اليمن.. وثيقة بن عمر تضع الرئيس هادي في مرمى نيران صالح |
هادي يرفض أي تعديل على وثيقة حل القضية الجنوبية بعد توقيعها، وقرارات لجنة دراسة مشروع الأقاليم ستكون ملزمة للجميع. |
عن صحيفة العرب [نُشر في 27/12/2013، العدد: 9421، |
صنعاء- رغم توقيع اتفاق حل القضية الجنوبية لا يزال الجدل السياسي قائما حول عدد الأقاليم، وبوجود أطراف لها مصلحة ببقاء التوتر السياسي وعدم الاستقرار في البلاد، يواجه الانتقال السلمي مزيدا من العقبات والعراقيل.
أثارت وثيقة حل القضية الجنوبية، التي تم التوقيع عليها في اليمن مؤخرا المزيد من الجدل والخلافات بين الفرقاء السياسيين في البلاد، ووضعت الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي في مرمى الاتهام بالاستسلام لقوى تسعى إلى تقسيم البلاد.
ونقلت الصحافة المحلية اليمنية عن منتقدين للوثيقة، التي يقف وراء تمريرها المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، قولهم إنّ الوثيقة “لم تتضمن سوى التأصيل لكيانين في الدولة الاتحادية -شمالي وجنوبي- وتأجيل حسم عدد الأقاليم إلى ما بعد الحوار، وتوكيل الرئيس هادي منفردا بإنجازها، وضمان بقاء المبعوث الأممي جمال بن عمر وصيا لسنوات مرتبطة بزوال الأزمات”، كما ورد على لسان فؤاد الصلاحي أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء.
وتزعّم حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، المؤتمر الشعبي العام -الذي ينتمي إليه هادي بدوره- تيار رفض الوثيقة، على اعتباره من أكبر المعارضين لانفصال جنوب اليمن.
وقال اليماني في تصريحات صحفية إن “الجنوب يسير نحو الانفصال بسبب نفس التحالفات القديمة الجديدة، وأن ما يحصل في الجنوب الآن من هبة شعبية سيغير اللعبة السياسية في البلاد”. كما دعا الرئيس عبدربه منصور هادي “إلى الوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية، مؤكدا أن تحالف هادي المتين مع الإخوان أفقده السيطرة على البلاد”.
ومن جهته رفض الرئيس عبدربه منصور هادي إجراء أية تعديلات على وثيقة مخرجات اللجنة المصغرة لفريق القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار الوطني. وقالت مصادر يمنية مطلعة إن رئاسة مؤتمر الحوار الوطني عقدت اجتماعا برئاسة عبدربه منصور هادي في أعقاب تصعيد من قبل المؤتمر الشعبي العام ضد “الوثيقة” التي كان اقترحها المبعوث الأممي جمال بن عمر فيما يرى فيها المؤتمر وثيقة لـ”الانفصال”.
وذكرت المصادر التي قالت إنها حضرت الاجتماع، أن الرئيس هادي قال إن من المستحيل إجراء أي تعديل على الوثيقة مادام قد تم توقيعها، ولكن بالإمكان استيعاب ملاحظات جميع الأطراف في نص التكليف الذي سيصدر من الجلسة العامة لمؤتمر الحوار للرئيس وللجنة التي تنص الوثيقة على تشكيلها لدراسة خياري شكل الدولة إن كان سيتضمن ستة أقاليم أو إقليمين.
وأوضحت المصادر أن ممثلي المؤتمر الشعبي العام الذين يرفضون الوثيقة غابوا عن الاجتماع فيما حضر عبدالكريم الإرياني الذي يقول حزب المؤتمر إنه وقع على الوثيقة بصفته الشخصية وليس نيابة عن الحزب.
وشرحت المصادر أنه من المقرر أن يختار الرئيس اليمني لجنة من مكونات مؤتمر الحوار تقوم بناء على التفويض الذي منحته إياه الوثيقة بدراسة مشروعي الإقليمين والستة أقاليم واختيار أحدهما، وسيكون اختيارها نهائيا وباتا وملزما لجميع الأطراف، مشيرة إلى أن أمين عام التنظيم الناصري حضر الاجتماع ولم يبد أي اعتراض على الوثيقة بعد أن كان حزبه أعلـن في بيان سابق عن رفضه لها، فيما أبـدى ممثل الحوثيين محمود الجنيد بعض الملاحظات التـي تـم تأجيـل النظـر فيهـا إلـى اجتماع غـد السبـت.
وأضاف في بيان “فريق القضية الجنوبية والجلسة العامة هو من سيفوض لجنة جديدة غير لجنة 8/8 لدراسة أي الخيارات أنسب: الإقليمان أو الستة أقاليم أو ما بينهما وبما يحقق التوافق”.
وكانت بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء ممثلة بما يعرف بلجنة الـ16 وقعت الاثنين الماضي على اتفاقية بخصوص القضية الجنوبية، بعد تعثر عملها سابقا جراء الاختلاف على شكل الدولة وعدد الأقاليم.
وانطلاقا من هذه النقطة فإن المخاوف التي يبررون بها رفضهم للخيار الآخر موجودة في خيار الستة أقاليم أيضا”.
وشدد “على أن أي اتفاقات أو تسويات تتم خارج مؤتمر الحوار ( الفرق المعنية والجلسة العامة ) هي مجرد مقترحات غير ملزمة لمؤتمر الحوار ما لم تمر عبر آليات المؤتمر ابتداءً من التصويت عليها داخل فرق العمل ومن ثم داخل الجلسة العامة”.