلا أنها لم تؤد إلى نتائج في حجم الانتظارات، بل على العكس تم تسجيل تراجعات وصفها المتحدث ب «المقلقة».
ودعا نبيل بنعبد الله، الذي كان مرفوقا خلال اللقاء بكل من عبد السلام الصديقي عضو المكتب السياسي ووزير التشغيل والتنمية الاجتماعية، وعبد الرحيم بنصر، مدير المقر الوطني للحزب، ويوسف الكواري، عضو اللجنة المركزية للحزب، وأستاذ جامعي، إلى الإسراع باستعادة المبادرة من خلال التعبئة الكاملة لإعادة الاعتبار للجامعة المغربية، عبر إطلاق نداء لتكوين جبهة موحدة لمواصلة المد الإصلاحي، الذي عرف نوعا من الفتور خلال الفترة الأخيرة، والاشتغال على اقتراح إجراءات عملية وتقديم البدائل الممكنة لإصلاح التعليم العالي.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أعضاء المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي إلى المساهمة في اليوم الدراسي الذي يعتزم الحزب تنظيمه حول إشكالية التعليم العمومي، بما فيه التعليم الجامعي.
من جانبهم، استعرض أعضاء وفد النقابة الوطنية للتعليم العالي الذي ترأسه الكاتب العام للنقابة، عبد الكريم مدون، مجمل الأوضاع التي يعرفها التعليم الجامعي العمومي بالمغرب، مشيرين إلى أن الجامعة تواجه ما أسموه «خطرا حقيقيا»، دفع النقابة إلى المناداة بتكوين جبهة وطنية لإعادة الاعتبار للجامعة، وخلق رجة داخل المجتمع ووضع الجميع أمام مسؤولياته حيال الأزمة التي تعرفها الجامعة.
وشدد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي،، عبد الكريم مدون، على أن الجامعة ملك لجميع المغاربة، وبالتالي فإن أوضاعها تسائل الجميع، محذرا من التوجه القائم على إحداث الجامعات الخاصة واستيراد نماذج أجنبية ستزيد من حدة الأزمة التي تعرفها الجامعة العمومية، ومعربين في الوقت نفسه أنهم ليسوا ضد إحداث مثل هذه الجامعات، ولكن يجب تقنينها وعقلنتها لتشكل قيمة إضافية للتعليم العالي.
وقال مدون إن مبادرة النقابة تأتي في إطار ما اتفق عليه المكتب الوطني واللجنة الإدارية للنقابة حول أوضاع التعليم العالي الخصوصي الذي لا يمكن أن يكون بديلا عن التعليم العمومي العالي داخل الجامعة التي لعبت دائما دورا طلائعيا في تكوين النخب المغربية، وأصبحت الآن تعرف أزمة حقيقية، مشيرا في معرض حديثه إلى أنه «لا يمكن الوصول إلى تنمية حقيقية بدون جامعة تعمل على تكوين الأطر والنخب، بالموازاة مع اشتغالها على البحث العلمي والأكاديمي».