رحيل «كلاشنيكوف» .. أسطورة صناعة السلاح الروسي
الإثنين، 23 ديسمبر 2013
فارق الحياة اليوم الاثنين ميخائيل كلاشنيكوف مصمم الأسلحة النارية الخفيفة ، وأسطورة صناعة السلاح الروسي عن عمر يناهز 94 عاما وصاحب البندقية الشهيرة عالميا والمسماة باسمه .
وأعلن الناطق الصحفي باسم رئيس جمهورية أودمورتيا الروسية فيكتور تشولكوف في صفحته على موقع “فيس بوك” للتواصل الاجتماعي بحسب موقع ” روسيا اليوم” : “اليوم 23 ديسمبر وصلنا خبر محزن، فقد توفي عن عمر يناهز 94 عاما، وبعد مرض خطر وطويل، المصمم البارز للأسلحة النارية الخفيفة ميخائيل تيموفييفيتش كلاشنيكوف”.
وتجدر الإشارة إلى أن كلاشنيكوف كان قد دخل منذ 17 نوفمبر الماضي قسم العناية المركزة بالمستشفى في مدينة إيجيفسك عاصمة جمهورية أودمورتيا بمنطقة الأورال.
تاريخه
يعد كلاشنيكوف مصمم الأسلحة النارية الخفيفة، وأسطورة صناعة السلاح الروسي ، ولد في 10 نوفمبر 1919 لأسرة فقيرة تعمل في الزراعة، كانت والدته قد أنجبت 18 طفلا وكان هو احد الثمانية الذين بقوا على قيد الحياة.
وبدأ حياته العملية كعامل فني في محطة للقطارات في كازاخستان، وفي عام 1938 انضم للجيش وعمل في وظيفة تقني لدبابة هجومية وفي هذا الموقع اظهر مهاراته العالية في ميدان تصنيع الأسلحة إذ اخترع وهو ابن العشرين عاما بعض التجهيزات التي وجدت استحسانا كبيرا من قبل الجنرال جوكوف أحد أشهر الضباط في التاريخ السوفيتي.
وبعد جهود استمرت خمس سنوات توصل كلاشنيكوف إلى اختراع البندقية الرشاشة الهجومية AK-47 التي حملت اسمه.
ونجح كلاشنكوف فى أن يكون مخترعا عظيما ، بالرغم بأنه لم يكمل تعليمه وحصل في عام 1949 على جائزة ستالين التي وفرت له مبلغ مائة وخمسين ألف روبل أي ما كان يشكل ثروة حقيقية وما عبر عنه هو نفسه بالقول: «بواسطة هذا المبلغ كان يمكنني شراء (دستة) من السيارات من أرقى طراز» ، كان كلاشنكوف يحمل آنذاك رتبة عريف وتفرغ منذ ذلك الوقت لتحسين تقنيات صناعة سلاحه والتفكير باختراع نماذج جديدة منه.
ومنذ عام 1950 أصبح عضوا في مجلس السوفييت الأعلى الأمر الذي سمح له بأن يرى من بعيد ستالين وبقي في هذا المجلس حتى تم حله عام 1988، وكان معه في ذلك المجلس العديد من الشخصيات الروسية البارزة في عدد من المجالات مثل الشاعر رسول حمزاتوف ورائد الفضاء يوري جاجارين والكاتب ميخائيل شولوكوف وجراح العيون فيدوروف.
سر عسكري
حرص الاتحاد السوفيتي على إخفاء هوية كلاشنيكوف معتبرا ذلك سرا عسكريا فعند قيامه بأول رحلة له خارج البلاد في عام 1970 برفقة زوجته إلى بلغاريا تلقى أمرا بالمرور على مقر جهاز المخابرات الروسية (KGB) وكانت التعليمات واضحة وهي أن لا يعرف البلغاريون أبداً هويته، لاسيما وان المجموعة السياحية كلها كانت ستزور مدينة كازانليك حيث يوجد مصنع لرشاشات كلاشنكوف بل وكان ينبغي عليه أن لا يعرف أعضاء المجموعة السياحية أنفسهم هويته الحقيقية.
ورغم انتخابه ستة مرات لعضوية مجلس السوفييت الأعلى إلا أنه لم يصبح أحد أعضاء النخبة السياسية الشيوعية النافذين وقد عرف عنه أنه لم يكن أبدا من المؤيدين للسياسة التي انتهجها ميخائيل جورباتشوف منذ توليه السلطة في الاتحاد السوفييتي السابق عام 1985، والتي أدت إلى انهياره في النهاية.
ورغم الشهرة التي امتاز بها السلاح الذي ابتكره إلا أن ميخائيل كلاشنكوف لم يتلق اي مبلغ عن أي قطعة انتجت أو صنعت لسلاحه في أي مكان في العالم كما لم يحصل على براءة اختراع لبندقيته تلك.
تاريخ تصنيع بندقية كلاشنيكوف
حققت بندقية كلاشنيكوف الآلية انتشارا واسعا في مختلف أنحاء العالم، ويوصف هذا السلاح بأنه الأكثر رواجا والأكثر “تقليدا”. ويصنف رشاش كلاشنيكوف الشهير ضمن أول ثلاثة اختراعات للقرن العشرين من أصل 30 اختراعا غيرت حياة البشرية بشكل جذري وسميت هذه البندقية باسم مصممها ميخائيل كلاشينكوف لتشتهر بعد ذلك.
وتعدى الكلاشنيكوف الاستخدام اليدوي وبات رمزاً لمعان عدة وشعاراً نجده في أعلام دول ومنظمات جعلته رمزا للدفاع عن حريتها وكفاحها أو أداة للهيمنة والغطرسة والقتل غير المبرر مما جعل ميخائيل كلاشنيكوف يرثي مصير آلته التي اخترعها قبل ستة عقود للدفاع عن بلاده في مواجهة الغزو النازي.
وساهم نقل تكنولوجيا صناعة هذا الرشاش إلى البلدان الصديقة للاتحاد السوفييتي انذاك إلى تعدد منتجيه حيث تبنت أكثر من 14 دولة في العالم إنتاجه، والكثير منها ينتج هذا السلاح بلا ترخيص، الأمر الذي تحاول روسيا الاتحادية اليوم إعادة السيطرة عليه .
***
عن صحيفة محيط